سٌمِّي المتحرك تخليداً لذكرى الشهيد محمد عبد الله بدوي الصيَّاد
يضم قوة عسكرية ضاربة مسنودة بمستنفرين ومجاهدين
العميد كافي: المسيرة ماضية حتى يتم تنظيف البلاد من دنس الميليشيا
مواكب عفوية للمواطنين تقابل متحرك الصيَّاد بالدموع والزغاريد
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو:
يواصل متحرك الصيَّاد في رسم البهجة على وجوه السودانيين، وقذف الرعب في قلوب ميليشيا الجنجويد، وإخراج لسانه لمن يشايعهم من الخونة والأجناس المناكيد، فقد ظل الصيّاد يضرب بيد من حديد، فارضاً سطوته على طول الطريق القومي الرابط بين ولاية النيل الأبيض حتى تخوم مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، التي يتوقع دخولها في أي لحظة ليكسر قيد الحصار المفروض عليها، ويبدأ رحلة الانفتاح إلى ولايتي جنوب وغرب كردفان، وصولاً إلى إقليم دارفور.
الشهيد الصيَّاد:
وتقول مصادر تحدثت للكرامة أن المتحرك سٌمِّي الصيَّاد تخليداً لذكرى الشهيد ملازم أول “محمد عبد الله بدوي الصياد” أحد أبناء منطقة السميح، وكان ضابط صف يتبع لإدارة الكيمياء بالخرطوم، حيث اُستشهد في بواكير الهجوم الغادر لميليشيا الدعم السريع على القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد كان الشهيد بدوي الصيَّاد واحداً من الأشاوس الذين تربَّوُا على يدي القوات المسلحة مصنع الرجال وعرين الأبطال فنهل من ثدي البسالة والقوة والرجالة، عُرف بين أقرانه بتدينه، وسمو أخلاقه، فكان نموذجاً يُحتذى في التفاني والإخلاص والانتماء للأرض والتراب، كان يمنِّي نفسه بنيل الشهادة فحقق الله له مراده ومقصده، وليس ذلك بغريب على رجل تنتمي جذوره إلى قوم لا يهابون الموت في سبيل الله والوطن، ويسعون إليه في كل الميادين، يواجهونه بصدور مفتوحة، وقلوب تمتلئ إيماناً ويقيناً، فهنيئاً للشهيد محمد عبد الله بدوي الصياد الذي ربح بيعه، فاصبح شهيداً في المساء، تاركاً في الأرض سيرة عطرة، واسماً تلهج الألسنة بذكره، وهو يلقِّن الميليشيا المتمردة، درساً جديداً مع شروق شمس كل يوم جديد.
بُعبع مخيف:
وشكّل متحرك الصياد بُعبعاً مخيفاً لميليشيا الدعم السريع المتمردة، في محاور وجبهات القتال الممتدة من النيل الأبيض وحتى كردفان، وذلك منذ انطلاقة المتحرك من مدينة كوستي في العام الماضي 2024م، بعد أن تم تجميع القوات التي يتشكل منها المتحرك في معسكر خاص بمنطقة الوساع، ويكتسب متحرك الصياد أهميته من أهمية المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقه والتي بموجبها تم تكوينه بعد دراسة متأنية، ووضعت له الخطط والاستراتيجيات المحكمة ليمضي خطى ثابتة وواثقة نحو هدفه المنشود ألا وهو ضرب ميليشيا آل دقلو الإرهابية، ومحوها من القطاع الغربي من البلاد اعتباراً من ولاية النيل الأبيض، ومروراً بولايات كردفان الكبرى، وانتهاءً بولايات دارفور الخمس، ويتميز متحرك الصياد بقوة ضاربة يقوم عليها تعتبر خلاصة ارتباط وتواثق عديد القوات التي تتماسك جميعها كالبنيان المرصوص تشدُّ بعضها بعضاً بانصهارها في بوتقة الانتماء لسودان الكرامة، والالتفاف حول المؤسسة العسكرية في مشروع القضاء على ميليشيا الدعم السريع وتسليم القطاع الغربي خالياً من المتمردين، ومن يشايعهم من العملاء والخونة والمرتزقة والمأجورين.
تنسيق وتناسق القوات:
الجلال والهيبة التي يبدو عليها متحرك الصيَّاد، تعود إلى تنسيق الجهود والمواقف بين القوات المكونة للتحالف والتي تتناسق كحبات اللؤلؤ المنضوم على خيط سبحة تتبتل في محراب الوطن ومحبة السودان، فيكفي أن يكون من بين قوات متحرك الصياد، أبطال من الفرقة الخامسة مشاة الأبيض، “الهجانة أم ريش أساس الجيش”، متآزرين “بتماسيح النيل ” من قوات الفرقة 18مشاة كوستي، وبواسل الفرقة 16مشاة نيالا، ومسنودين بأشاوس من قوات مكافحة الإرهاب، سليل قوات هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، مدعومة بقوة ضاربة وضخمة من المستنفرين المكوّنين لكتيبة الشهيد الصيَّاد والذين ينحدرون من عدد من الولايات، يضاف إليهم مجاهدو لواء البراء بن مالك، بالإضافة إلى القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح، مورال مستودع الرجال، ولم يأتِ تناسق هذه القوات المكوِّنة لمتحرك الصيَّاد عبثاً، إذ إن الانسجام بين قيادة متحرك الصيَّاد كان سبباً مباشراً، بدايةً بقيادة السيطرة التي يمسك بعصاها اللواء ركن عاصم عبد الله الفاضل، وأركان حربه ممثلين في قائد ثاني المتحرك العميد ركن أحمد خليفة جودة، وركن عمليات العقيد ركن نور الدين، فيما يقود المتحرك العميد ركن عبد الرحيم عبد الله كافي، ومعه قائد ثاني المتحرك العقيد ركن الهادي حمدنا الله، حيث شكلت هذه القيادة الواعية والرشيدة، أرضيةً خصبة اخضرَّت بسنابل المودة والاحترام المتبادل، لترمي ظلالها بعيداً في عدة محاور وجبهات تجرّعت خلالها ميليشيا الدعم السريع مرارة الهزائم والانكسارات.
انتصارات واحتفالات:
ونجح الصيَّاد خلال مسيرته الظافرة على مدار عدة أشهر في افتراس الميليشيا المتمردة وتنظيف عديد المناطق والمدن من دنسها، حيث استعاد المتحرك كلاً من ” ودعشانة، الغبشة، تكال البلة، أم خيرين الزاكي، أم خيرين الخميساب، أم خيرين الشرفة، أبوقوي، شركيلا، أم عش، الجعفرية، ود الجنيقاوي، الجوغان، أم روابة، قضيضيم، كوع ناموسة، أم دباكر، العوامرة، أبوحمرة القوز، أبوحمرة المحطة، الأُضيات الشرقية، والأُضيات الغربية، الله كريم، السميح، شق الوندي، الرهد أبودكنة” وقد درج المواطنون العائدون إلى هذه المناطق والقرى والمدن التي استعادها متحرك الصيَّاد من أيدي متمري الدعم السريع، على الخروج في مواكب عفوية تسيل خلالها المشاعر جيَّاشةً تفيض فوق الشوارع والطرقات المزدحمة، فتتدفق فرحاً هيستيرياً يتبدَّى في مظاهر الحفاوة والعناق التي يُقابل بها الناس أبطال المتحرك بدموع الرجال، وزغاريد النساء.
تسليم البلاد نظيفة:
وامتدح قائد متحرك الصيَّاد العميد ركن عبد الرحيم كافي المجاهدات والتضحيات الجسام التي قدمها أشاوس المتحرك والذين قالوا إنهم بذلوا الغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم ودماءهم رخيصةً في سبيل الأرض والعرض، مترحماً في هذا الصدد على الشهداء الذي عاهدوا الله ونالوا الفوز بقربه، وراجياً عاجل الشفاء للجرحى والمصابين، وأكد العميد كافي في إفادته للكرامة أن المسيرة ماضية حتى يحقق متحرك الصيَّاد أهدافه ومقاصده بكنس الميليشيا المتمردة وتطهير كل شبر من أرض الوطن من دنسها، وكشف قائد متحرك الصيَّاد عن حجم الانتهاكات المريعة والجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية في حق المدنيين والأبرياء، منوهاً إلى مواكب الفرح العفوية التي خرجت في كل القرى والمدن التي دخلها متحرك الصيَّاد على طول الطريق من النيل الأبيض إلى شمال كردفان، مبيناً أن التفاف المواطنين حول المتحرك رفع من الروح المعنوية للمقاتلين الذين رفعوا راية القضاء على الميليشيا وتسليم قطاع كردفان ودارفور خالياً منهم في القريب العاجل.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد حزم متحرك الصيَّاد أمره واضعاً نصب عينيه تحرير كل القطاع الغربي، سواءً في كردفان أو دارفور من دنس ميليشيا الدعم السريع، ويمثل فكُّ الخناق عن مدينة الأبيض هدفاً استراتيجياً، لأهمية عروس الرمال التي تعتبر منصةً لانطلاق المتحرك إلى ولايتي جنوب وغرب كردفان، ومنهما إلى ولايات دارفور الكبرى التي تمثل حاضنةً للميليشيا المتمردة وبتنظيفها ينتهي كابوس الدعم السريع الذي جثم طويلاً على صدر البلاد.
