د.معاوية عبيد:
غنت فيروز ذات يوم اغنية “أجراس العودة” للأديب الكبير سعيد عقل فقالت :
سيف فليشهر في الدنيا و لتصدع أبواق تصدع
الآن الآن و ليس غداً أجراس العودة فلتقرع
أنا لا أنساك فلسطين و يشد يشد بي البعد
أنا في أفيائك نسرين أنا زهر الشوك أنا الورد
سندك ندك الأسوار نستلهم ذات الغار
و نعيد الى الدار الدار نمحو بالنار النار
فلتصدع فلتصدع أبواق أجراس تقرع قد جن دم الأحرار
وجاء الأديب الشاعر عماد الدين طه ليدق أجراس العودة ويغنيها بوشناق التونسي فيقول :
أجراسُ العودةِ إنْ قُرِعَتْ أو لمْ تُقْرَعْ فلِمَ العجلهْ ؟
لو جئنا نقرعها حالاً كانتْ ” دُمْ تكٌ ” كالطبلهْ
فالعُرْبُ بأخطرِ مرحلةٍ و جميع حروفِهمُ عِلّهْ
أغرتهم كثرتهمْ لكنْ و برغمِ جموعِهُمُ قِلَّهْ
وبوادي النّملِ إذا عَبَروا سَتموتُ مِنَ الضحكِ النّملهْ
و حديثٌ عن حربٍ كُبرى أو صفقةُ قرنٍ مُخْتَلّهْ
مِسْمارُ الحائِطِ ملكُ جُحا سِمسارُ الحيِّ .. و في غفلهْ
سينادي”أونَ ألا دُوّيهْ” بازارُ الأرضِ المُحْتَلَّهْ
ويعودُ لِيُكمِلَ سهرتهُ في نادي أشراف الدّولهْ
حظيت هذه الأغنية لدى طرحها للمرة الأولى على المسرح اللبناني مباشرة، وكذلك على منصات التواصل الاجتماعي لعدة أيام بانتشار كبير، ووصلت مشاهداتها على يوتيوب إلى نحو مليون مشاهد في الأسبوع الأول لنشرها، فضلا عن مئات التعليقات المناهضة للموقف العربي الرسمي من صفقة القرن .
وأكد الفنان بو شناق في حوار صحفي أن الأغنية انتقدت الموقف العربي “البائس” من الأطماع الإسرائيلية في الأراضي العربية التي تزايدت بشكل لافت .
الحرب التي دارت رحاها في السودان كشفت النقاب عن كثير من المواقف التي كانت غائبة عن الشعب السوداني و أن المجتمع الدولي وكل جيرانه واصدقائه و اشقائه الذين وقف معهم في ساعة محنتهم الآن هم بعيدون عنه ومنهم من يؤجج لنار هذه الحرب و للأسف بالتعاون مع بعض الخونة و العملاء من ابناء جلدته وكل واحد منهم يعمل لمصلحته الخاصة عدا القلة من الدول التي وقفت مع الشعب السوداني ودولة السودان في محنته ، لذلك خاض الشعب السوداني معركة الكرامة لوحده بعزة واقتدار وبسالة القوات المسلحة ومن عاونها من القوات النظامية و القوات المشتركة و المستنفرين ، إن الحرب عالم تعيس لا يمكن تخيله ولا الحديث عنه، الذين خاضوا الحروب فقط هم الوحيدون الذين يمكن لهم أن يعبروا عن المآسى التي مرت بهم، هؤلاء الذين يسيطر عليهم حلم وحيد هو “العودة إلى الديار ، وعندما نزح الشعب السوداني داخليا وخارجيا تاركاً دياره التي احتلها المتمردون و المرتزقة كان يتجرع مرارات النزوح لذلك كان يحلم بالعودة الي الديار حتي ولو كانت حطاماً وركاماً ، ديوان الزكاة التقط ذلك القفاز وحقق للشعب السوداني حلمه بعد أن طهرت القوات المسلحة عدد من المدن التي دنسها المرتزقة و الخونة والعملاء ، فعمل الديوان علي تسيير قوافل ( العودة للديار ) وذلك بتسيير عدد من الباصات السفرية الي مدينة أم درمان ومدينة سنار وسنجة وقد تحركت هذه القوافل من ولاية البحر الأحمر والقضارف و