مقالات

الكهرباء في جحيم يا نعيم

رذاذ المطر

عمار الضو:

صعوبات بالغة وأزمة كبيرة تمر بها كل شركات الكهرباء بالسودان (التوليد، النقل والتوزيع) منذ بداية الحرب الدائرة الآن وفشلت كل محاولات وزارة الطاقة والنفط ووزيرها محي الدين نعيم، في التدخل وإصلاح حال شركات الكهرباء والعاملين فيها وهم من منسوبي الوزارة وتحت مسؤولية الوزير.

وظل العاملون بشركات الكهرباء يتحملون فشل وإخفاق الوازرة والوزير والتزامه تجاهم اسوة ببقية العاملين في وزارته بعد تم صرف كل استحقاقات قطاع النفط وتجاهل جنود الكهرباء وهم أكثر عطاءا وتضحيات وتحدي للصعاب والمخاطر.

نعم عامين ولم تسدد الدولة وتوفي بالالتزامها للعاملين بالكهرباء بالبديل النقدي ومنح العيدين وحتى الأجر الإضافي للعاملين يالورديات في الطوارئ وإصلاح الأعطال بجانب الاستحقاقات خارج المرتب.

ورغم كل الإهمال وعدم التزام الوزارة وصمت الوزير محي الدين نعيم ظل جنود الكهرباء حاضرين في معركة الكرامة وسط اصوات الرصاص ومسيرات العدو لتأمين المحطات وتشغيل الإمداد وإدخال التيار وإعمار ماخلفته الحرب وتخريب المليشيات المتعمد واستهداف المحطات الممتد.

عشرات الشهداء والجرحى قدمتهم شركات الكهرباء خلال معركة الكرامة كانوا في وسط المدافع ومساندين القوات المسلحة السودانية فاق عطاءهم زملائهم في الوحدات الاتحادية الذين يستمتعون بكل مستحاقاتهم.  ماهذا ياسعادة الوزير هل مايتم الآن تجاه العاملين بشركات الكهرباء في السودان هو جزاء سنمار بعد أن أصبحوا في طي النسيان،  ويفقد القطاع الكبير والعريض والحساس في السودان المئات من المهندسين والخبرات الذين هجروا الوطن وفروا بجلدهم في ظل الأوضاع المذرية التي لم تحرك سكون أهل القرار ومفاصل الدولة والتي دفعت فاتورة هذا الإخفاق والإهمال الممتد هو المواطن الغلبان.

لم يكن العاملون في شركات الكهرباء هم من يعانون وحدهم فقد تسبب الإهمال والصمت لعدم التزام الوزارة بسداد استحقاق الربط الإثيوبي، في إلحاق تضرر ولايات القضارف سنار وكسلا وإقليم النيل الأزرق والجزيرة وولاية سنار وشمال كردفان والنيل الابيض.  حيث تعرضت إلى نقص حاد وممتد وقطوعات مستمرة في تلك الولايات تمتد إلى اكثر من 12 ساعة في ظل صيف صعب ونهار قاس علي المواطنين في شهر رمضان.

تحتاج الوزارة والوزير إلى تحريك السكون والجمود وزيادة التوليد من مجمع ستيت وهو نهر موسمي وربما قد يكون أدى اغراضه بهذا المد في شأن توليد الكهرباء،  لكن والسؤال موجه إلى الوزير الهمام في شأن الروصيرص والدمازبن والربط الإثيوبي هل تمضي مثل معاناة العاملين بالكهرباء الذين بلغوا من الصبر مداه وهم يتفرجون على زملائهم الآخرين في الوزارة يستمتعون بصرف كل أجورهم؟ اين العدالة في وجه المظالم يانعيم والكهرباء اضحت جحيما على العاملين وهم لم يتلقون  حتى الأجر الاضافي للورديات وتنعدم الغايات وتغيب الاتزامات وتوجه الاتهامات في وجه المسؤولين بالوزارة والدولة.  سعادة الفريق ابراهيم جابر الوضع في الوزارة قابل للانفجار ويحتاج لسرعة القرار وإصلاح الحال بعد أن اصبح صيفا ساخنا امام المواطن جراء الصمت وتردي الأوضاع وانهيار القطاع الكبير وتحتاج الدولة للطاقة في إعمار ماخلفته الحرب وإعادة المواطن إلى مسكنه.

آخر الرذاذ..

تحتاج وزارة الطاقة والنفط إلى تحقيق العدالة لكل المنتمين اليها ومايتم الآن ترك حالة غبن واستياء بكل شركات الكهرباء.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بحكم قربي من قطاع الكهرباء اود توضيح الحقائق التالية:
    • رغم ظروف الحرب والتزامات وزارة الطاقة والنفط نجحت الوزارة والى حد كبير في التدخل لإصلاح حال الشركات والعاملين والدليل على ذلك توفير النقد الأجنبي لشراء قطع غيار التوليد الحراري والمائي ودفع مقدم محولات النقل والتوزيع فضلا على شراء أكثر من 100 ألف عداد دفع مقدم ومن جهة أخرى المساهمة المباشرة في دفع مرتبات العاملين بشركات الكهرباء ولفترة طويلة نسبة لتدني الإيرادات بنسبة اقل من 15% قبل الحرب.
    • شركات الكهرباء تكاد تكون الوحيدة التي التزمت بسداد مرتبات منسوبيها منذ بداية الحرب وحتى الان رغم تدهور الإيرادات بصورة واضحة التي أصبحت لا تكفي حتى للفصل الأول من الميزانية فكيف يمكن توفير مخصصات خارج المرتب في مثل هذه الظروف؟
    • جنود الكهرباء ليس وحدهم فقد بذل السيد وزير الطاقة والنفط الدكتور محي الدين جهودا مقدرة ووقفة مشرفة مع قطاع الكهرباء من خلال زياراته الممتدة من امدرمان مرتين قبل وبعد تحرير الإذاعة ولقائه بالعاملين في مكاتب الثورة ومدينة النيل ومحطة المهدية التحويلية وغيرهم وأخيرا بزيارة مجمع محطات كهرباء قري الشهر الماضي للوقوف على الأوضاع وتحديد الاحتياجات للبدء في عمليات التأهيل والصيانة.
    • يقوم السيد وزير الطاقة دكتور محي الدين بحضور اجتماع شركات الكهرباء أسبوعيا في رئاسة الشركة ليتابع بنفسه مع مدراء الشركات موقف الامداد الكهربائي ومشاكل المحطات وشبكتي النقل والتوزيع فضلا عن الدعم اللامحدود لتوفير النقد الأجنبي رغم ظروف الحرب.
    • لمن لا يعلم فان سداد قيمة الربط الاثيوبي تقع على عاتق وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وليست وزارة الطاقة ولكن رغم ذلك تعهد دكتور محي الدين وزير الطاقة في دفع جزء من مستحقات الربط لحثهم على عودة الامداد الكهربائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى