صحة وبيئة

توظيف الغربان لجمع أعقاب السجائر مقابل الطعام

الساقية برس- إخلاص نمر:

ابتكرت شركة سويدية أسلوبا جديدا في تنظيف شوارع وساحات مدينة سودرتاليا جنوبي العاصمه استوكهولم ، من أعقاب السجائر ،ضمن حملة لخفض تكاليف جمع القمامة واختارت الشركة طيور الغربان لهذه المهمة.
وقال كريستيان غونتر هانسن مؤسس شركة كورفيدكليننغ Corvid Cleaning ، التي أطلقت برنامجا لتدريب الغربان البرية على جمع أعقاب السجائر من الشوارع ووضعها في آلة خاصة مقابل الحصول على الطعام (أن هذه الطيور البرية تشارك على أساس طوعي ) واصفا برنامج الشركة بأنه يوفر نحو 75%من تكاليف التقاط أعقاب السجائر، من شوارع مدينة سودرتاليا .
وكان أن تم تدريب ستة غربان لتساهم في عملية جمع نفايات منتزه فرنسي ،يقع في إقليم لافونديه على المحيط الأطلسي،ويعد المنتزه من أهم المنتزهات الأوربية ،اذ بدأ المنتزه في استخدام الغربان لجمع النفايات ،مقابل حصولها على بعض الطعام ،كما وجد المنتزه في ذلك فرصة لنشر التوعية والمحافظة على بيئة المنتزه.
وكشفت شركة براري للموارد الطبيعية ،عن زيادة أعداد الطيور المدربة على التقاط النفايات ،وبدأت الشركة التي تهدف الى تميز إمارة أبوظبي كعاصمة للاستدامة البيئية ،باطلاق الغربان والببغاوات في الحدائق العامة ،لجمع أعقاب السجائر ،والقصاصات وأغطية عبوات المياه ،ووضعها في صندوق مخصص لذلك ،منوهة أن كل ذلك من أجل نشر الوعي البيئي، وغرس قيم الاستدامة البيئية في الأجيال القادمة.

لا اتفق..
وفي سؤال للساقية برس حول استخدام الغربان في جمع النفايات واستغلال ذكائها ، أكدت الدكتورة تهاني على حسن الحاج، الاستاذ المساعد
بقسم الحياة البرية كلية الموارد الطبيعية و الدراسات البيئية، جامعة بحري قائلة (لا اتفق مع هذه المفاهيم لأنها تغير من السلوك الغذائي الطبيعي للغربان، فالغربان البرية لها غذاء محدد تتغذى عليه وفق سلوك طبيعي محدد،فاذا تم تقديم الغذاء لها بطريقة مختلفة ،فان ذلك يغير من سلوكها الطبيعي ،ولن تستطع أن تتغذى لوحدها بصورة طبيعية مرة أخرى).

تحذير..
و يتفق بروفسور طلعت عبد الماجد خبير البيئة والغابات وتغير المناخ مع حديث الدكتورة تهاني لكنه يحذر من التأثير السلبي المحتمل لهذا التدريب على سلوك الغربان البرية ،كاشفا عن أن مكافأة الغربان بالغذاءالذي يقدمه البشر ،قد يؤدي إلى تغيير في سلوكها الطبيعي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى،مضيفا أن ذلك يؤثر على قدرتها في البحث عن طعامها بشكل مستقل، إضافة إلى اختلال التوازن البيئي ، مايجعل الغربان أكثر اعتمادا على البشر ،وختم قائلا (سيضعف ذلك من قدرتها الطبيعية ويؤثر على دورها في النظام البيئي).

استئناس..
ووصفت تهاني تقديم الغذاء للغربان مقابل العمل، ماهو إلا محاولة لاستئناس هذه الطيور ،واذا لم يقدم لها الغذاء فإنها ستفارق الحياة ،منوهة إلى أن ذلك ينطبق على جميع الحيوانات البرية الأخرى .

دراسات..
وناشد عبد الماجد مؤكدا على أهمية ضمان وجود دراسات تعمل على تقييم التأثيرات المحتملة للغربان ،بجانب مراقبة التأثيرات البيئية والسلوكية على المدى الطويل.
سلوك..
وختمت تهاني قائلة (يجب عدم معالجة مشكلة النفايات بمشكلة اكبر ،وهي تغيير السلوك الطبيعي للحيوانات ،فمشكلة النفايات يمكن معالجتها من المنازل والمؤسسات ،عن طريق فرز النفايات العضوية والاستفادة منها ،وجمع النفايات الأخرى وتدويرها أو إدارتها بالصورة المناسبة.).
الجدير بالذكر ،ان تدريب الغربان على جمع النفايات مقابل الحصول على الطعام، هو مفهوم بيئي مبتكر يهدف إلى الاستفادة من ذكاء الطيور في تنظيف البيئة، وفق بعض الآراء التي تناصر هذا الرأي،بينما يرفض نشطاء البيئة ذلك ،في إشارة لقلب الموازين البيئية الطبيعية .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق