أخبار وتقاريرحقوق الإنسانعلوم وتكنولوجيا

لأول مرة تكرار مشهد طالب واحد في كل حجرة في امتحانات الشهادة الثانوية بالسودان

انطلاق امتحانات الشهادة السودانية و"المليشيات" تمنع المئات من طلاب الجزيرة من الوصول إلى نهر النيل

الدامر- الساقية برس:

لأول مرة ربما في تاريخ امتحان الشهادة الثانوية، يجلس طالب واحد لأداء الامتحان في غرفة مخصصة لثلاثين طالبا يتوسط مراقبين إثنين، ويوزع نظره بين مقاعد رفاقه خالية إلا من ورقة الامتحان الموضوعة على المنضدة أمام المقعد، وورقة صغيرة كتب عليها رقم الجلوس، ويتكرر هذا المشهد في حجرة أخرى بذات مركز المهندس الخاصة بنين- المعيلق- وافدين والمخصص ل 126 طالبا يفترض قدومهم من ولاية الجزيرة للجلوس للإمتحانات بولاية نهر النيل لطلاب، بينما يجلس ٤ طلاب في الحجرتين الأخريتين بمعدل طالبين في كل غرفة.

وفي مركز المهندس الخاصة بنات- المعيلق- وافدين، جلست  10 طالبات فقط من جملة 270 طالبة توزعت أرقامهن وأسمائهن على حجرات المركز ولم يتم فتح أغلبها ، بسبب الغياب.

الغياب بحسب طلاب ومعلمين تحدثوا ل(الساقية برس) سببه حرمان قوات الدعم السريع ومليشيات وعصابات متعاونة معها للطلاب من الخروج من ولاية الجزيرة.

وربما تكون ظاهرة جلوس طالب واحد في حجرة واحدة قد حدثت في مراكز خارج السودان لكنها لم ترصد داخل السودان.

وانطلقت اليوم ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤م بالولايات الآمنة والمناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة والمراكز الخارجية، الامتحانات المؤجلة للشهادة الثانوية منذ العام ٢٠٢٣م بسبب الحرب التي اندلعت في السودان في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م.

وغاب آلاف الطلاب المسجلين والحاصلين على أرقام جلوس، بعد تعذر خروجهم من المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.

وأبلغ معلمون بنهر النيل وطلاب قادمون من ولاية الجزيرة (الساقية برس) أن قوات الدعم السريع ومليشيات وعصابات متحالفة معها، حرمت مئات الطلاب من الخروج من ولاية الجزيرة للجلوس للإمتحانات بولاية نهر النيل،  وأفادوا أن المليشيات نهبت ممتلكات الطلاب ومنعتهم الخروج من قراهم بعد الإطلاع على مستنداتهم والتأكد من أنهم طلاب، وقالوا إن زملاءهم الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى الدامر وعطبرة أبلغهم أنهم تم ضربهم والتعدي على هواتفهم وأغراضهم الشخصية البسيطة وأمروا بالعودة إلى حيث أتوا بعد تهديدات بالقتل.

وقال أحد الطلاب  قبيل دخوله الامتحان إنه يشعر بالرهبة والغربة لجلوسه منفردا في امتحانات انتظرها لعامين، على الرغم من أنه سعيد لتمكنه من الوصول إلى نهر النيل لأداء الامتحانات لكنه حزين لغياب العشرات من رفاقه.

وأشار الطلاب إلى أن بعض الذين اعترضوهم لا يرتدون أزياء عسكرية ولكنهم يحملون أسلحة ويركبون دراجات نارية.

وأبدى المعلمون أسفهم لسلوك المليشيات التي حرمت الطلاب من الوصول لأداء الامتحانات رغم إصرارهم على السفر في ظل ظروف معقدة .

وأعلن وزير التربية والتعليم بالسودان في آخر تصريحات صحفية له من الدامر قبل ساعات من انطلاق الامتحانات اكتمال الاستعدادات الفنية والإدارية والأمنية لانطلاق الامتحانات.

وقال إن إحصائية عدد الجالسين للامتحانات ٣٤٣٦٤٤ طالبا وطالبة،

وأكد وزير التربية والتعليم في المنبر الإعلامي الذي نظمته رابطة الصحفيين الوافدين لولاية نهر النيل، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بالولاية، بوزارة التربية والتعليم بالدامر، أن الجانب التأميني مطمئن وفقا لإفادة الجهات المختصة بتأمين عملية الإمتحانات في كل مراحلها بكل الولايات والمراكز .

وأوضح أن نحو ٦٧ في المائة من الطلاب الذين كانوا سيجلسون للامتحانات وسجلوا قبل الحرب سيجلسون الآن وتوقع ارتفاع النسبة إلى ٧٠ في المائة وأن نحو ٣٠ في المائة فقدوا فرصة الجلوس للامتحانات بسبب الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع حيث كان العدد المسجل قبل الحرب نحو ٥٠٠ ألف طالب.

وقال إن عدد الوافدين نحو ١٢٠٧٢٤ وفدوا للجلوس من ١٢ ولاية بجانب ٤٢ ألف خارج السودان منهم ٢٧ ألفا في جمهورية مصر .

وأوضح أن عدد مراكز الامتحانات ٢٣٠٠ مركز منها ٥٩ مركزا خارج السودان ٢٥ مركزا منها بجمھورية مصر.

وأكد د.الخليفة إلغاء الامتحانات في مراكز تشاد بعد إصرار الحكومة التشادية على ذلك رغم الجهود الدبلوماسية السودانية والأممية.

وأكد إصرار وزارة التربية والتعليم على خوض ما وصفها بمعركة التعليم والبناء لتكون دافعا للقوات النظامية المشاركة في معركة الكرامة دافعا للمزيد من التضحيات، مشيرا إلى دعم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه القائد مالك عقار لعقد الامتحانات وتذليل كل العقبات.

وتقدم بالشكر لحكومة ولاية نهر النيل ووزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل على استضافة الوزارة وحل كل المشاكل المتعلقة بعمل الوزارة.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق