مقالات

البرهان.. واردوغان

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
الامارات يجب ان تتحمل مسؤلية افعالها وأن تتحمل الكلفة الباهظة للحرب التي اشعلتها فى السودان

جبريل: الحكومة المصرية تقود جهود وساطة بين السودان ودولة الإمارات، وان المساعي المصرية سبقت مبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

جبريل لم يكشف عن محتوى المبادرة المصرية أو أجندتها  ومتى بدأت وأين وصلت ورأى حكومته فيها ولماذا لم يعلن عنها

مصر لن تقبل أن توضع فى حدوة النفوذ التركي مهما خلصت النوايا والإمارات ستبيع المصالح المصرية إلى تركيا

المبادرة لا زالت فى طور التشاور وما رشح ربما استنتاجات

مبادرة الرئيس التركي لطي ملف الخلاف بين السودان والإمارات ولا تتعدى ذلك إلى قضية إيقاف الحرب

عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ،كن عبدالفتاح البرهان، لقاءا مع نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دوران، بحضور السفير علي يوسف وزير الخارجية، وسفير تركيا لدى السودان. وأوضح السفير علي يوسف في تصريح صحفي أن اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية بين السودان وتركيا ومجالات التعاون المشترك مبيناً أن اللقاء تناول أيضا المبادرة التركية التي كان قد تقدم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس مجلس السيادة ،
فى وقت سابق كشف وزير المالية السوداني، رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ، أن الحكومة المصرية تقود جهود وساطة بين السودان ودولة الإمارات، وقال ان المساعي المصرية سبقت مبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وقال جبريل، خلال لقاء تنويري جمعه بالصحفيين السودانيين في القاهرة ، إن تركيا لم تتقدم بمبادرة متكاملة وافقت عليها الحكومة السودانية وناقشتها، مشيراً إلى أن كل الذي حدث أن الخطوة جاءت عرضا في اتصال هاتفي بين الرئيس التركي والرئيس البرهان.
لست على يقين ماذا قصد الدكتور جبريل يها التصريح،  واللافت أن التصريح كان يمكن وضعه فى خانة الخبر الأكثر أهمية، إلا أنه لم يحظ بالتغطية الإعلامية الكاملة أو اهتمام السياسيين، وبينما لم يفصح جبريل عن محتوى المبادرة المصرية أو أجندتها، ومتى بدأت و أين وصلت، و رأي حكومته فيها ، و لماذا لم يتم الاعلان عنها قبلا..؟.

يبدو أن الجانب التركي مصمم على مبادرته وهي تحت ذات العنوان (طي الخلاف بين الإمارات والسودان ) ، كما لا يبدو واضحا عزم تركيا على التعويض عن عجزها فى إحداث أي تغيير فى مجرى الحرب الإسرائيلية على غزة ، أو ما تلاها من عدوان على لبنان ، بيد أن تركيا استطاعت توظيف الحرب الغزاوية اللبنانية، مستغلة ضعف حزب الله وسحب جنوده من سوريا.

دعمت تركيا سيطرة هيئة تحرير الشام على سوريا وأسقطت نظام الأسد ، وهو مالم يكن أن يتم بهذه السلاسة لولا وجود توافق (تركي روسي أمريكي إسرائيلي) وربما تكشف الأيام غض طرف إيراني في إطار صفقة الشرق الأوسط الجديد، خاصة بعد نقل ترسانة الأسلحة الروسية إلى ليبيا، دون ممانعة تركيا أو امريكا، و نقل الأسلحة الأمريكية من العراق الى منبج فى سوريا.

التغييرات فى الموقف التركي من مصر ومحاولة الإحاطة بمصر من سوريا وليبيا و السعى لبناء وجود قوي في السودان ، بالإضافة إلى التأثيرات الملموسة فى القرن الأفريقي بين إثيوبيا والصومال ، ومهما تكن النوايا حسنة فإن ما يحدث سيكون مثار قلق لمصر ، و عليه فليس من المتوقع أن توافق مصر على هذه الترتيبات وبالذات في ليبيا والسودان.

الإمارات ستمارس كافة أشكال الانتهازية لحل ورطتها فى السودان ولو كان ذلك على حساب مصر.
زيارة السيد برهان الدين دوران المبعوث الرئاسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، جاءت فى إطار مبادرة الرئيس التركي (لطي ملف الخلاف بين السودان والإمارات) ، و لا تتعدى ذلك إلى قضية إيقاف الحرب على الأقل فى هذه المرحلة.

المبادرة لا زالت فى طور التشاور ، وما تسرب عن معلومات محدودة ، و فى تقديرى أنها ربما استنتاجات تفيد ان المبعوث التركي سلّم القيادة السودانية مبادرة مكتوبة أهم نقاطها أن ترفع الإمارات يدها عن الدعم السريع وتوقف دعمها لمليشيات التمرد وأنه علي السودان أن يسحب شكواه ضد الإمارات في المحافل الدولية ، المبادرة التركية تقترح وقف الخطاب العدائي بين السودان والإمارات كمدخل لحسن النوايا ، و بينما لا يوجد تأكيد ان هذا عرض اماراتى ، فهو بلاشك اقل كثيرآ مما يطلبه السودان ، كان يتوقع ان تطلب المبادرة من الامارات ان تعلن عن ايقاف دعمها للمليشيا كبادرة حسن نية ، هذا اقل من المطلوب لان ما تفعله الامارات مخالف للقانون الدولى ، وهى ان اوقفت امداد المليشيا بالاسلحة و المرتزقة تكون قد امتثلت للقانون الدولى ليس الا ، السودان لن يقبل اقل من اعتراف الامارات بجريمتها فى السودان ، و ان توقف فورآ عدوانها عليه ، و ان تكف عن امداد المليشيا بالمال و السلاح و المرتزقة ، و بالمرة تأمرهم بوضع السلاح ،
الامارات يجب ان تتحمل مسؤلية افعالها ، و ان تتحمل الكلفة الباهظة للحرب التى اشعلتها فى السودان ، الامارات ستدفع بالمحاكم او بغيرها تعويضات مجزية عن الاضرار التى سببتها للسودان ، ودفع التعويضات للسودان عن الأضرار التي ستخلفها الحرب مستقبلآ، ودفع ديات القتلى والضحايا، و جبر الضرر ، وتسليم كل الوثائق و المستندات المتعلقة بجلب الاسلحة و المرتزقة للسودان، السودان لا يمكن أن يسحب شكواه ضد الإمارات و لا أن يجمدها، الصحيح أن يدفع بمزيد من الشكاوى.
5 يناير 2025م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق