مقالات

نكرر ونعيد: لا بديل للخرطوم إلا الخرطوم

الرشيد طه الأفندي:

قلنا قبل اليوم وقال غيرنا لا بديل للخرطوم إلا الخرطوم واتضحت هذه الحقيقه الآن ، وتزداد كل يوم وضوحا أكثر فأكثر.
هذه الخرطوم التي لم نقدرها جيدا ولم نعرف قيمتها وعظمتها إلا بعد فارقناها مجبرين، (ومجبر أخاك لا بطل)
هذه الخرطوم التي كانت تحمل وتتحمل الجميع بلا كلل ولا ملل، تتحمل الجميع بكل رحابه صدر وسعه، تحسد عليها.
تتحمل كل الأجناس من كل بقاع الأرض ولا تسأل انت (من وين وجاي لشنو) حتى الأجانب تحملتهم الخرطوم هذه المدينة الحنينه الفاضله التي كانت صابرة على كل شيء كل شيء، لا تئن ولا تتألم
كانت الخرطوم هي السودان
كانت الخرطوم كل شيء
كانت تغني وتبتسم
تامل في نجوعي
انا السودان تمثل في ربوعي
انا ابن الشمال سكنت قلبي
علي ابن الجنوب ضميت ضلوعي
وتقول بكل فخر
سئلوا الحادي سئلوا الشادي المغني

تتجول في شوارعها نتفسح في حدائقها نتنسم عبير هواءها لا أحد يسالك، ولا يستفسر .
لك كامل الحرية ولا أحد يتدخل في خصوصياتك
كانت الخرطوم عامرة بالناس والأسواق تضج بالحركه والحياة
كانت الخرطوم العاصمة المثلثه رائعه جدا رغم كل ما شفناه وعايشناه من زحمه وقبح وغيره لكنها رائعه
فعلاً كانت رائعه رغم كل شيء
إحتمال ولعل الحنين والفقد والنزوح والتشرد جعلنا نحن إليها ونفتقدها ونرى كل ذلك رائعا وجميلا
الآن اقولها بكل صدق وقوه فعلاً نفتقد الخرطوم بشده ونتحسر على أيامنا المضت فيها
واختم واستعير بعض أبيات شعر من الاستاذه روضة الحاج مع اختلاف الزمان والمكان وبعض التصرف لو سمحت لنا الاستاذة

هنا
لا يُضايقُني أي شيء
يرد الجميع السلامَ
بأفضلَ منه
ويبتسمُ العابرون بوجهي

لكن هناك

أُصغي لنفسي قليلاً
وأكتبُ
أكتبُ
في كلِّ شيءٍ
وعن كلِّ شيءٍ
بلا قلمٍ

لا يُضايقني أيّ شيء
ولكنَّني لا أكفُّ ولو ساعةً
عن حنيني
إلى شمسِه
أهلِه
نيلِه
والصباحاتِ فيه
المساءاتِ فيه
شوارِعه
كلِّ شيءٍ به

وختاما :
إنني
يستبد بي الشوقُ
حد العياء.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق