الخرطوم- عرفة صالح:
يعتبر كتاب (وقفات مع التاريخ الاجتماعي والثقافي لبادية الرزيقات) لمؤلفه الدكتور إسحق أحمد محمد عيسى، المحاضر بجامعة الضعين، إضافة حقيقية لجمع وتوثيق ومعرفة المعلومات والموروثات الثقافية والإجتماعية والممارسات الشعبية للمجتمع السوداني المتنوع وعلى علاقتها كل تلك الممارسات السودانية مع بعضها البعض من خلال القواسم المشتركة بينها في لقاء خاطف مع المؤلف نستعرض بعض ملامح الكتاب الذي يعد أول باكورة انتاجه في التأليف وله المؤلف تحت الطبع بعنوان الأسس العلمية والعملية لتنمية وتطوير الرحل بمنظور التنمية المتوازنة.
وقال الدكتور اسحق مؤلف الكتاب، إنه من خلال هذا السفر طرح بعض المزايا الإجتماعية والثقافية لبادية الرزيقات، مشيراً إلى أن (الرزيقات) مجموعة تُعد من أكبرالقبائل الرعوية والزراعية في السودان وخاصة منطقة غرب السودان مكان ومحل تمركزهم، مستعرضا عاداتهم وتقاليدهم وتواصلهم مع القبائل الأخرى التى لها عموديات داخل قبيلة الرزيقات.
وأضاف أن الكتاب احتوى على الفلكلور الشعبي المختلف مثل السكن والصناعات والحرف اليدوية الزينة والآلات الإنتاجية والحربية، كما اشتمل على الأدب الشعبي الشفاهي والقصص الشعبية والأمثال والهدايات والحكامات اللائي يمثلن وزارة إعلام للقبيلة، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التى تمارس في المناسبات المختلفة والنقارة المفردة التى يتميز بها الايقاع السوداني وقبيلة الرزيقات.
وأشار د. اسحق، إلى أن ثقافة الشفاهية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل وجدان الأسر والمجتمع بقبيلة الرزيقات، منوها إلى أن من يقرأ هذا السفر الشعبي السوداني لبادية الرزيقات يجد ويتلمس إضافة حقيقية في كافة النواحي التي تطرق لها الكتاب سواءً كانت علمية أو أكاديمية أو حتى فلكلورية ومن ثم معرفة التراث الشعبي وصفات المجموعة الكبيرة التي تعد من أهم القبائل السودانية.
وقال دكتور اسحق إنه تعرض إلى القضاء العرفي في بادية الرزيقات والقواعد العرفية التى ترتكز عليها القبيلة في عمليات حسم الخلافات والنزاعات في القبيلة والتي تعد مرتكزا تمتثل له افراد القبيلة لسريان احكامه لتحقيق العدالة المنشودة ،مؤكد ان القضاء العرفي متواجد في القبائل السودانية خاصة بوادية
وأضاف، أن الكتاب يحمل في طياته كما هائلا من المعلومات الإجتماعية والثقافية والإدارية والتراثية لقبيلة الرزيقات وإظهار الحراك الإنساني في السودان على أنه متناسق ومترابط مع بعضه البعض، هذا من منظور التعريف بالممارسات والعادات والأعراف في هذه القبيلة لكي يستفيد الإنسان السوداني والجيل الحاضر ومعرفة مدى التنوع البشري العميق في القبائل السودانية واشتراكها في معظم هذه العادات و التقاليد والموروثات الحضارية.
وأكد المؤلف أن الاهتمام بالموروث الثقافي وتاريخ القبائل مهم جداً ويجب أن نهتم بكبار السن من بطون القبائل السودانية وإلمامهم بالمعلومات وتوثيقها حتى لا يندثر التاريخ ويتعرض للنسيان حال فقدانهم.
ونجد أن كتاب (وقفات مع التاريخ الاجتماعي والثقافي لبادية الرزيقات) يعد موسوعة تاريخية وتراثية وثقافية واجتماعية للسودان ولأبناء الرزيقات والباحثين في الأدب الشعبي والكليات الاجتماعية داخل السودان وخارجه، كما ويمثل الكتاب مرجعا لطلاب الجامعات والمهتمين بالتراث الشعبي.
ويبقى من المهم أن ننوه لأهمية الإستفادة من هكذا نوع من الكتب لمعرفة التجارب الإنسانية واستثمار الموارد الطبيعية والبشرية السودانية للمساعدة في تقدم ونمو وطننا الحبيب السودان في كافة نواحي الحياة ورفاهية الإنسان السوداني وأن يعيش حياة كريمة وفاعلة ومنتجة وآمنة ومستقرة.
وقدم الكاتب أول نسخة من الكتاب هدية لناظر عموم الرزيقات؛ الناظر محمود موسى مادبو.
