مقالات
“جنجويديات” عمار نجم الدين
برير إسماعيل:
عمار نجم الدين يرثي في مقال له صغار الجنجويد بقيادة عيال دقلو بخطاب مركزي عنوانه: شهر العسل إنتهى: كيف إستخدم المركز حركات دارفور و ألقى بها ! و هذا يعني بأن عمار نجم الدين إستخدم نفس الخطاب السياسي المركزي الإستعلائي للنيِّل من حركات الكفاح المسلح التي رفضت الوقوف في صف مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو في حرب 15 أبريل 2023م و إنحازت وفقاً لتقديراتها السياسية المشروعة للدفاع عن حيوات المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء الذين نكَّل بهم الجنجويد بالرغم من معرفة حركات الكفاح المسلح التامة بدور الكيزان في صناعة الجنجويد و في الحرب الحالية.
و في نص المقال و لأن عقلية عمار نجم الدين عقلية مركزية إستعلائية كتب هذا الخطاب السياسي البائس: “من الواضح أن حركات مسار دارفور تفتقر إلى رؤية فكرية أو مشروع سياسي متماسك. هذه الأزمة الفكرية جعلتها ضحية للتماهي مع قوى القهر بدلًا من مقاومتها، مما أدى إلى فقدانها لأي تعاطف شعبي معها”. إنتهى الإقتباس.
سنفهم من خطاب عمار نجم الدين هذا بأن حركات الكفاح المسلح التي قدمت العديد من التضحيات و الشهداء لم يكن لديها مشروعاً سياسياً و لذلك كانت تقاتل السلطة المركزية الكيزانية الإسلاموعروبية في الخرطوم بلا مشروع سياسي و هي الآن في إنتظار ذات عمار نجم الدين صاحب المشروع الكبير لكي ينوَّر لها طريقها.
نسأل عمار نجم الدين عن ماذا فعل بالضبط يا ليصل إلى النتيجة النهائية التي مفادها فقدان حركات الكفاح المسلح لجماهيرها بعد حرب 15 أبريل 2023م؟.
المسكوت عنه في مقال عمار نجم الدين الإستعلائي يفيد بالآتي: لو أن حركات الكفاح المسلح كانت قد ضمت بندقيتها إلى بندقية مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو في حرب 15 أبريل 2023م وعملت على التنكيل بالمواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء في معظم أنحاء السودان كما فعل صغار الجنجويد بقيادة عيال دقلو تحت ذريعة محاربة الكيزان لكانت هذه الحركات المسلحة في رأي عمار نجم الدين تحمل مشروعاً سياسيا وفكريا راقيا ستساهم به في التغيير؟!
نذكر عمار نجم الدين من باب عسى ولعلَّ بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة القائد الإستثنائي د. جون قرنق كانت قد وصلت إلى إتفاقية سلام أُطلِق عليها CPA مع نظام الجبهة الإسلامية القومية بزعامة السفاح المطلوب دولياً عمر البشير و بمقتضى تلك الإتفاقية أصبح د. جون قرنق نائباً أول للسفاح عمر البشير و عندما لم تلتزم السلطة المركزية الكيزانية العنصرية ببنود ذلك الإتفاق و لم تعمل من أجل أن تكون الوحدة الطوعية جاذبة نالت دولة جنوب السودان إستقلالها بعد مسيرة نضالية طويلة قدَّمت خلالها الحركة الشعبية العديد من الشهداء و التضحيات.
وكما نذكر عمار نجم الدين بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يترأسها القائد عبد العزيز آدم الحلو كانت جزءًا من نظام الجبهة الإسلامية القومية وحينها كان القائد الحلو نائباً للسفاح المطلوب دولياً أحمد هرون وعندما لم تلتزم السلطة المركزية الكيزانية الإجرامية بما يليها رفعت الحركة الشعبية السلاح في وجهها و مع ذلك لم نقرأ لك سطراً واحداً لعمار نجم الدين يتحدث فيه عن إستغلال الكيزان للحركة الشعبية وعن إنتهاء سنوات العسل معها ولسبب في غاية البساطة هو أن ذلك كان تقديرا سياسياً من قِبل قيادة و جماهير الحركة الشعبية وقد تخلى الجميع عنه عندما إتضح لهم عدم الجدوى السياسية من هكذا إتفاق مع الكيزان ثم كتمت الأوضاع السياسية… فما الذي يمنع قيادات الحركات المسلحة من أن تقدم على تقديراتها السياسية الخاصة بها ثم تتخلى عنها لو أثبتت لها التجربة السياسية العملية عدم الجدوى منها؟
شوف يا عمار نجم الدين من حقك أن تتفق أو تختلف مع حركات الكفاح المسلح في تقديراتها السياسية إلا أنك لا تستطيع أن تزايد عليها أو تعطيها دروساً في المشاريع السياسية المجدية و عليه من الأفضل لك أن تواصل في عملية دعمك لصغار الجنجويد بقيادة عيال دقلو بصورة مباشرة كما حدث ذلك منذ إندلاع الحرب الجنجاكيزانية ذات البعدين الإقليمي والدولي بدلاً من تكبير اللفة بهذه الطريقة البهلوانية و كما يجب أن تفهم بأن حركات الكفاح المسلح لا تقاتل صغار الجنجويد بقيادة عيال دقلو من أجل إستمرار حكومة بورتكيزان في السلطة لأن هذه الحرب ستجب ما قبلها و كما يجب عليك أن تفهم بأن ذات قيادات و جماهير حركات الكفاح المسلح تفهم جيداً العقلية الكيزانية و لذلك نازلتها سياسيا و ديبلوماسياً و عسكرياً لسنوات عديدة أي أنك لا تفهم الكيزان أكثر من فهم و جماهير الكفاح المسلح لهم و لو كنت موضوعياً في طرحك يا عمار نجم الدين لتعرفت عن الأسباب الحقيقية التي جعلت حركات الكفاح المسلح تدافع عن الأنفس و الأعراض و الأرض و عن ممتلكات المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء بالرغم من محدوديتها بإعتبار أن الغالبية العظمى من هؤلاء المواطنين الذين إستهدفتهم مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو في حربها السابقة و الحالية من الفقراء و المعدمين إن كان هؤلاء المواطنين في فاشر السلطان الصامدة بباسلة مواطنيها أو أنهم في غيرها من المدن و القُرى والحلاَّل السودانية تدافع عنهم أمام الهجمات الجنجويدية الدقلوية المعتدية.
قليل من الإختشاء و الموضوعية.
برير إسماعيل
5 يناير 2025م