كسلا ونهر النيل وقد ساهمت الامانة العامة لديوان الزكاة في هذه القوافل بالإضافة لأمانات الزكاة بالولايات ، امانة ديوان الزكاة ولاية سنار واحدة من الولايات التي سيرت قافلة العودة الي الديار من ولاية كسلا حيث ودع القافلة والي ولاية كسلا بالانابة و الامين العام لديوان الزكاة و مفوض العون الانساني بالولايه و امين الزكاة ولاية كسلا وبعض من قيادات القوات النظامية و جمع غفير من مواطنى الولاية رئيس اللجنة العليا الدكتور النور علي عمر أكد أن حصيلة حصر النازحين بلغت اكثر من أربعة عشر الف أسرة نزحت إلي ولاية كسلا كاشفاً علي استمرارهم في الطواف و حصر النازحين الذين يريدون العودة الي ديارهم وتسهيل أمر العودة لهم بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة و أمتدح النور الدور الكبير الذي قام به ديوان الزكاة ولاية سنار و والي ولاية كسلا في تسهيل أمر العودة الطوعية
غالبًا ما تكون العودة الطوعية إلى الوطن هي الخيار المفضل للنازحين أمين الزكاة بولاية سنار ابراهيم يوسف أعرب عن فرحته بعودة هؤلاء المواطنين الي ديارهم و أن الديوان من قام بتحقيق هذا الحلم لهم موضحاً أن القافلة تتكون من عشرة بصات سياحية تحمل علي متنها ( ١٠٠ ) أسرة متجهة الي اربع محليات من محليات ولاية سنار ، مؤكداً علي استمرار عملية التفويج من قبل الديوان لكل مواطنى ولاية سنار ، شاكراً لولاية كسلا حكومة وشعباُ استضافتهم لأخوانهم من الولايات الاخري
الأمين العام لديوان الزكاة بالانابة محمد بابكر إبراهيم أوضح أن الزكاة كانت سنداً و عضداً لكل الوافدين وجرحي العمليات بكل ولايات السودان منذ إندلاع الحرب مؤكدا وقفة الديوان مع كل الذين تضرروا من هذه الحرب اللعينه داخل السودان او خارجه ، مبينا أن الديوان سيعمل علي ترحيل كل الذين نزحوا بكل ولايات السودان حتي يصلوا الي ديارهم وسيكون سندا و عضداً لهم بعد عودتهم الي الديار داعيا الله أن ينصر القوات المسلحة ويعم السلام ربوع البلاد و أمتدح محمد بابكر حكومة ولاية كسلا و اهالي كسلا في استضافتهم لمنسوبي الزكاة من الامانة العامة و أفرعها وولايات سنار و الخرطوم و الجزيرة و استضافتها لكل الذين نزحوا إليها من الولايات المجاورة موضحاً أن هذا نهج الشعب السوداني
نائب والي ولاية كسلا ووزير الصحة عمر عثمان آدم قال أن هذا اليوم يوم مشهود لكسلا وسنار وكل أهل السودان مبينا أنهم اليوم يقفون فرحين مكبرين و مهللين بانتصارات قوات الشعب المسلحة داعيا الله أن يعم السلام البلاد مؤكداً علي وقفة حكومة ولاية كسلا و قيادات الولاية الشعبية والرسمية واهالي كسلا مع اخوتهم الذين لجأوا اليهم في ساعة العسر موضحاً أن عملية الايواء هذه من شيم رسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته عندما آخى بين المهاجرين و الانصار .
و شكر والي كسلا كل الذين وقفوا و نظموا لهذا العرس من اجل أن يعود هؤلاء إلي ديارهم ويتحقق حلمهم وقال آدم أن شعب كسلا تعلم من هؤلاء الوافدين الكثير من الخصال الحميدة داعيا الله لهم سلامة الوصول .