مقالات
فرنسا عينها على دارفور
بقلم/ منتصر محمد زكي:
توطئة:
تقدم الأرض مايكفي لتلبية حاجات كافة البشر ولكن ليس بما يكفي لتلبية جشع وطمع فرنسا.. ( بتصرف ).
خروج فرنسا من غرب أفريقيا أشبه بخروج الظفر من اللحم، خرجت مغضوب عليها بعد أن ظلت لسنوات وسنوات تنهب في خيرات وثروات دول غرب أفريقيا بشراهة لا حدود لها مقابل الحماية حتى أدركت هذه الدول مؤخرا جدا أن المقابل لا يتساوى وحجم ماتفقده من ثروات وسيادة وخصوصية في إتخاذ القرارات.
خرجت فرنسا المغضوب عليها تجرجر أذيال الخيبة وترفع حاجب الدهشة من درجة الوعي التي إنتابت شعوب المنطقة وحكامها تجاه الضيف ثقيل الظل عديم الضمير والإنسانية،، الضيف غير المرحب به لص الثروات.
خرجت فرنسا قفاها يقمر عيش وعينها على دارفور ( أرض اليورانيوم ) المعدن الأغلى من الذهب والماس.
أكثر ما أخشاه أن تكون دارفور هي البديل والصفقة التي جعلت خروج المستعمر العجوز من دول غرب أفريقيا مرنا وسلسا دون مفاجآت غير متوقعة .. تحركات المتمرد عبد الواحد نور وبعض الوجوه الدارفورية واللقاءات التي تمت في بعض العواصم الأوروبية لا تبشر بخير لاسيما أن مستر (نور) يقيم بفرنسا ويحمل جوازها. يبدو أن شتاء دارفور سيكون ساخنا أكثر مما يتوقع المتابع لمسار الأحداث والمراقب لمجريات الحرب الدائرة حول الفاشر .. الحذر ثم الحذر ففرنسا ليس لديها أخلاق في حروبها القذرة داخل القارة السمراء ويدفعها جشع ونهم تاريخي في نهب وسرقة ثروات أفريقيا .. تراجع نفوذ المستعمر الفرنسي بدأ في الظهور مع تنامي الوعي الشعبي وضعف ولاء الحكام بعد حدوث الكثير من الإنقلابات العسكرية داخل دول الغرب الأفريقي وتوق الشعوب للتحرر من التبعية والإستلاب الثقافي.
قادمات الأيام ستبين لنا مدى تقبل فرنسا خروجها المذل من مستعمراتها القديمة ونواياها غير المعلنة كرد فعل لخروجها من جنة أفريقيا، الأيام القادمة كفيلة بتبيان ذلك حتى تكتمل الصورة، كل الصفقات خاسرة إذا كان المقابل هو شبر من الوطن .