منوعات وفنون

من الزيداب إلى لانكشير

بقلم/ محمد على حامد الراو:

من الزيداب إلى لانكشير

للكاتب والموثق الأستاذ محمد محمد احمد العوض (حميدة)

كتاب يوثق لرحلة عطاء مر على انطلاقها أكثر من قرن ونيف من الزمان وامتدت لآلاف الأميال وغفل عن التوثيق لها الآلاف من أبناء الزيداب الذين عرفتهم كل مدارج العلم والفن والأدب والإبداع وضربت انوار عطائهم مناكب الجوزاء وسارت بعلومهم الركبان في كل بقعة منهم علم وبكل واد لهم منارة وسهم وفي كل خير عندهم قدح لكنهم لا يمنون بذلك تواضعا وسماحة
كان ولابد وللتاريخ أن توثق أمة السودان للحقب التي غيرت وجه تاريخ السودان واي حقبة أهم من هذه الحقبة

1900م 1950م

حقبة
(من الزيداب إلى لانكشير)

فهي جزء من تاريخ أمة السودان الحديث
وغرة جبينه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

ولكن بحمد الله انبرى لهذا الأمر ابن بار من بناء الزيداب الأبرار من قرية وهيب أهل القرآن واللوح والدواية والقلم ذلكم المؤلف والكاتب الاستاذ
محمد محمد احمد العوض ( حميدة)
معلم صقلته المهنة وعلمته التجارب فسكب عصارة تجربته الثره وخبرته العريضة في هذا السفر لا بل الموسوعة الرائعة (من الزيداب إلى لانكشير) وقد أهداني مشكورا نسخة من هذا الكتاب والذي سبق أن نشره المرحوم ابن الخال الأستاذ
عوض الكريم محمد المهدي مجذوب على صحيفة في ملفه الثقافي الجميل في حلقات شقيقه في صحيفة الصيحة إن لم تخني الذاكرة

وبعد اطلاعي على الكتاب اقترحت على الاستاذ أن يكون اسم الكتاب

(من العشير إلى لانكشير)

لأن البيارة الرئيسة للمشروع وكما موثق لها داخل الكتاب في منطقة العشير بالزيداب
لهذا السبب وليكون العنوان أكثر جاذبيه و موسيقي

انه كتاب بحر عذب مستساغ سلسبيل يفيض جمالا تحفه مروج الجمال الادبي فأطلقت لسفن خيالي العنان فرست على سواحله العامره بالتوثيق الصادق في سرد خفيف شيق وعبارة محكمة طوف بنا استاذ حميدة في دهاليز تاريخ أمة الزيداب صانعة المجد والتي طوعت أقسى الظروف فوق الأرض وتحت الأرض وروضت الآكام والقيعان الوهاد ونهود والرهود ومهدتها بعزيمة وجلد وحولتها إلى مروج خضراء وحقول زاهية وجروف ندية اهتزت وربت وانبتت شجرة قطن كست الدنيا كلها سرابيل الجمال والبهاء ومازالت حبلى بالخير الوفير
لقد أظهر هذا الكتاب الرائع الخبرات المتراكمة لهذا المعلم المتمرس ومعرفته العميقة بفن السرد وفن التشويق وتمكنه من طرائق توصيل المعلومة مستفيدا من دراستة في كلية المعلمين الوسطى لكل طرائق توصيل الرسالة مابين المرسل والمستقبل بقناة الاتصال هذه فجاءت العبارات مترابطة تنقلك من فقرة إلى فقرة أخرى بفن يجبرك أن تلحق الفقرة باختها التي تليها بلهفة لاتمل عينك ولا يضجر عقلك بل وبكل صدق تعيش للكلمات انفاسا حية كأنك تعيش تلك الأيام وتمشي في ذلك الزمان وتلمس الأحداث لمسا
ومن أجمل ما أعجبني في هذا الكتاب وبحكم خبرتي ودراستي للمسرح انه بكل سهولة يمكن أن يتحول إلى سيناريو فلم أو مسلسل رائع يستفيد منه المزارع الامي البسيط ولا يفرط في اغتنائه اي عالم أو باحث في كل مجال
لقد عاش الكاتب مع ذلك المجتمع بمفرداته ولغته الدارجه وأمثاله القوية وعاميته الموغلة في العامية الجميلة وأمدنا بشرح جميل سهل لكل عباره دارجة وضعها بين قوسين بفن جعلك تفهم العبارة ولا تقطع تسلسل الأحداث عنك وأعطى كل ذي حق حقه من كافة الأجناس ووثق لكل الظواهر الاجتماعية والحركة الثقافية و الاقتصادية والأحداث الكبيرة في هذه الفترة انه جهد خارق عانى فيه الكاتب ما عانى وبذل الغالي والنفيس وتحدي الصعاب خصوصا عدم وجود مراجع ووفاة الكثير من أهل تلك الفترة مع عدم التوثيق لهم كتابة من السابقين وعدم وجود الصور الفتوغرافية والسينمائية والتي أثق انها موجودة في مصر وانجلترا واسرة آل السيد البربري واني امل ان يظهر الجزء الثاني الذي يوثق للحقبة

من 1950 2020

لتكتمل الصورة وتعم الفائدة وكلي أمل وثقة في أن يسهم مجلس إدارة مشروع الزيداب الزراعي بسهم واضح في طباعة الجزء الثاني وان يبتعث مشروع الزيداب الكاتب إلى مصر في رحلة للبحث عن بقية الوثائق في دار الوثائق المصرية وعلى وزارة الزراعة بولاية نهر النيل وحكومة الولاية تشجيع مثل هذه المبادرات بتيسير وسيلة الحركة للباحث وفتح الملفات والصور للوثائق التي كانت في فترة الإصلاح الزراعى ومؤسسة الشمالية الزراعية لأن الأمم التي تحترم تاريخها وأمجاد ماضيها أمة جديرة بالاحترام والمجد
واي مجد كمجد الزيداب التليد
هل من عوده هل

أمة للمجد والمجد لها

وثبت تنشد مستقبلها

ليتها فعلت

محمدعلي حامد الراو
ولاية نهر النيل
الدامر حي الشعديناب

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق