صحة وبيئة
في اليوم العالمي لعدم التسامح المطلق مع ختان الإناث : الرجال والفتيان قوة دافعة نحو إنهاء الممارسة في السودان

بلاغ صحفي
في اليوم العالمي لعدم التسامح المطلق مع ختان الإناث : الرجال والفتيان قوة دافعة نحو إنهاء الممارسة في السودان
يواجه السودان تحديات كبيرة في مكافحة ممارسة ختان الإناث التي لا تزال تؤثر على نسبة كبيرة من النساء والفتيات فوفقا لأحدث الدراسات (2023) %86.6% من الفتيات والنساء السودانيات بين 15 و 49 عاما تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية، مما يستدعي تعزيز جهود مناهضة هذه الممارسة الضارة. وفي هذا السياق، تتزايد أهمية إشراك الرجال والفتيان بشكل أكبر في التصدي لها.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الرجال والفتيان يلعبون دورا محوريا في اتخاذ القرار بشأن ممارسة ختان الإناث. ورغم أن هذا الفعل يؤثر بشكل مباشر على النساء والفتيات، فإن الرجال يعدون الطرف الرئيسي في اتخاذ القرار، سواء من خلال دعمهم للممارسة أو من خلال الضغط الاجتماعي. لذلك، فإن تعزيز الوعي لدى هذه الفئة هو خطوة أساسية نحو القضاء على هذه الممارسة.
وتظهر المعطيات الأخيرة أن العديد من الرجال في السودان يعارضون استمرار هذه الممارسة. فقد أشار 64% من الرجال إلى أنهم لا يوافقون على ختان الإناث، مقابل 53% من النساء. كما أبدى 75.5% منهم اعتقادهم بأن هناك اضرارًا صحية ترتبط بهذه الممارسة وأن النساء يعانين منها بشكل مستمر. وهذا يدل على أن هناك فرصة حقيقية لتحفيز الرجال والفتيان على اتخاذ موقف فعال في هذا الصدد.
يتطلب التصدي لهذه الممارسة الضارة انخراطا فعالا من الرجال والفتيان على المستويين العائلي والمجتمعي. فبإمكانهم لعب دور رئيسي في تغيير المواقف الاجتماعية من خلال الحوار مع أسرهم، والدعوة إلى إنهاء الممارسة داخل مجتمعاتهم. كما يشمل ذلك دورا توعويا يتجاوز المخاوف الصحية إلى التبعات النفسية والاجتماعية طويلة الأمد التي تؤثر على العلا قات الزوجية والحميمية.
إن التغيير الذي يمكن أن يحدث ياتي من خلال توعية الرجال والفتيان بالمضاعفات الصحية و النفسية والاجتماعية المترتبة على ختان الإناث. كما أن مساعدة الرجال على اتخاذ موقف ضد إضفاء الطابع الطبي على هذه الممارسة يعد أمرا ضروريا، لا سيما في ظل الاعتقاد السائد في بعض الأوساط بان هذه الممارسة لا تشكل ضررا إذا تم تنفيذها في بيئة طبية.
ان تعزيز دور الرجال والفتيان في السودان من خلال استراتيجيات موجهة ومتكاملة هو الطريق الصحيح لتحقيق التغيير. كما أن دعم رجال الدين المتعاطفين مع هذه القضية وتحفيزهم للمشاركة في التوعية داخل المجتمع، سيكون له تأثير كبير في إحداث تحول اجتماعي واسع النطاق.
إن الاحتفال باليوم العالمي لعدم التسامح مع ختان الإناث في هذا السياق، يعد فرصة لتجديد الالتزام بالعمل من أجل القضاء على هذه الممارسة في السودان، وللتأكيد على دور الرجال و الفتيان باعتبارهم قوة دافعة نحو تحقيق هذا الهدف.