عمار الضو:
انطلقت أمس بمنطقة الدهيما بمحلية ريفي قلع النحل بولاية القضارف شرقي السودان، حملة مكافحة الكلازار والقضاء على نواقل الأمراض التي نظمتها وزارة الصحة بولاية القضارف عبر ادارة صحة البيئة بدعم وتمويل من وزارة المالية بالقضارف بمشاركة شعبية واسعة وتفاعل مجتمعي كبير تقوده الجمعية الخيرية الطوعية لمكافحة الكلازار والاهتمام بالمرضى بقيادة الرئيس أبكر الدومة إبراهيم الذي نجح في قيادة النفير المجتمعي وطرح قضية أهالي محلية ريفي قلع النحل عامة وقرى الدهيماء المجاورة لها والتي تعرضت لإهمال وتهميش كبير وتجاهل تام من حكومة الولاية بعد أن تفشى مرض الكلازار بتلك المناطق وحصد أرواح العشرات وأصاب المئات منهم حتى اصبح هاجسا يؤرق أهالي تلك المناطق التي غالبت الصبر وتحدت الصعاب بفضل التماسك القوي والترابط حتى نجحت الجمعية الفتية عبر القيادة الرشيدة للدومة في تحويل الواقع الأليم والحزين الي حلم يراود أهله منذ سنين.
فنجح أبكر الدومة في إحداث اختراق كبير ونقل القصص المؤلمة والواقع المزري في تأثير المرض وانتشار الناقل علي توقف عجلة التعليم والحياة والكلازار الذي يصيب أكثر من ٨٠ في المئة من أهالي الدهيماء ومناطقها وتحول إصرار الفتى الدومة إلى حلم كان يراود أهله من نقل المرضى والمصابين عبر الدواب والتراكترات والدراجات البخارية في مشهد مؤلم لايمت بأي صلة لإكرام الإنسان والمواطن الغلبان.
واستجاب الهرم الصحي والاداري الكبير بكرم وشهامة أهله لأنه ينزل إلى القواعد ويتلمس قضايا المواطن فكان الدكتور أحمد الأمين الإنسان وبعد غياب لأكثر من سبعة أعوام من مكافحة النواقل وقطع الاشجار والاهتمام بالكلازار حمل ود أبكر كما يحلو لأهالي الصعيد حينما يظهر لهم في الأصقاع والقرى النائية حمل مدير صحة البيئة جنوده ومكانته وقدراته وحزم الجدية فكانت انطلاقة الحملة الثانية لمكافحة الكلازار عبر الوزارة الفتية في أقل من عام.
والتحم محمد ابكر التخصصي والمهني مع أبكر الدومة القيادي المجتمعي في ملحمة القضاء على الكلازار والنواقل ملحمة لاتقل شأنا عن معركة الكرامة لأن الاراوح التي حصدها الكلازار في بازورة والدهيماء وسفاوة وأم سلعلع وكاكموتا هي مسؤولية أمام الله وحكومة الولاية التي تفتقد محلياتها اهتمام الوالي والنزول إليها وتلمس قضاياها، فقد استشعرت الوزارة هم وتهميش البسطاء والمغلوب على أمرهم فهل يستطيع رجل التحديات أحمد الأمين في تحويل حلم أهالي الدهيماء وإرادة أبكر الدومة وعشيرته إلى واقع بقيام مستشفى الكلازار وتحويل إصرارهم وجديتهم وعزيمتهم في ذلك وهم تسارع خطاهم جهود الوزارة في البداية الجادة والقوية بالمواد المحلية والرواكيب والكرانك. تخيلو ذلك المشهد مستشفى لعلاج الكلازار من الرواكيب والمواد المحلية في ولاية تنتج الملايين من جوالات الذرة والسمسم وفلحت أكثر من عشرة ملايين فدان! أين كرامة الإنسان ياجنرال القضارف؟.
زيارة واحدة تكفي للدهيما وتؤكد بأن هناك مواطن تحصده الأمراض ويعاني الإهمال، واهتمام وزارة الصحة وجديتها وحدها لاتكفي لقيام المستشفي والحفاظ على أرواح الأبرياء مسؤولية امام الهلال فانت تبحث عن العلاج في العواصم العربية وكبرى المستشفيات وهم يتلقونه تحت ظلال الأشجار ويفترشون الأرض وتحصدهم الأمراض أين الغايات حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.