مقالات

أجيال وراء أجيال

يوميات نازح

منتصر محمد زكي:

توطئة:
قال الشاعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام

سبحان الله بعض النازحين أجبرتهم الحرب على زيارة مسقط رأسهم بعد غياب 25 سنة!! .. عادوا إليها عودة المضطر كسير الخاطر لا عودة المشتاق لمراتع الطفولة والصبا .. رغم ذلك وجدوا الترحيب والإحتفاء من الأهل وكانت فرصة لأكبر تجمع أسري أجيال ورا أجيال .. عصام أكال الطين غادر هو وأسرته مدينة عطبرة وعمره لم يتجاوز العامين وعاد إليها شاب عريض المنكبين بشنب وجلحة في مرحلة البدايات .. سهام آخر ماعلق بذاكرتها من مشهد مغادرتها للمدينة قبل سنوات بعيدة مشهد بنات الجيران وهن يلعبن( حنجلة ) أثناء إنتظارهم للتاكسي الذي سيقلهم إلى محطة القطار .. عادت سهام وبنتها الكبرى على وشك التخرج من طب مامون حميدة .. البعض الآخر غادروها كبارا وعادوا إليها في خريف العمر ديل البيجو مارين بشوارع الأحياء ويقول ليك: ياسلااام ياخ دا بيت ناس ( كلوفة ) أخطر لاعب في نادي الشبيبة الزول دا ممكن يراوغك داخل فنجان ههههه .. (طبعا لو في لاعب بالمواصفات دي كان لعب في صفوف المريخ ) .. يمشوا قدام يقول ليك: دا بيت حيدر أحرف سواق قطر في السكة حديد ( هو أصلا القطر ماشي براهو إلا تنوم ولا تشرب كولا هههه حتى يحصل حادث ) .. يخشو السوق يشبكوك دا دكان عثمان الترزي الله يرحمه اولادو عملوهو محل موبايلات .. ودي قهوة التيمان أشهر قهوة بتعمل شاي لبن مقنن في النصف الجنوبي للكرة الأرضية .. ويستمر التداعي وتدفق الذكريات وكل ذكرى تعقبها عبارة( الله يرحمو ) ودا شي طبيعي لي ناس قدموا إلى المدينة بعد سنوات طويلة وجدوا الأماكن ولم يجدوا الأشخاص ( أندادهم رفقاء الزمن الجميل ) .. فالماضي ذهب بشخوصه وبقيت الأماكن مجرد أطلال شاهدة على مرور السنوات .. والحاضر لا يخصهم ولا ينتمون إليه ويشعرون بغربة تجاهه.. أما المستقبل فمجهول وخارج حساباتهم .. لم يتبقى لهم ولا يربطهم بالمدينة العريقة سوى الذكريات ويا لها من ذكريات.

خروج:
( عطبرة.. الشمس تشرق من هنا )

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق