مقالات

المثقفون في حرب الكرامة.. جهل ام تماه ؟

موازنات

الطيب المكابرابي:

الحرب التي شنتها قوى البغي مستخدمة جهلاء الجنجويد كانت وماتزال حربا إعلامية ثقافية بالدرجة الأولى تم الصرف عليها من قبل المليشيا ورعاتها ببذخ لم نسمع بمثله من قبل.
هذه الحرب التي تحالف فيها الإعلام المأجور مع البندقية الباطشة ولدت من المآسي والقصص والحكايات مالا يستطيع أحد حصره أو الإحاطة به.
منذ أيام الحرب الأولى وبرغم ارتفاع صوت إعلام العدو قذفا وتمزيقا لشرف القيادة والقوات والساسة الوطنيين وفي كل مؤيدي القوات المسلحة ووضعهم في أرذل المواقع والخانات لم يتحرك القطاع الثقافي لرد هذه الهجمات إلا من خلال كتابات ومدافعات ووقفات بعض الصحافيين وبعض المغنيين من الجنسين.
غياب كامل لدور الكتاب والأدباء برغم وجود آلاف القصص التي لاتحتاج إلا حبكا وبعض تدخل فني يملكه كتاب القصص والروايات حتى انحصر مايرد في هذا الحانب على كتابات وروايات سابقة البركة ساكن كتبها في أزمان سابقة عن هؤلاء الغزاة الجنجويد.
لم ينتج سينمائي واحد فيلما عن هذه الحرب وماتعرض له السودانيون ليعرض من خلاله على العالم وفي قالب سينمائي ماتعرض له شعب السودان من مآس برغم وجود المادة والصور ولايحتاج الأمر غير كاتب حاذق ومخرج قادر على تصوير هذه المأساة.
لم يفتح الله على شاعر واحد بنظم قصيدة تصف مامر به أهل السودان ومرت به الدولة السودانية من محن وماقام به شعبها وقواتها من تضحيات ليعرض بذلك قضية السودان من خلال منابر الآداب والتسابق الشعري.
لم يقم أي من أهل الفن والرسم والتشكيل بتنظيم معرض مصور عن هذه المأساة وهذا العدوان غير المسبوق ليفتح أعين من لا تنفتح عيونهم إلا بالفنون ليعرفوا قصة ماجرى في السودان.
لم تنظم أي جهة رسمية أو شعبية ندوة على هامش أي معرض من معارض الكتاب للتعريف بحرب الظلم على السودان رغم مشاركة رسميين ودور نشر سودانية في كثير من المعارض في عالمنا العربي.
لم نسمع أو نشاهد مسرحية واحدة أو إنتاجا مسرحيا عن ما وجده الناس من بؤس ومهانة ومذلة خلال هذه الحرب رغم ظهور بعض المسرحيين على خشبات ومسارح الإضحاك داخل وخارج البلاد .
ابتعاد أو تباعد قطاع المثقفين والمبدعين عن استخدام أدواتهم لنصرة القضية الوطنية وفضح الأعداء من أبناء البلد ومعاونيهم من الخارج لا نجد له تفسيرا غير أنه أما جهل بدورهم وماهو واجب عليهم وكيفية استخدام ناتج هذه الحرب لصالح القضية الوطنية أو تماه من قبل البعض مع أولئك القائلين بلا للحرب دون إفصاح عن مواقفهم كما فعل أولئك في العلن..
دور المثقفين في القضايا لا يمكن مضاهاته أو مقارنته بأي دور آخر لأي مجموعة مهما كان فأهل الثقافة والفنون هم من يستطيعون إيقاد وإيقاف الحروب وهم من يستطيعون نصر وهزيمة كل مشروع وطني أو أجنبى وهم من يملكون القدرة على التغيير وخدمة خط الوطن وتحقيق انتصاراته في كل مجال.
ماهو مطلوب أن تتحرك الجهات المسؤولة نحو فصل الثقافة عن الوزارة الحالية التي تركز على الإعلام وتنسى أن لها جناحا آخر أشد خطورة هو جناح الثقافة حيث تصنع المادة التي يحملها الإعلام.
ماهو مطلوب وبمثلما قلنا في مداخلات كثيرة إن الثقافة وحدها تتشكل من سبع وحدات تتبع للوزير كل وحدة منها تعادل هم وزارة كاملة ولهذا فقط ولتفعيل دور هذا القطاع وإحداث التغيير المطلوب من خلاله ونحن نخرج من حرب أحدثت شرخا في النسيج الاجتماعي يجب الفصل عاجلا بين وزارة الثقافة ووزارة الإعلام.
وكان الله في عون الجميع

الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق