الطيب المكابرابي:
يوم ثان من أيام امتحانات الشهادة السودانية ينظر إليه ابناؤنا بأمل وتفاؤل وينتظرون لحظة التقائهم قبل ولوجهم قاعات الامتحانات كما فعلوا في يومهم الأول أمس.
التقاء أسر وتجمعات طلاب وطالبات وابتهاج كان هو المسيطر على الناس وشعور بالانتصار وتحقيق الاماني يعم كل الأرجاء.
مذ ماقبل دخول القاعات وبعد الخروج منها تشكلت لوحات هي ذات لوحات الماضي الذي خربه اللئام حيث تجتمع وتتلاقى الاسر بابنائها في تازر واسناد نفسي قبل دخول الامتحانات وترافق جماعي من بعد انقضاء كل جلسة في تالف وتقارب وكانهم قطنوا الى جوار بعضهم عشرات السنين.
كل هذا سعى المرجفون في المدينة الى افساده وتحويله الى كابة وحسرات تقتل الصغار والكبار…كيف لا وهم من تم تجنيدهم لاطلاق الشائعات وبث روح الهزيمة والخذلان والترويج بين الناس لكل قبح وقبيح…
قالو ان فرض حظر التجول سيبدا عند الواحدة ظهرا فعربدت كل مواقعهم بهذا الحديث الفج حتى كادت تصدقه بعض الاسر لتستجيب لرغباتهم بمنع ابنائها من التوجه صوب الامتحان ولكن كانت الاجهزة على قدر المسؤولية والتحدي حيث تصدت للشائعة قبل تمكنها من التغلغل كثيرا وسط الناس فبطل السحر وانهار بناء وتخطيط الخائبين.
اشاعوا ان لحظات بدء الامتحانات ستتحول السماوات جحيما بمسيرات الغدر واستهداف الطلاب والصغار والنساء فعجزوا عن توفير مسيرة واحدة تنطلق هنا أو هناك فانكبت مواقعهم على بعضها تتلاوم وتفتل وتشتل من احاديث الخزي والعار مايندى له جبين كل حر ابي..
جنون الفشل وتراكم الاحباط سيطر على كثير ممايقولون ولكنهم قطعا لايفعلون اشاع بعض المتخندقين في هذه المدينة انهم على كل حال سيحتجون ولن يدعوا الامور تمضي هكذا ولن يستسلموا لهذا الفشل الملازم لكل مايفعلون..
مانعلمه ان الشارع بانتظارهم وإن كل الطرقات ستسد في وجوههم اينما حلوا وان الجلد بالسياط وحده لن يكون كافيا لتاديبهم واعادتهم الى جحورهم وانما المدينة وماحولها قد تاخذ من لحومهم وجلودهم بالاسنان قبل السياط و العصي والسنان…
من يقودودن هذه المعركة صغار لايدركون حجم من يتحدون ولاقدر من يسعون لمنازلته ولم يتعلموا حتى اللحظة ان ماكان قبل الحرب لم بعد موجودا بعد اندلاعها وإن من كان معكم يومها انفض عنكم اليوم وغسل يديه من عجين سوء عجنتموه وبات الهم واحدا لاغيره الان… تطهير البلاد من المعتدين وعودة الحياة حلوة كما كانت ثم من بعد ذلك دخول سوق السياسة والتبضع مما تسوقه الاحزاب والجماعات الوطنية وليس الدول بمثلما يساسق بعضهم الآن.
وكان الله في عون الجميع.
الأحد 29 ديسمبر 2024