أخبار وتقاريرصحافة المواطن
مورال فوق.. تحرير “الزرق” الطريق لتحرير كل مدن دارفور وإزالة خطر تهديد الشمال
سلسلة استعادة السيطرة وتثبيت النصر (٣)
المشتركة تجدد العهد بالانتصارات وتحطم الجنجويد وتوردهم موارد الهلاك
النصر هدية المشتركة لأرواح الشهداء والجرحى والمفقودين وإلى كل المتضررين من الحرب
المليشيا أسلمت أذنها وعقلها إلى خلب الأوهام والكراهية ورهنت إرادتها للإجارة بدراهم الخيانة والخذلان
القوة المشتركة استخدمت تكتيك الدفاع بالفاشر واستنزفت قدرات المليشيا
صف الخيانة انتظر أن تؤتى البلاد من صفها الداخلي لكن خاب مسعاهم بتماسك المقاومة وفي مقدمتها القوة المشتركة
عين الحقيقة:
اختارت الحرب أن تجمر أصالة الشعب السوداني وتختبر معادن رجاله ونساءه في صدقية الانتماء للأرض والوطن ووحدته وواجب الفداء، فوجدتهم على أبوابها صفا واحداً يتزاحمون يحملون أرواحهم يقدمونها شهيدا تلو شهيد.
مآثر وملاحم لا ينضب معينها، وتبرز في مقدمة صفوف التضحيات القوات المشتركة وهى تتراص جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة وتشكل حزمة مضامين جامعة ذروتها نواة الوحدة الوطنية التي تمتنت بخيرية المقاومة ضد الوحشية البربرية ذات الجذور الاستئصالية العرقية من مليشيا الدعم السريع المتمردة.
يأتي عزم القوات المشتركة في المقاومة مؤيدا بتيار وطني عام مقاوم للغزو الأجنبي بأذرع الخيانة الداخلية.
وها هي المشتركة تجدد كل يوم عهدها بالانتصارات إذ تدك حصون قاعدة (الزرق) وتحطم الجنجويد وتوردهم موارد الهلاك.
يقول المشرف العام للقوات المشتركة القائد مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان ل (الحقيقة) أن المشتركة والقوات المسلحة احكما قبضتهما على الزرق وهى أكبر قاعدة للمليشيا والمرتزقة.
وأضاف في تصريح ل(لحقيقة) أنهم تمكنوا من توجيه ضربة قاضية للمليشيا.
وكشف أن قوات المشتركة تمكنت خلال خمس ساعات من المعارك الشرسة بمنطقة الزرق من تدمير كل الارتكازات التي مثلت شريان حياة للمليشيا.
ولفت إلى الدور المحوري الذي قام به سلاح الطيران بضرب دفاعات المليشيا مما عجل بتحرير الزرق.
وقابلت القوات المشتركة التحديات الوجودية للدولة السودانية باقتدار في جميع محاور المدافعة على طول وعرض البلاد من الساحل إلى الصحراء ومن الوديان إلى مجرى النيل.
تحصن (الخياري) المنيعة من تسلل عصابات المرتزقة، وتحرر مع الجيش والشرطة وهيئة العمليات والمتطوعين (سنجة والدندر) وتسهد ليالي الصحراء على تخوم الحدود ترقب بعين الجديان تسلل الجبناء والمرتزقة بشحنات الأسلحة والذخائر والمسيرات، وتتصدى لهم وتغنم أسلحتهم وتقتل وتأسر المأجورين وتنظم صفوفها وتخفق راياتها في جميع أرجاء البلاد تحرض الشباب المقاوم على الانخراط في صفوف الشر.
مستشار هيئة القيادة والسيطرة بالقوات المشتركة الفريق جابر إسحق قال ل (الحقيقة) إن انتصار القوات في الزرق يأتي ضمن خطط وضعناها لانتصارات قادمة سوف تشمل الإقليم وكل السودان،، وأعددننا الخطط لذلك ونحن نفضل الأعمال وليس الأقوال.
وأهدى النصر، لأرواح الشهداء والجرحى والمفقودين وإلى كل المتضررين من الحرب.
وتعهد إسحق بالمضي قدما حتى تحرير كامل التراب السوداني من دنس المليشيا.
وتعتبر قاعدة الزرق التي تقع في منطقة المثلث على بين ليبيا وتشاد والسودان ذات قيمة استراتيجية عالية توجد بها بنية تحتية حديثة شيدتها المليشيا، وبدأت العمل لإنشاء مطار عقب الحرب.
وتستقبل الزرق معظم إمدادات المليشيا القادمة من الإمارات عبر ليبيا وتشاد.
المشتركة ودوافع المقاومة..
الثراء المتنوع الذي تميزت به البلاد في الثقافة والبيئة والمجتمعات ارتكز على موروث شعبي خالد في مقاومة الغزو والاعتداء ورد الظالمين، وهو ما تبلور بوضوح في تشكيلات المقاومة بشمال دارفور عموماً والفاشر على وجه الخصوص.
والقوات المشتركة تنهل من معين ضارب الجذور صمد في وجه الغزوات ببسالة، وحافظ على الفاشر قلعة للسلام والإخاء وحكم العدل بين مكونات مجتمع دارفور كافة.
فعلى مدى خمسة قرون كان الإقليم صرحا حضاريا مزدهرا بالتجارة والعلم والتواصل مع ممالك ودول الجوار.
واستمدت الفاشر سمتها من إنسانها وهي ترفل في عهد السلاطين في نعمة الاستقرار والمدنية، (حدائق عامة وأسواق والواح وفنون وقنوات المياه) والتسامح يفيض بين الجميع ومجلس السلطان من كل المكونات باذلا حكمته في حلحلة النزاعات وردع الخارجين عن النظام.
وهو طريق العزة للأوطان الذي سلكته والتزمت به القوات المشتركة وكانت به جديرة التضحية بالنفس وتقديم مواكب الشهداء تأمينا للدار والأنفس والأعراض والأموال واستمرارية الحياة.
ايدلوجيا العدوان
أسلمت المليشيا المعتدية أذنها وعقلها إلى خلب الأوهام والكراهية، ورهنت إرادتها للإجارة بدراهم الخيانة والخذلان، وأوغرت صدور تابعيها ضد المكونات الاجتماعية، وأعملت خناجر الغدر والتصفيات العرقية والانتقام في الجنينة كما شاهد ذلك العالم تلك الوحشية العنصرية الدنيئة التي تعرض لها الشهيد خميس أبكر وأبناء مجموعة المساليت.
توجهات التصفيات العرقية والتشريد وإفراغ الأرض من ملاكها وزراعها ونثر بذور الشح والفساد والتخريب وتجديبها بدماء الأبرياء كان تجردا قميئا وجريئا من مضامين المروءة في حدها الأدنى ولكن عناصر المرتزقة من المليشيا أتت كل فعل شائن دون أن يطرف لها جفن بل ظلت تفاخر بجرائمها الدنيئة.
فلم يكن بد من انكسار شوكتها وهي تهدف إلى سفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال والرقص على إيقاع المآسي وأنين المعذبين فذاقت وما زالت تتذوق من ويلات الهزيمة بسلاح المشتركة من العذاب ضعفين.
مورال فوق..
نحو 160 هجوماً نفذته مليشيا الارتزاق على الفاشر حتى نهاية نوفمبر من العام 2024م كان الإنتصار فيها جميعا حليف الشرفاء في القوات المشتركة والجيش والمستنفرين وكنداكات وميارم الفاشر. وهرب أعداء الوطن منكسين رايات الأحقاد تشغلهم عنها جراحهم الثخينة.
تكتيك الدفاع والاستنزاف..
تكتيك الدفاع وسيلة اتخذتها القوات المشتركة بالفاشر والغرض هو استنزاف قدرات المليشيا يقول الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين أدروب، ونجحت في ذلك بكسر القوة الصلبة لمليشيا الجنجويد.
ويضيف أدروب ل(الحقيقة) أن الأيام المقبلة ستشهد تحولا لخطة الهجوم لتصل أوكار المليشيا في كل أرجاء السودان، وإفشال المخطط الذي استهدف الشعب وأرضه، ستفشل من الفاشر التي ستكون نقطة انطلاق لطرد المرتزقة من مدن دارفور ومن المدن السودانية على وجه العموم.
تلاحم شعبي كبير بحسب الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين أدروب، هو ما حدث بالفاشر بين القوة العسكرية وأبطال المقاومة الشعبية دفاعاً عن الأرض والعرض وهي معركة حق ضد القهر والظلم، الجميع نزل الميدان بعد إدراكه أن الحرب هي لأجل الإحتلال وهى ضد المواطن وليست لها صلة بدولة ستة وخمسين أو الديمقراطية.
القوة المشتركة أدركت مبكراً أن الحرب ضد الشعب فما حدث من جرائم تطهير عرقي واغتصاب ودفن الناس أحياء وإبادة جماعية.
ويبشر أدروب بمواصلة صمود الفاشر بوجود القوات المسلحة والمشتركة وبفضل ابطال وميارم الفاشر.
التلاحم الشعبي مع الجيش والقوات المشتركة في الفاشر والحدود السودانية الليبية التشادية محور الصحراء يعجل بالخلاص من مليشيا دقلو الإرهابية ومشروعها التدميري بكل ما تجود به أيديهم مالاً، غذاءً سلاحًا، وأيضًا بالنفس والدم، يقف أبناء الشعب السوداني كافةً، شمالاً وغربا وشرقا وجنوبا وفي الوسط بجانب أبطال القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات النظامية الأخرى.
ويقول الجنرال بشير هارون، رئيس حركة تحرير السودان، عضو الهيئة القيادية بالتحالف السوداني، ل(الحقيقة) إن من يخوضون معركة الكرامة يخوضونها لدحر ملايش دقلو الإرهابية المنفذة لأجندة خارجية في السودان ، مؤكدا أن المد سيتواصل إلى أن يتم اجتثاث المليشيا من على تربة الوطن إلى الأبد.
ويزيد هارون، أن الإلتفاف الشعبي لأبناء السودان يؤكد على واحدية الهدف والمصير، ويمثل تعاضدا وتلاحما بين الدولة والشعب، يسهم وساهم في انتصارات كبيرة ومواقع عديدة وتقدم كبير في كثيرٍ من المناطق في ربوع الوطن، وتحريرها من المليشيا الإرهابية.
ويشير هارون، إلى وقوف الشعب من كافة شرائح المجتمع في صف القتال حتى تحقيق الانتصار وتفكيك وإنهاء مليشيا آل دقلو ومشروعها التخريبي والإرهابي، الذي أرادت من خلاله الاستئثار بمقدرات الشعب وانتهاك حرماته وقتله ونهبه والتلاعب بمكتسباته وممتلكاته.
إن المعركة التي يخوضها الأبطال في الجيش والقوات المشتركة والجهات النظامية الأخرى مسنودين بالمقاومة الشعبية وعامة الشعب، هي معركة مقدسة نتائجها عودة الأمن والاستقرار والتخلص من إرهاب دقلو المليشي ومن تعاون معهم.
وأهاب هارون بجميع أبناء وبنات البلاد بالوقوف صفًا واحدًا” أمام المليشيا الارهابية المدعومة، ولا مجال اليوم للأعذار تحت أي مسمى.
وتقدم بتحية إجلال لأبطال الجيش والقوات المشتركة والمقاومة وكل الشرفاء من أبناء الشعب الذين توحدوا واصطفوا صفًا واحدا لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
الفريق جابر إسحق، القائد بالقوات المشتركة، أثنى على التجاوب من قبل الشعب مع القوة المشتركة، وقال ل(الحقيقة): وجدت قواتنا المشتركة والجيش التضامن والمؤازرة من كل مواطني مدينة الفاشر نساءا ورجالا لأنهم يريدون الدفاع عن مدينتهم وقد خرج النساء والشباب وكلهم للدفاع عن مدينتهم بعد أن شعروا بالخطر القادم، وقدمنا مئات الشهداء والذين قدموا أرواحهم رخيصة، ويساندنا أهل الفاشر وأهل دارفور في الداخل والخارج ولهم منا كل الشكر والعرفان.
وأضاف الفريق إسحق “سنحرر الفاشر وكل الإقليم بالعزيمة والإصرار إن شاءالله، الرحمة والمغفره للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى وعودا كريما للأسرى والمفقودين والنصر قادم ولو بعد حين.
أصل القوات المشتركة..
ويسرد لواء دكتور معتصم عبدالقادر الحسن، المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، ل(الحقيقة) أنه بعد توقيع اتفاقية جوبا فى أكتوبر ٢٠١٩ بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة فى دارفور والنيل الأزرق وبقية المسارات فى الشرق والوسط والشمال عادت الحركات المسلحة للبلاد وشاركت فى السلطة وفقا للاتفاق، برزت التوترات الأمنية فى إقليم دارفور مما استوجب تشكيل قوة مشتركة من الحركات الخمس الرئيسية من الإقليم والقوات المسلحة والدعم السريع وكانت المهمة الأساسية لهذه القوات المشتركة حماية المدنيين من التفلتات والانتهاكات التى تمارس ضدهم، وبعد تمرد الدعم السريع على الدولة السودانية ومحاولته الفاشلة للاستيلاء على السلطة واندلاع الحرب بينه والقوات المسلحة والشعب السودانى فى أبريل ٢٠٢٣م فضلت الحركات الدارفورية الحياد بين الطرفين وسعت قياداتها للتوسط بين المتحاربين ولكن بعد الهجمات المتوالية للمليشيا المتمردة على معظم ولايات دارفور واستهداف المدنيين انحازت الحركات المسلحة ضمن القوات المشتركة للقتال بجانب القوات المسلحة للدفاع عن إقليمهم ومواطنيهم كما شاركت هذه القوات فى جبهات القتال الأخرى فى الوسط والخرطوم والشرق.
ويضيف بقوله “قتال القوات المشتركة إلى جانب القوات المسلحة وتحت إشرافها وتخطيطها وتمويلها مع الفصائل الأخرى من المقاومة الشعبية وقوات درع السودان وقوات شرق السودان وقوات النيل الأزرق التابعة لمالك عقار والمستنفرين من كافة الأراضي السودانية ضد المليشيا المتمردة وتقديم الشهداء والجرحى والمصابين والتضحيات الأخرى فداءا للوطن عزز من التلاحم الوطنى وقوى النسيج الاجتماعي لكافة المكونات السودانية مما يسهل الانتقال السلس للعمل السياسى والمدني في المستقبل القريب بعد اجتثاث المليشيا والقوى المساندة لها من الساحة السودانية”.
ويرى اللواء الحسن، أن تدمير القوات المشتركة بإسناد من القوات المسلحة لمعسكرات مليشيا الدعم السريع فى منطقة الزرق فى الجزء الشمالي الغربي لولاية شمال دارفور يمثل نقلة نوعية في حرب السودان الحالية، لأن هذه المنطقة تمثل مقرا استراتيجيا للمليشيا لقربه من مناطق الإمداد والتسليح من ليبيا وتشاد والبنيات التحتية الهائلة التى تأسست منذ ٢٠١٧م، كما زال بذلك خطر هجوم المليشيا على الولايات الشمالية للبلاد ويمكن هذا الانهيار القوات المسلحة والمشتركة من سهولة التحرك العسكرى جنوبا لاستعادة ولايات دارفور الأخرى.
فرس الرهان..
بعد أن تكالبت قوات المليشيا تطعن بخناجر الغدر المسمومة ظهر البلاد والجيش، مدفوعة بأطماع خارجية وتأليب وتحالف من نخبة تقدم السياسية والتي خرجت في حماية المليشيا في جنح الظلام، طلبا للنجاة وأصبحت بعد ذلك تحرض على المواطنين واستباحة المدن والقرى، انتظر صف الخيانة أن تؤتى البلاد من صفها الداخلي وما ادخرت سبيلا للتخذيل إلا سلكته، لكن خاب مسعاهم بتماسك المقاومة وفي مقدمتها القوة المشتركة التي ضربت المثل الأعلى في الفداء والتضحية.