د.معاوية عبيد:
الجزيرة تلك الأرض الخضراء التي فتحت ازرعها وزراعتها لاستقبال كل اهل السودان وخارج السودان وقدمت لهم الزاد عبر قدح كبير يسمي مشروع الجزيرة ، تقاطرت كل الجموع من كل حدب وصوب لترضع من ثدي جزيرة الخير لبنا خالصاً ، اليوم تتعرض الجزيرة لاكبر الانتهاكات و أكبر محنة تمر علي تاريخ البشرية و تمتد إليها يد الغدر والخيانة من نفر أكلوا من خيراتها ورضعوا من ثديها ، لكنها نفوسهم المريضة وبعدهم عند الدين جعلهم ينحرون امهم من الوريد الي الوريد مع حثالة من المتمردين و المرتزقة ( هؤلاء هم الولد العاق ) ، لكن نسوا وتناسوا أن الشعب السوداني ما زال بخير ، والشعب السوداني أمة كالجسد الواحد إذا اشتكي منها عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي و يشد بعضه بعضا وكلما امتدت يد الغدر والخيانة عليه من قبل المليشيا المتمردة ومن عاونها كلما امتدت يد الخير في الولايات الآمنة لاستقبال أخوانهم المتضررين من ابناء الجزيرة و هم يرددون ( الجزيرة يد سلفت ودين مستحق ) لذلك عندما اشتد أور الحرب علي اهلنا في الجزيرة و نزحوا الي الولايات الآمنة رحبت هذه الولايات بالأسر التي وفدت اليها وقالوا لهم : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ، ( اهل كرام وابناء كرام ، لذلك وجب علينا اكرام وفادتكم ) ، العاملون عليها بديوان الزكاة الجزيرة رفعوا سنانهم وخندوقوا مع اخوتهم بأمانة الزكاة ولاية كسلا ومنهم من خندق بمحلية المناقل وهم يزودون عن حياض الوطن و الجزيرة واهلها بتقديم الدعم لهم بكل جد وتفاني وايضا يرددون ( الجزيرة يد سلفت ودين مستحق ) و هاهو المجاهد عصام الدين موسي الذي استلم الراية أمينا للزكاة ولاية الجزيرة خلفا لسلفه آدم بشر اثناء هذه الحرب لم يتزحزح عصام ومعه نفر كريم من اخوته يحملون معه الراية ويقفون من خلفه ، وهم من موقعهم هذا يقدمون الزاد و الكساء للذين نزحوا من ابناء جلدتهم ويقف عونا لهم في ذلك الأمين العام لديوان الزكاة أحمد ابراهيم عبدالله واركان سلمه ، وأيضا وقف معهم أمين الزكاة ولاية كسلا حامد احمد حامد واركان سلمه وأمين الزكاة ولاية القضارف بشير محمد عمر واركان سلمه ، و كل هؤلاء واولئك رفعوا صوتهم بأن هذه الاسر جاءت إلينا وافدة نحن نكرم وفادتها فحركوا القوافل ووقفوا بأنفسهم علي احوال المتأثرين يشدون من أزرهم ومواساتهم الألم و شكر عصام الدين موسي الامانة العامة لديوان الزكاة لتحريكها القوافل وغيرها من انواع الدعم للمتأثرين بالحرب وقال إن هذه الحرب درس لنتعلم منها كيف نتحمل التعاضد و التكاتف و نواسي أهلنا الذين تعرضوا للانتهاكات و ما يقدم من صميم واجبنا كمؤسسات حكومية تجاه أهلنا المتضررين
وعبر عن شكره لوالي ولاية كسلا ووالي ولاية القضارف لايوائهم للاسر و تسيير القوافل التي تحمل الغذاء و الدواء و الكساء للمتأثرين بالحرب من قري الجزيرة وثمن عصام الدور الكبير الذي يقوم به الديوان وأكد وقفتهم مع كل الوافدين من ابناء الجزيرة في دور الايواء في كل ولايات السودان المختلفة و الذين يقطنون في البيوت مع أقاربهم او مستأجرين واوضح عصام الدين أن ديوان الزكاة ولاية الجزيرة بالتعاون مع ديوان الزكاة كسلا و الامانة العامة لديوان الزكاة سيروا قافلة تحتوي علي مواد غذائية بتكلفة فاقت المائة مليون جنيه تستهدف عشرة الف مواطن من قري شرق الجزيرة الذين تأثروا بالاحداث الأخيرة و نزحوا الي محليات حلفا وخشم القربة ونهر عطبرة كما شد أمين الزكاة ولاية الجزيرة بالتعاون مع أمين الزكاة القضارف ووالي ولاية القضارف شدوا رحالهم الي ولاية القضارف وقدموا دعما اشتمل علي (٦٠٠ ) لبسة و (١٠٥٠) بطانية للنازحين لتقيهم من زمهرير الشتاء في مخيماتهم