عام آخر بلا عنوان

هالة الفكي جلال الدين:

هاهو عام آخر
يمضي مثقلٌ
بالجراحاتِ والنزيف
وهاهي بلادي
تُطلُ من شُرفة
كهفِ قديم
وأغوارِ سحيقة
ركلها التاريخ
ومضى حينما
تخلفتْ عن ركبهِ
في صحاري قاحلة
كلما تأملتْ
أشجارُها وأطيارُها
السُقى
أمطرت سماؤها
دمًا ونزيفا وأنبتت
أرضها
مزيدا من العدم
وهكذا العام
تلو العام
واحد يمضي
وآخر يجيء
وأحلامنا البريئةُ
البسيطة مقيدةٌ
بينهما بحبالِ
الصبر والانتظار
تمزقت أوصالها
بين عام يجاهد
أن يمضي بها
نحو المنال
وآخرٌ يُريدُها
أن تبقى
أسيرةٌ معه
هاهو عامٌ جديدٌ
يهبطُ على الكون
بأجنحةٍ من نور
يدعو الناس
إلى التحليقِ
بعيداً بعيدا
في فضاءِ
ذو رحابةِ وسعة
لكن بلادي
باعت أجنحتها
لغريب ملكتُه
أمرها جاءها
يدعي النبوءة
والشرف، فسرقَ
ونهبْ وقتل
وأشعل النيران
في كلِ إتجاهٍ
وتركها غارقة
في بركِ الدماءِ
والنزيف
هاهو عامٌ جديدٌ
نلقاه بصيغةٍ قديمة
وأساليب بالية
وفكرٍ مهتريء
فبينما تفتحُ
الأوطانُ ذراعيها
لاحتضانِ
وضمِ الغريب
ُنمارسُ نحنٌ
الإقصاء عمداً
للقريب
هاهو عامٌ جديدً
ونحنُ في كلِ
المنافي نبحثُ
بلهفةٍ وشوقٍ
عن أيامنا وحياتنا
وبيوتنا القديمة
نلوذُ بالحنينِ
إلى ماضينا
المُستباح من
وطأةِ حاضرنا
الموجع القبيح
هاهو عامٌ مضى
ونحنُ هاهنا
غارقون في الفناء
الحياةُ تتخطانا
على عجل
والعمر ُيمضي
دون أن نعيش ..

هالة 12/31/ 2024