عمار الضو:
اجتاح فيضان النيل الأبيض خلف بحيرة خزان جبل أولياء عدة مناطق بالجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الفائتة في ظل سيطرة المليشيات المتمردة علي مناطق الخزان ليحول ذلك دون إكمال عدة عمليات فنية من قبل المختصين في الري بفتح البوابات خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين وساعدت شدة الرياح الشمالية الشرقية على الفيضان العاتي وكسر الجسور في ظل إهمال السلطات في المركز والولاية تجاه ذلك وعدم مراقبة الخزانات لهذا الموسم خاصة الجهة الفنية المناط بها متابعة ومراقبة الخزانات بوزارة الري’ وتسببت سيطرة المليشيات المتمردة في عدم انفاذ عمليات فتح الأبواب في ظل تضاعف مناسيب النيل.
وهنالك عدة تساؤلات تدور ونهمس في اذن والي النيل الأبيض المكلف عمر الخليفة وحكومته لغياب الأدوار التنفيذية والمتابعة للمخاطر الناجمة عن ذلك وعدم محاسبة الآخرين والمتسببين في تلك الكارثة الإنسانية التي شردت اكثر من خمسين ألف مواطن من النازحين وأهل الجزيرة أبا بعد أن غمرتهم مياه الفيضان.
ويبدو أن خليفة النيل الأبيض غير قادر على إدارة دفة الحكم في تلك الولاية الملتهبة والممتدة والمترامية الأطراف ذات الحدود الشاسعة مع ولاية الخرطوم ودولة جنوب السودان وولاية شمال كردفان وهي تحتاج لوالي ذات قدرات عالية وحركة نشطة بعيدا عن كاميرات الإعلام التي حاول البعض منها صناعة مجد وأداء كاذب للوالي الذي اصبح تواجده في العاصمة الإدارية أكثر من الولاية’ ويجب للخليفة الغائب عن المشهد الحقيقي والكارثة الانسانية للجزيرة ابا إشهار سيف الحق واعلاء مبدأ المحاسبة تجاه التقصير وإعلان المنطقة منطقة كوارث في ظل تفشي وظهور وباء الكوليرا في المنطقة بحسب المصادر الطبية في وجود أكثر من ٣٥ حالة منها نحو ثلاثة حالات وفاة بعد ان حولت تداعيات سيول الخريف الماضي الولاية الي هشاشة واختلالات كبيرة واختلاط مياه الصرف الصحي التقليدي ويسيطر الخطر الصحي والتدهور البيئي علي غرب وشرق الجزيرة ابا ومنطقة طيبة خاصة ولا زالت وزارة البنية التحتية في الولاية تتفرج ولم تفعل اي شي يذكر.
ويحتاج أهل الجزيرة ابا الي اعلان حالة الطواري ومد يد العون وتوجيه الوحدات الهندسية في مصنعي سكر عسلاية وكنانة والوحدة الادارية بالجزيرة ابا بمحلية ربك بحصر ورصد الأضرار والاستفادة من جهود سلاح المهندسين وخبرات الجنرال حيدر الطريفي المشرف العسكري علي الولاية لأن الخطر محدق وقائم خاصة على مناطق عدة.