مقالات
سنجة تعانق مدني.. فرحة الانتصار
كتب : يوسف عركي:
الفرحة غمرت الجميع هنا فى سنجة درة النيل والتى خرجت اليوم فى مسيرات عفوية لم تخرجها المدينة من قبل ، رغم ان المدينة والتى خرجت عن قبضة التمرد اخيرا وان سكانها ما زالوا يتوافدون للمدينة عقب العودة الطوعية لمواطنيها إلى ديارهم الا انها تدافعت بكل شيبها وشبابها ورجالها ونسائها فى ملحمة جديدة مع الجيش ، أكدت على معانى الشعار المرفوع : جيش واحد شعب واحد
كان دوى الرصاص وزغاريد النساء وهتافات الرجال المدوية وابواق السيارات التى تحمل شارات الانتصار هى ملاحم الاحتفال التى جسدتها المدينة التى تحررت من قبضة التمرد لتعود سنجة درة الفونج كما كانت تبترد من نهرها المبارك ماء طهورا مباركا
خرجت سنجة فى مسيرات عفوية جابت شوارع المدينة وتزاحم المواطنون وشارك أصحاب المركبات فى هذة الفرحة العارمة ، وامتطى المواطنون السيارات والركشات فى زفة مباركة دون اجر او مقابل ، وتناسوا كل المرارات السابقة جراء النزوح من بينها فقدان الأنفس والأرواح والممتلكات ليبقى العنوان الابرز فى هذة المسيرات الولاء للوطن ونعم لبيك يا وطنى
لبت سنجة نداء الوطن وشاركت بقواتها فى معركة التحرير فى ولاية الجزيرة وفى تحرير مدنى السنى درة النيل والجزيرة الخضراء ، وتشكلت وتنوعت الأذياء مع الكاكى الأخضر لترسم لوحة جميلة تجاوزت لغة الحاضر والماضى والمستقبل ، لتظفر مدنى السنى بهذا التناصر العفوى من اهل سنجة ليمحو كل الولاءات الضيقة ، ويجسد شعار : “كل اجزائه لنا وطن ”
استقبلت الوحدات العسكرية والشرطية جموع المواطنين الهادرة بمدينة سنجة ، بحت الأصوات وذرف الرجال الدموع وكم هى غالية دموع الرجال ، بل وكم انت غالية يا مدنى ، عام من السيطرة والاذلال فاحت منه رائحة الموت والتهجير القسرى واستباحة الحرائر وسفك الدماء ، عام مات فيه الزرع وجف الضرع، وأغلقت فيه دور التعليم والجامعات وضاع مستقبل الأبناء، وغابت انوار المأذن وتعطلت عجلة المصانع والانتاج
خرجت سنجة والتى عانت بالأمس من جحيم التمرد فى الأنفس والأموال والثمرات لتشاطر مدنى وجزيرة الخير هذة الفرحة والتى انتظرها مواطن الجزيرة كثيرا وهو يتعجل النصر ، وهو يعلم ان لكل أجل كتاب ، جاء النصر اليوم وعدا من الله بعزيمة الرجال وبمجاهدات قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى وكتائب المجاهدين والمستنفرين وتعود مدنى وجزيرة الخير إلى حضن الوطن وهى تقدم مهرا للحرية لا يقدر بثمن .