مقالات
حكومة المنفى والأمل المفقود
الباقر عكاشة عثمان:
بعد أن فقدت حركة تقدم الأمل في السيطرة على حكم السودان عبر سياسة الأمر الواقع بالتحالف مع قوات الدعم السريع وتنفيذ الانقلاب المخطط له بعناية بالتنسيق مع دول الجوار ودويلة الشر الإمارات استمرت في دعم الحرب التي ألحقت أضرارا هائلة بالمواطنين السودانيين. لم تبد تقدم أي إدانة لجرائم القتل، والاغتصاب والتهجير القسري وغير مكترثة بمآسي النزوح الجماعي الذي شهدته المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم، حيث لجأ المواطنون إلى مناطق سيطرة الجيش في أكبر استفتاء على التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة، والتي وفرت لهم إحساسا بالأمان والاستقرار.
الرافضون من بعض منسوبي تقدم لتكوين حكومة في المناطق التي تحتلها قوات الدعم السريع في مؤتمرهم الاخير ليست جديدة لكنها عادت إلى الواجهة باختلاف في وجهات النظر رغم قناعاتهم الداخلية لكن ياتي الخلاف في سياق الخوف من تقدم الجيش وسيطرته المتزايدة خاصة بعد سقوط عدة مناطق تحت يد القوات المسلحة والمقاومة الشعبية. هذا الرفض الذي جاء من بعض اعضاء تقدم لتشكيل حكومة منفى لا يعكس موقفًا وطنيا أو رغبة في حماية وحدة السودان،بل يعكس محاولة يائسة للتنصل من مسؤولياتهم كجناح سياسي متواطئ مع قوات الدعم فالتقارير الدولية أدانتهم ووصفتهم حركة إرهابية مما دفعهم لمحاولة تحسين صورتهم أمام العالم.
لهؤلاء نقول إذا كنتم تزعمون قبول الشعب لحكمكم، فجربوا التجول بين السودانيين في المهجر خاصة سكان المناطق التي دمرت ودفعت سكانها للهجرة القسرية. إذا استقبلكم هؤلاء بالترحيب سواء كنتم مؤيدين لفكرة حكومة تقسيم البلاد أو معارضين لها عندها فقط يمكنكم الحديث عن أمل في تحقيق طموحاتكم.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنكم أصبحتم أعداء لهذا الشعب لقد سرقتم أعظم ثورة في تاريخ السودان وها أنتم اليوم تدفعون البلاد نحو مزيد من الدمار والانقسام.