مقالات
خروج فرنسا من دول حزام الغرب الإفريقي عبر بوابة السودان
إمرأة إفريقية لماكرون في مؤتمر الشباب لدول الغرب الإفريقي "لو لم تنظف الطعام الفاسد إفريقيا لن تأكل منه" (٢)
بقلم الصادق علي حسن:
مخرجات سابقة لأوانها :
صدر بيان لقاء القوى السياسية والمدنية السودانية المشاركة في لقاء جنيف (٢٥-٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤م ) ذلك اللقاء الذي تم تنظيمه برعاية منظمة بروميديشن الفرنسية بالتعاون مع الخارجية السويسرية وقد شارك في اللقاء المذكور قوى وتنظيمات سياسية معتبرة وأسماء سياسية لامعة، وخرج ذلك اللقاء بإعلان سياسي كان يمكن أن يكون مدخلا لحوار يمثل رؤية القوى السياسية والمدنية المشاركة فيه لتطرحها على غيرها من الأطراف السياسية الأخرى في ظروف غير ظروف الحرب الدائرة، لكن الظروف التي أوجدتها الحرب الدائرة حاليا جعلت من وقف الحرب أولوية لا بد منه قبل أي شيء آخر ، إن طرح رؤى سياسية وربط ذلك الطرح بوقف الحرب بمثلما ورد في ديباجة إعلان نيون في البند (خامسا)منه النص الآتي (إن وقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية يجب أن يستند إلى حل سياسي شامل يتم التفاوض عليه من خلال حوار سوداني- سوداني ) يُكشف أن القوى السياسية والمدنية لا تزال تدور في حلقة مفرغة ، ذلك أن الحرب الدائرة صارت ظاهرة مدمرة للبلاد ،وتهدر حق الإنسان في الحياة وبالضرورة وقفها حتى ولو لم يستند الوقف إلى حل سياسي شامل، فالحل السياسي السوداني الشامل لكافة قضايا البلاد المستفحلة ظل منذ إعلان استقلال السودان موضوع خلاف بين القوى السياسية وقد تعذر الاتفاق عليه وذلك لعدم الالتزام بقواعد تأسيس الدولة . إن الحديث عن الحل السياسي الشامل بهكذا طرح سياسي لقوى إعلان نيون وقد أغفل ما يجري على أرض الواقع من تحولات سياسية واجتماعية كبرى وربط الإعلان وقف الحرب ومستقبل إدارة الدولة بالرؤى السياسية بوجهة نظر أطراف الإعلان ومن يوافقون عليه وبذلك قد يصبح الإعلان نفسه منصة من منصات التنافس والصراع السياسي ، كما لم تتحسب قوى الإعلان لنتائج ما تم الإعلان عنه بالنسبة للطرفين المتحاربين وهما يخوضان الحرب المستعرة من أجل السلطة وعلى الشعب بكامل أفراده ممن يتواجدون داخل البلاد ويعانون من ويلات الحرب وهم لا ينتسبون لهذه القوى السياسية والمدنية والآخرين الذين يتواجدون بالخارج يترقبون العودة إلى بلادهم في أقرب سانحة ممكنة ، ويصبح السؤال الأهم لمن يتم تسليم إعلان نيون ؟ ومن يقوم بالتسليم؟ ومن يقوم بمتابعة إنفاذ بنوده؟ وهل منظمة بروميديشن الراعية للقاء مؤهلة لمخاطبة الجهات المعنية بالإعلان ؟ وماهية آلية القوى والكيانات المشاركة في تنفيذ مخرجات اللقاء والإعلان ومن نتائج اللقاء قبل إنعقاده برزت حالات استقطابات جديدة وحادة بين قوى مشاركة في اللقاء وغيرها من القوى الأخرى ، كذلك قد يدفع الإعلان بشكله الحالي الطرفين المتحاربين لإعادة النظر في مصالحهما المهددة بالإعلان ومخاطبة مصالحهما الذاتية بالإنفراد أو التضامن والبحث في وسائل خلق توازن المصالح المشتركة بينهما بالإبقاء على أوضاع الحرب الدائرة أوتقنين أوضاعهما بالإتجاه نحو التوافق بينهما على توزيع أشلاء الدولة السودانية بقسمة الإفراز أو المحاصصة في إدارتها أم أن الإعلان مجرد دعوة مفتوحة للكافة بإعلان الرغبة في الحوار المفتوح بالأجندة الواردة في الإعلان ؟
إعلان نيون :
مع أن إعلان نيون ناقش قضايا دستورية كأنشطة سياسية وربط في الديباجة وقف الحرب بالحل السياسي الشامل مما يعني عدم وجود أفق لوقف الحرب من منظور قوى إعلان نيون في حال تعذر الوصول إلى الحل السياسي الشامل، ولكن يجب النظر بإيجابية لإنضمام قوى جديدة لموقف وقف الحرب حتى وإن كان الإعلان هكذا قد يفتح الباب للإصطفاف والاستقطاب بين قوى الإعلان وغيرها من جهة وطرفي الحرب من جهة أخرى ، كما من الأفضل للقوى السياسية والمدنية أن تباشر بنفسها تنظيم اللقاءات والإجتماعات التشاورية الواردة في الإعلان ومن خلالها تطرح مباشرة رؤيتها ومشروعها السياسي للنقاش من دون الركون لمنظمة بروميديشن .
تجارب بروميديشن والمسلسل المستمر :
بعد صدور البيان الختامي الصادر في ١٠ يونيو ٢٠٢٢م بنيامي لقوى المسار الوطني التي تكونت من مجلس الصحوة الثوري الذي أسسه الشيخ موسى هلال وحركة العدل والمساواة الجديدة بقيادة د منصور أرباب والحركة الثورية للعدل والمساواة بقيادة يس عثمان وحركة تحرير السودان القيادة المستقلة بقيادة عباس جبل مون ومجلس الصحوة الثوري القيادة الجماعية بقيادة علي السافنا وحركة العدل والمساواة التصحيحة بقيادة زكريا الدش ومجلس الصحوة الثوري للتغيير والإصلاح بقيادة عبد الله حسين ،في البيان الختامي المذكور والصادر من القوى المذكورة التي تكونت برعاية منظمة بروميديشن طالبت تلك القوى باستكمال عملية السلام وتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات تتوافق عليها كل القوى السياسية السودانية في كل مستويات الحكم وكتابة الدستور الدائم ، كما وبعد صدور البيان الختامي المذكور بخمسة أيام فقط نشرت صحيفة التغيير الإلكترونية في ١٧ يونيو ٢٠٢٢م بأن منظمة بروميديشن قامت بتيسير عقد اجتماع بين وفد حكومي وتحالف للحركات المسلحة في دولة النيجر، وقد ناقش ذلك الإجتماع إدراج قوى المسار الوطني في عملية السلام وانسحاب مقاتليها من دولة ليبيا ). راجع الخبر بموقع الصحيفة في الجوجل . فهل هنالك خطط الآن من منظمة بروميديشن لتجسير وتيسير تنظيم إجتماعات لقوى إعلان نيون مع طرفي الحرب كما وأليس من الأفضل أن تباشر القوى السياسية والمدينة السودانية مهامها ووأجباتها بالأصالة عن نفسها من دون تيسير خارجي ؟ .