
عمار الضو:
امتد عطاء زكاة القضارف ومسيرتها تجاه الأدوار والمواقف الوطنية منذ حرب الفشقة واستعادة أراضيها المغتصبة من قبل الأحباش والحفاظ عليها وفلاحتها عبر تمكين مواطنين الشريط الحدودي وإسناده وتهيئة القوات المسلحة السودانية والمرابطين.
ونجح الفعل الزكوي والبرامج التي نفذها الديوان في زيادة الانتاج وإخراج الفقراء من دائرة الفقر وتوفير القوت وإعمار الأرض ويؤكد ذلك الفعل إدراك زكاة القضارف لدورها وقربها من برامج الدولة والولاية وهي تلامس حاجة المجتمع.
وامتدت مواقف وادوارها الوطنية في معركة الكرامة منذ اندلاع الحرب بعد أن بشر الديوان بقائد سفينة وطاقم عاملين نذروا أنفسهم وقدموها رخيصة للوطن. والزكاة بالقضارف تستضيف وتطعم النازحين داخل الولاية القادمين من ويلات الحرب وتفلتات المليشيات فاق عدد النازحين مليوني نازح استقبلتهم الولاية من ثمانية ولايات أخرى قادمين منها لم تغلق زكاة القضارف أبوابها في وجه هولاء وانفقت الترليونات وأقامت التكايا والمطابخ في المعسكرات ونفذت إدارة العلاج الموحد الآلاف من العمليات الجراحية وقدمت الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة وسددت الزكاة خلافة المجاهدين والمستنفرين في معركة الكرامة واستضافت الجرحي والمصابين عبر رحلة علاج مطولة وأسندت المتحركات العسكرية والقوة الوطنية فكانت الزكاة حصن لوطن آمن خاصة حينما اشتد استهداف العدو لمحليتي الفاو والرهد نصبت الزكاة دفاعاتها الشرعية وإسنادها المستمر بالقوافل في التماس والأراضي المحررة لتمكين وثبات الجيش السوداني.
وأمس عمت الفرحة النازحين والمغادرين الولاية برضا زكاتها وفيض عطائها أكثر من مئة بص سياحي ورحلة عودة دفعت بها زكاة القضارف إلى الأميرة الجزيرة والسلطنة بعد أن دارت عجلات قطار الشوق ورحيله نحو ولاياتهم وسط زغاريد النساء ودعوات الرجال بعد أن صنعت الزكاة بالقضارف آمال العودة وهي متوجة برضاء الفقراء والنازحين وعطاء المكلفين.