أخبار وتقارير

عقار: التنمية الريفية محور مهم لتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار

الدامر- سعد الشَّم:

قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، إن التنمية الحقيقية تبدأ من الريف الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد السوداني.

وأضاف لدى مخاطبته الورشة المتخصصة التي نظمتها وزارة الحكم الإتحادي بالدامر، أن غياب الرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد وعدم وجود العدالة الاجتماعية وسوء إدارة الموارد أدت الى الإختلالات التي تعاني منها البلاد.

ودعا إلى تبني رؤية تنموية جديدة تُعزّز للعدالة الإجتماعية وتُحقق الاستقرار تمهيداً للوصول إلى دولة ديمقراطية مستقرة.

وعبَّر نائب رئيس مجلس السيادة عن شكره وتقديره لوزارة الحكم الاتحادي وولاية نهر النيل على تنظيم الورشة مؤكداً أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تسهم في ترسيخ مفاهيم التنمية والحكم الرشيد.

من جهته، أكد والي نهر النيل محمد البدوي عبدالماجد أبوقرون إن التنمية الريفية تمثل الركيزة الأساسية في خطط الولاية المستقبلية مشيراً إلى أن مايقارب الـ(85%) من مساحة الولاية تسكنها مجتمعات ريفية تتطلب اهتماماً خاصاً وتوجيهاً مباشراً لمشروعات التنمية والخدمات والبنى التحتية.

وأضاف أن السودان يمر بمرحلة دقيقة تستوجب توحيد الرؤية لإعادة الريف إلى دوره الطبيعي كمركز للإنتاج وداعم رئيسي للاقتصاد الوطني خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الحرب وما صاحبها من هجرة ونزوح وتراجع في الخدمات.

ونوه أبوقرون إلى تجربة ولاية نهرالنيل الرائدة من خلال صندوق التنمية المحلية والدور الكبير الذي يضطلع به الصندوق على صعيد مشروعات التنمية والخدمات الأساسية بعموم محليات الولاية لاسيما في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتعليم.

فيما أكد والي الولاية الشمالية الفريق ركن عبدالرحمن عبدالحميد أن التنمية الريفية تمثل الأساس الحقيقي للحكم اللامركزي ولنهضة السودان مشيراً إلى أن مشاركة ولايته في الورشة جاءت انطلاقاً من إيمانها العميق بأهمية وضع رؤية واضحة لتحقيق تنمية شاملة تنطلق من المجتمعات المحلية.

من جهته، أكد وزير الحكم الاتحادي والتنمية الريفية الدكتور محمد كرتكيلا صالح أن التنمية الريفية تمثل ركيزة أساسية من ركائز بناء السودان وقال إن الريف هو عمق استراتيجي للاقتصاد الوطني ومخزون بشري ضخم حارس للهوية والثقافة والتراث السوداني.

وأوضح أن الريف السوداني هو مصدر الإنتاج الزراعي والحيواني والرعوي و الارتقاء بالريف يُعد البوابة الحقيقية للتنمية الشاملة والمستدامة بالبلاد.

وقال كرتكيلا إن السودان يمر بمرحلة دقيقة تتطلب وقفة وطنية صادقة ومراجعة عميقة للواقع مشيراً إلى أن الحرب الراهنة خلفت دماراً واسعاً في البنية التحتية وتسببت في إيقاف عجلة الإنتاج في كثير من المناطق الريفية المنتجة.

وأشار إلى أن الريف يعاني من ضعف التمويل وعدم توفر التقانات الحديثة الأمر الذي أدى إلى الاعتماد على النظم التقليدية في العمليات الزراعية والرعي مما ادى لإنخفاض الإنتاج.

وكشف وزير الحكم الاتحادي أن وزارته وضعت خطة وطنية شاملة ترتكز على أربعة محاور رئيسية تتمثل في التعافي وإعادة الإعمار الريفي وتمكين الإنتاج الاقتصادي وحوكمة الموارد وبناء السلام المجتمعي وإنشاء إدارة عامة متخصصة للتنمية الريفية تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والتنسيق والمشاركة المجتمعية والتمويل المستدام.

من ناحيته قال البروفيسور أحمد التجاني المنصوري وزير الثروة الحيوانية بالبلاد إن الريف السوداني هو العمود الفقري للإقتصاد السوداني ومصدر للثروة الزراعية والحيوانية.

وأكد بروفيسور المنصوري أن السودان يمتلك ميزات تؤهله لأن يكون مورداً رئيسياً للغذاء على المستوى الإقليمي والعالمي خاصة بعد ارتفاع تكاليف النقل عالمياً.

وكشف وزير الثروة الحيوانية عن تكوين ثلاثة مجالس مشتركة مع المملكة العربية السعودية والكويت لإستقطاب المستثمرين وأعلن عن وجود مشاريع جاهزة لتمكين الشباب والمرأة في مجالات الإنتاج الحيواني.

وقال وزير الشباب والرياضة الاتحادي الدكتور أحمد آدم إن الورشة تؤكد اهتمام الدولة بملف التنمية في الوقت الذي أصبح فيه السودان في أمسّ الحاجة للإعمار والتنمية من أي وقت مضى مؤكداً أن التنمية الريفية تمثل مفتاح استقرار الشباب وتقليل الهجرة نحو المدن أو خارج البلاد.
وقال إن تمكين الشباب خاصة في الريف من خلال منحهم فرصاً حقيقية في الموارد الزراعية أو المعدنية يمكن أن يحدث نقلة كبيرة في الإنتاج.

هذا وكان وكيل وزارة الحكم الاتحادي والتنمية الريفية الأستاذ أباذر الحافظ قد أوضح أن الوزارة تعمل على تطوير سياسات التنسيق بين مستويات الحكم الثلاث ودعم المشاركة المجتمعية وبناء نموذج تنموي يستفيد من الموارد الريفية وينعكس إيجاباً على سبل كسب العيش.

وأكد الحافظ ضرورة وضع خارطة طريق واضحة للتنمية الريفية المتوازنة وتقوية التشريعات والسياسات ومراعاة اختصاصات مستويات الحكم بما يحقق تكامل الأدوار وصولاً للتنمية المستدامة.

وقدّم الدكتور عوض الكريم المبارك المدير التنفيذي لصندوق التنمية المحلية ورقةً علمية حول التنمية المحلية بولاية نهرالنيل كماتمَّ تقديم عدد من الأوراق العلمية حول قضايا التنمية الريفية بالبلاد عامة وحُظيت بنقاش مستفيض من قبل المشاركين ومداخلات قيِّمة من الخبراء والقيادات والعلماء تسهم في وضع رؤية تنموية جديدة لتحقيق التنمية الريفية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى