مقالات
وعادت مدني كبدر الشوق للمسافرين
بقلم/ عادل حسن:
آه وآه..
هل غيبوها أم غابت؟ نحروها أم انتحرت هل ظلموها أم خطفوها
عادت ود مدني من أسرها المعتم كبدر شوق المسافرين وتبددت دلاهم الغياب الطال سنين.
الآن أشواقنا ابتساماتنا افراحنا أحزاننا شفاهنا أيادينا قلوبنا كلها إلى مدني
قد قصوا ضفايرها ونزعوا ضحكاتها وصادروا جرتق مساحتها هؤلاء الزنادقة والآن عادت تتهادى مثل هداوة الأمواج المسافرة تحت المساء.
ود مدني طعم الحياة ونفس الروح وشوق المحبين عادت غبراء شعثاء منزوعة البهاء ولكنها ارتمت باحضانها الأليفة على صدر الدنيا والناس وهي تعاتبنا في حنو على مشقة الفراق ولعج تباريح البعاد.
عادت مدني العشير الدباغة بانت مارنجان حلة حسن الدرجة وبركات
مدني ليل الصفاء وترحاب الأحباب مدني الريس عبدالمنعم عبد العال وفضل الله محمد والسني وشيخ العرب ودردق وصلاح حاج بخيت والمهندس عطر الناس عادل محمد احمد الطاهر وكل الناس مدني حتى مجنون كبري البوليس أشعث الوجه مدني حاجة السارة ونعمان مدني كل شيء حتى الموت فيها له استثناء.
عادت ود مدني أرض المحنة وقلب الجزيرة، إن فقد مدني له مضاضة فقد الشرف ولابد من استرداد الشرف حتى لو كان أغلب من مهر المرأة المخزومية.
عادت ود مدني ونفضت عنها رماد الأوباش وأسقطت عنها الخونة من بعض أبنائها الملايين الآن مدني هي عروس لهجتنا لن يدخل عليها زناة التاريخ وعجاف الضمير.
آه آه..
من أين نسالمك مدني فالأيادي راعشة والقلوب راجفة والعيون دامعة
فقط ندسك في حشاشات كبدنا ونواريك بين الحمايات.
مدني جرحنا المشترك وحبنا المشترك وفقدان المشترك وقطر ريدتنا المشترك
مدني كل واحد فينا الآن يملك فما في يده ليسلم عليك ويعبق عمره الجديد بألطف عطورات محبة العائدين.
مدني سلام ويا سلام