مقالات
البرهان قال كل شيء ولم يقل شيئاً

الرشيد طه الأفندي:
استمعت إلى خطاب السيد القائد العام لقوات الشعب المسلحة تأكدت أن البرهان قال كل شيء ولم يقل شيئاً، قال مخاطبا (انتوا يا ناس تقدم و قحت ما عندكم فرصه تجو راجعين تاني واستدرك سريعا قال برضو زي ناس المؤتمر الوطني) هنا قال اي شيء وكانه يخاطب عالم آخر ويريد ان يوصل رساله الي جهات معينه يعرفها ويدركها ثم مباشرة وجه الرساله دغري إلى قحت وتقدم (انتم من هدمتوا السودان وقتلتم السودانيين انتم معهم سواء) بعدها واصل في إرسال رسائله خارج الحدود طالبا من الجميع وضع السلاح والعوده إلى حضن الوطن محذرا من لم يضع السلاح إنهم سوف يقاتلوهم وقال كل من يضع السلاح مرحبا به وكل من يحمل السلاح نعتبره عدو وسوف نقاتله.
اعتقد أن خطاب البرهان كان موزونا ومعد جيدا ولا أرى سببا واحدا لغضب الإسلاميين ومن شايعهم لأنهم لو تفكروا وتدبروا الخطاب جيدا لوجدوا أنفسهم حاذوا نقاط كثيره من هذا الخطاب لانه وضع النقاط على الحروف بالنسبه لقحت وتقدم وفك الحظر تدريجيا عن المؤتمر الوطني المحظور الذي دعاه مع بقيه القوي السياسية للانتخابات.
على الإسلاميين مهما كان من أمر تقبل خطاب البرهان على علاته وان يجدوا له العذر فالرجل عليه ضغوط كثيره جدا داخليا وخارجيا وليس من مصلحتهم ولا مصلحه البرهان نفسه العداء في هذا الوقت الحرج.
البرهان قال كل شيء في هذا الخطاب علنا ولكن لم يقل الكثير المنتظر لم يقل كيف تتم ترجمه ما قاله وبأي طريقه او اسلوب لم يقل ماذا يريد بالضبط من القوى السياسية
عموما الذي قاله معروف وأعلن عنه على الملأ لكني اعتقد انه لم يقل شيئاً.
من المتوقع بالتأكيد أن يحدث خطابه هذا حراك طبيعي على الساحه السياسيه الداخلية والخارجية وتغيير مواقف وتحالفات كلهم دون فرز يطمعون في السلطه والتقرب إلى أقرب صاحب يقودهم إليها والبرهان الآن من يملك جميع الخيوط.
لكن يبقى السؤال هل يفرط البرهان ويسلم السلطة أم يحتفظ بها لنفسه؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام.