منوعات وفنون
الأصيلة محطة الكاب

بقلم/ الرشيد طه الأفندي:
الأصيلة محطة الكاب
لبلدنا القبلة والباب
كل شيء فيها مستطاب
أسأل الطير حتى الغراب
ياحليل أيام الشباب
فيها مرت زي السراب
بهذه الأبيات الروعة التي سطرها الراحل المقيم الأستاذ حبيب بابكر، نبدأ الحديث عن مدينة الكاب تلك المدينة العريقة الضاربة في الجذور حيث تعتبر منطقة الكاب بوابة المناصير وهي تقع في الضفة الغربية لنهر النيل على خط السكة الحديد وهي عاصمة المنطقة وتعتبر مركزا تجاريا كبيرا ومهما للحركة التجارية ونقل البضائع.
والدليل على عراقة الكاب أن مر بها خط السكة الحديد وامتد في العام (١٩١٦) وتم بناء مسجد الكاب وتشييده عام (١٩٤٩)، ومن ثم افتتاح مدرسة الكاب الابتدائية بنين (١٩٥٦)
ومدرسة البنات (١٩٦٤).
و تم افتتاح مكتب البوستة (١٩٥٨)
و المركز الصحي (١٩٥٨) مدرسة الكاب الوسطى بنين (١٩٦٨) بنين والبنات (١٩٧٣) ومدرسة الكاب الثانوية (١٩٩٥).
ومن الرموز المعروفة التي درست بمدرسة الكاب وبعضهم يقيم ويسكن بها: دكتور عبدالله محمد سليمان
دكتور عبد المحمود عيسى
دكتور علي محمد آدم
البروف جعفر زرقاني
الأستاذ محمود النعيم
علي محمد عثمان
كما تم إنشاء وافتتاح نادي الكاب الرياضي الثقافي (١٩٦٢) وكانت هناك فرق مسرحية تقيم الليالي الثقافية المسرحية.
وكانت هنالك فرقة مسرحية في نادي الكاب تقيم حفلات وعروضا مسرحية
بقيادة (حسن الأسد وخالد العبادي َومحجوب علي منصور ونعمان سليمان وعوض الحاج).
والجدير بالذكر أن الفنان المعروف عيسى بروي قد بدأ الغناء في الكاب عندما كان يعمل في السكة الحديد. هذا وقد فاز فريق نادي الكاب الرياضي و حاز على أول كأس في المناصير منظم من رابطة أبناء المناصير بالجامعات والمعاهد العليا عندما فاز على فريق كبنه الرياضي في المباراة النهائية في ميدان كبنه بهدفين للكاب مقابل هدف لكبنه وذلك في عام (١٩٧٩).
وتم افتتاح أول مركز شرطة في الكاب في العام (١٩٧١)، والبنك الزراعي (١٩٩١).
وتم افتتاح محطة مياه الكاب (١٩٩١) وكان قبلها يشرب المواطنون من محطة السكة الحديد.
كما تم بدء العمل في مستشفى الكاب (١٩٨٢) وتم الافتتاح عام (١٩٩٣) في كرنفال واحتفال كبير مشهود أشاد به الجميع شرفه الراحل المشير الزبير محمد صالح وكانت ملحمة تاريخية وقف خلفها رجال بذلوا الغالي والنفيس بقيادة الراحل المقيم عمر السيد حاج علي وخضر رحمة وخلفهم كثر لا يسع المجال لذكرهم و من أبرز تجار الكاب :
محمد فضل التوم (هو أول من فتح دكان في الكاب)، السيد حاج علي، محمد علي العبادي، جدنا الأفندي
أحمد سعد وابنه سعد أحمد سعد،
حسن علي، طيفور سيد أحمد.
ومن التجار كذلك حسوني، خليفة علي، عمر السيد حاج علي، طه العمراني، سلام، زرقاني، مصطفى حبيب، عبد الرحيم الدردوقي.
ومن مشاهير الكاب :
المرحوم الحاج (أحمد النجيض) فاكهة السوق، الاسيدي صاحب أول محل للمشروبات الباردة، محمد حبيب العوض صاحب أول مطعم حديث اشتهر بالفول والطعمية
أول من أنشأ فرن للرغيف (الحاجة العطية حاج علي).
لكن كان المعلم البارز والأهم في منطقه الكاب هو محطة السكة الحديد (محطة القطار) القطار الذي يمر في الأسبوع على ما اعتقد الأحد والأربعاء، وكانت هذه الأيام عبارة عن مسرح متحرك مفتوح على الهواء مباشرة عندما يتجمع المسافرون مع الباعة و (المركابة) أصحاب المراكب التي تحضر المسافرين وتنقل البضائع يجتمع كل هؤلاء في المحطة يتبادلون الأخبار والقصص والحكاوي مع غفشات (عمك النجيض) ونداءه المعروف المحفوظ شاي الكاب يا ركاب ومعه (ود الصائم وود الفضل وحاج النعيم وعبدالله الحنوني وسعيد علي عيد).
وترى جمهور المحطة من المسافرين والحضور مستمتع بهذا المسرح المفتوح على كل شيء وبكل شيء حتى لو تأخر القطار عن موعده فإنهم مبسوطون ومستمتعون بهذه الأجواء الرائعة.
كانت تلك أيام مضت زمن الزمن كان زين وكان الناس حنينين.