يا والي الخرطوم: سكان الكلاكلة وأبوآدم يطالبون بتوفير الكهرباء

خالد الفكي سليمان:
يعيش سكان أحياء الكلاكلة المنوّرة، الكلاكلة القلعة، أبوآدم، وود عمارة، أوضاعًا قاسية وظروفًا بائسة، خاصة الأسر العائدة من النزوح، التي كانت تحلم بتوفير خدمتي الكهرباء والمياه خلال فترة قصيرة عقب تحرير العاصمة من دنس عصابات آل دقلو ومرتزقتها. لكن تلك الآمال سرعان ما تكسّرت على جدار الواقع الأليم الذي يشهد انتشارًا للحميات نتيجة تكاثر البعوض، وانعدام الكهرباء والمياه.
وتبذل اللجان الخدمية في الكلاكلة المنوّرة، القلعة، ود عمارة، وأبوآدم، جهودًا كبيرة لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين عبر العمل الشعبي، حيث أنشئت محطات طاقة شمسية لتوفير المياه وتشغيل المراكز الصحية، وهي محاولات أهلية لتأمين الحد الأدنى من الخدمات ومشاركة حكومة الخرطوم في هموم إعادة البناء والتعمير. غير أن هناك مؤسسات طالها الخراب، تتجاوز طاقة تلك اللجان على إعادتها للخدمة، مثل المحطة التحويلية للكهرباء بمربع (9) أبوآدم، التي تغذي مناطق الكلاكلة القلعة والمنوّرة وود عمارة وأبوآدم.
ويطالب سكان تلك المناطق والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان بالتحرّك العاجل لتوفير مولدين كهربائيين جديدين للمحطة التحويلية بمربع (9) أبوآدم، المغذّية عبر محطة كيلو (10) سوبا، مؤكدين أن إيصال صوتهم إلى الوالي واجب، خصوصًا مع انطلاق العام الدراسي في ظل غياب خدمات الكهرباء والمياه، وهو ما يفاقم معاناة الأسر والطلاب، ويجعل من إعادة تأهيل المحطة مسألة عاجلة لضمان استقرار الإمداد الكهربائي والخدمي.
لا شك أن المواطنين كانوا يأملون في حلول سريعة لمشكلات الخدمات، فغياب الكهرباء يعطل الحياة اليومية ويوقف بعض الأنشطة الاقتصادية والخدمية، في وقت يمثل فيه توفير الخدمات الأساسية حجر الزاوية لعودة النازحين إلى ديارهم وإعادة الاستقرار للعاصمة الخرطوم بعد الخراب الذي لحق بالبنية التحتية على أيدي المليشيات.
وعليه، فإن والي الخرطوم مطالب بزيارة ميدانية عاجلة رفقة إدارة الكهرباء بالولاية إلى محطة أبوآدم التحويلية للوقوف على حجم الأضرار، خاصة وأنها شريان رئيسي يغذي خطوط الكهرباء للمناطق المذكورة، ما يجعل إعادة تأهيلها وتركيب مولدين جديدين أمرًا لا يحتمل التأجيل. هذه الخطوة ستعيد الحياة إلى طبيعتها، وتوفر بيئة دراسية مناسبة للطلاب مع بداية العام الدراسي، فضلًا عن كونها أساسًا في مسار إعادة إعمار الخرطوم واستعادة الخدمات العامة.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة الكهرباء بمحلية جبل أولياء لحل العديد من الإشكاليات، إلا أن بعض القضايا أكبر من نطاق مسؤوليتها، ما يستدعي تدخل الإدارة المركزية لتوفير المعدات الثقيلة وقطع الغيار اللازمة مثل مولدات المحطات التحويلية. وهو ما يأمله المواطنون، باعتبار أن خدمات الكهرباء والمياه ليست ترفًا، بل حقوق أساسية وضامنًا أوليًا لعودة الاستقرار إلى حياتهم اليومية.
Khalidfaki77@gmail.com



