أخبار وتقارير
المبعوث الأمريكي للسودان يلتقي “الحارسات” بكمبالا
هادية حسب الله تدعو لإحالة الوضع في كل السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية
كمبالا- تقرير حنان الطيب:
زار المبعوث الأمريكي لدى السودان، توم بيرييلو، الثلاثاء الحارسات بمقرها بالعاصمة اليوغندية كمبالا، حيث تمت مناقشة مختلف قضايا وهموم السودانيين في كل مناطق وولايات السودان، وحجم معاناة المدنيين والعمل على حمايتهم، وعدم وجود الإغاثة رغم مرور عام وثمانية أشهر للحرب، بجانب وقف الانتهاكات الواقعة على النساء، وإيصال صوت النساء ومعاناتهن لكل العالم، وترتيبات ما بعد الحرب وغيرها من القضايا التي وضعت أمامه . كما استمع إلى النساء اللائي شاركن في مباحثات جنيف.
إيقاف الحرب..
وأكد بيرييلو، لدى اجتماعه بالحارسات على المساعي الجادة لإيقاف الحرب في السودان بالضغط على طرفي النزاع، وعلى وزارة الخارحية السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية، وفرض عقوبات على مرتكبي الجرائم في السودان وحظر السلاح ودعم العملية السياسية المدنية، بجانب محاولة الولايات المتحدة الأمريكية قيادة عملية السلام في السودان.
هناك تباطؤ..
واتهم المبعوث الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي بالتباطؤ في حل مشكلة النزاع الدائر في السودان، وعبر عن شكره لشجاعة الحارسات بالتحدث عن قضايا النساء في السودان وفي المعسكرات، ومعاناة السودانيين في السودان من المجاعة وغيرها، والمخاطر التي تواجهها النساء والأطفال بسبب الحرب.
لايمكن حدوثه لإنسان
وقال ما حدث في السودان (لايمكن أن يحدث لإنسان) و خروج ٢٠ مليون شخص من منازلهم فوق الاستيعاب، ووعد بالتركيز على الموجودين في السودان ويواجهون خطر المجاعة وحياة الحرب، كما أشار للتحديات التي تواجه النساء اللاجئات، وشعوره بالتناقض عند زيارته لمعسكر اللاجئيطين، وبالسعادة لنجاتهم بالخروج من السودان موضحا أن أوضاعهم ليست بالجيدة.
حليف للسودانيين..
وقال بيرييلو إن تعيينه من الرئيس بايدن كحليف للسودانيين والسودانيات، وعبر عن امتنانه للحارسات لشجاعتهن بعكس ما يدور في السودان كما أكد استمرار عملهم من أجل إيصال المساعدات الإنسانية ل ١٨ ولاية
وأشار لتبرع أمريكا بمليار دولار للسودانيين وضغط العالم لتقديم المساعد ات للسودانيين، مؤكدا استمرار مجهوداتهم الرامية لإنهاء الحرب ومساعيهم بالضغط على طرفي النزاع ووضع عقوبات عليهم وإعادة قيم ثورة ديسمبر.
سيادة النظم العسكرية..
من جانبها أشادت رئيس المكتب التنفيذي للحارسات الأستاذة هادية حسب الله بالمبعوث الأميركي على جهوده ومثابرته لإنهاء الحرب في البلاد لافتة إلى أن مشكلة السودان في المقام الأول مشكلة داخلية، مشيرة للفشل في إدارة التنوع و سيادة النظم العسكرية التي قمعت التعددية واعتمادها على الحلول العسكرية مما فاقم من مشاكل التكامل والبناء الوطني وأسهم في تكوين المليشيات وتفاقم الأزمات وفتح الباب للتدخلات الخارجية الخبيثة في البلاد.
النسيج الوطني..
وعزت هادية حسب اندلاع الحرب في ١٥ أبريل لمطامع العسكريين في السلطة وقطع الطريق على مسار الانتقال المدني الديمقراطي، ومحاولة كل طرف تعبئة المشاعر الجهوية والقبلية مما هدد ويهدد بتمزيق النسيج الوطني في البلاد، بالإضافة لمساعي كل طرف للاستنصار بأطراف إقليمية ودولية مما عقد الحرب بصورة أكبر من تعقيدتها الأولى.
لايمكن أن يقرروا..
واتهمت هادية حسب الله أطراف الحرب باستباحة المدنيين ونهبهم وإذلالهم وقتلهم لمجرد الهوية والجهوية أو القبلية، واغتصاب النساء والفتيات واستعبادهن الجنسي وسلخ الأسرى وبقر البطون والتلذذ بسل الأحشاء.
وقالت “إن هؤلاء القتلة المجرمين الذين احرقوا البلاد ونهبوا مواطنيها وسرقوا أحلام ثورتها العظيمة لا يمكن ان يقرروا مستقبل البلاد”.
ودعت لعملية سلمية متعددة المسارات منها مسار لإيقاف العدائيات ومسار إنساني ومسار لاستعادة ثورة ديسمبر في الحكم المدني الديمقراطي.
قهر النساء..
وتابعت لنجاح أي عملية سلمية لابد أن تكون حقوق النساء لحمتها وسداها، مضيفة أن تجربة السودان كانت بداياتها بقهر النساء والانتهاء بالإبادة الجماعية. وأضافت أن الإعتراف بحقوق النساء يجب أن يكون شرطا للمشاركة ، وإشراكهن بمساواة وعدالة، وضمان حقوقهن ومشاركتهن في كل الترتيبات الدستورية والقانونية ومؤسسات مابعد النزاع ، وأن تضمن ترتيبات العدالة والعدالة الانتقالية محاسبة الذين اجرموا وانتهكوا حقوق النساء.
تشديد العقوبات..
وقالت هادية حسب الله “إن هؤلاء القتلة والمجرمين لن يوقفوا الحرب بالمناشدات وبيانات الإدانة إلا بضغوط شديدة وفعالة، ودعت مجلس الأمن الدولي لتوسيع وتشديد العقوبات على أي معرقل للإيقاف الفوري لإطلاق النار وإحالة الوضع في كل السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته في الحماية وذلك باتخاذ قرارات حاسمة بحظر توريد السلاح إلى السودان وإيقاع عقوبات علي أي دولة تدعم طرفا من أطراف الحرب.
إطالة أمد الحرب..
وقالت هادية بعدم وجود شرعية في السودان منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر، مضيفة أن محاولة إضفاء أي شرعية على بنادق الحرب سيؤدي إلى إطالة أمد معاناة السودانيين وتمزيق البلد وبالتالي تحويلها إلى دويلات أمراء الحرب والمليشيات وما يتبع ذلك من تطهير عرقي وفوضى وجريمة عابرة للحدود.
وأجمعت نساء الحارسات على إيصال صوت نساء السودان لكل العالم، وحاجة المدنيين للحماية والدعم، وتعزيز الضغوط الأمريكية لإيقاف الحرب، كما أمن على أن الذين قاموا بقطع الطريق على الثورة ليس من حقهم أن يكونوا جزءا من مصير السودان ولامن مستقبله وأنه يجب تقديمهم للمحاسبة والمحاكمات ومحاسبتهم من قبل الشعب السوداني على الجرائم التي ارتكبوها.
وأهدت الحارسات المبعوث الأمريكي لوحة حزينة رسمتها الفنانة التشكلية هدى جسدت حجم معاناة السودان في إمرأتين تذرفان الدموع، لتذكيره بمعاناة السودانيين، ولكي تكون هناك مساعدة من أمريكا ومجلس الأمن وكل المجتمع الدولي. كما تم إهداء لوحة تحمل صورة الفنان أبوعركي البخيت الذي ظل صامدا في الخرطوم لبناته.
كما شهدت جلسة (جبنة فاهمة) مناقشة العديد من القضايا مع ترديد الكثير من الهتافات الداعمة لثورة ديسمبر المجيدة.