مقالات
يالها من حياة قصيرة

بقلم/ منتصر محمد زكي:
توطئة:
البدايات عصية
والنهايات أبية
والصديق الحق
مثل الليل مفقود الهوية ..
( محي الدين)
( الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ) فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فأصبر.. المقولة ل علي بن أبي طالب رضي الله .. في خضم مشاغل الحياة وضجيجها نسترق خلسة بضع دقائق ونغوص في لحظة تأمل وتفكر نعود بها إلى الوراء في عملية جرد حساب لنكتشف في غفلة منا أن السنوات قد مرت سراعا دون أن نشعر بها .. حققنا الكثير من الأشياء وفي المقابل فقدنا الكثير من الأشياء بعضها (لا يعوض) .. فقدنا أعزاء وأصدقاء وزملاء دراسة رافقونا بداية الرحلة بعضهم ترجل في منتصف الطريق والبعض الآخر إبتلعته المنافي أو ضاعوا منا في زحام الحياة.
فقدنا كبار الأسر من الأعمام والعمات والخيلان والخالات ملح المجالس والجلسات الأسرية ونوارة المناسبات الإجتماعية.
أما الفقد الأعظم فهو فقدنا للأمهات والآباء قناديل البيوت وزينتها وأعمدتها .. سندنا وركازتنا عند الشدائد وحالكات الأيام .. من تمنوا لنا النجاح والسعادة رغم علمهم بأنهم وقتها قد لا يكونوا موجودين ليشاركونا لحظاتها.
حنين جارف ولوعة يسبقها خيطان من الدموع للدار التي جمعتنا في طفولتنا وآهة حرى نطلقها في شكل تساؤل: يا دار ما صنعت بك وبنا الأيام؟.. يا لها من حياة قصيرة وموحشة.
خروج:
(قل الحقيقة ودعها تبحث عمن تجرحه)