مقالات

تحرير القصر.. عودة الروح

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
التحرير الثاني.. البرهان يضع نفسه فى مرتبة القادة الأكثر شعبية وتأثيرا فى تاريخ السودان

تحرير القصر ليس انتصارآ كبيرآ فى معركة عسكرية بل هزيمة ساحقة للمليشيا وحلفاء ها والإمارات

طيلة عامين لم يطلق احد على مكتب البرهان فى بورسودان قصرآ ، وهو اقل مساحة و رفاهية من مكاتب بعض رجال الاعمال فى بورسودان

معركة ضارية دارت فى وسط الخرطوم ، فى السوق العربى و شرق الخرطوم ، فى شارع القصر و حتى معمل استاك و موقف شرونى ، بسالة و شجاعة المقاتل السودانى ، الضابط القائد المقاتل ، و الجندى المقاتل ، الكل حمل سلاحه و روحه بين يديه ، هو يعلم انه ربما لا يعود من المعركة حيآ ، هو مشروع شهيد ، انها جسارة مواجهة الموت بنفس مطمئنة و ثابتة ، لا احد يدرك هذا الشعور الا من جربه و لذلك يصعب وصف هذه اللحظة الا لمن عاشها.
من بين كل المناطق التى سيطرت عليها المليشيا أو كانت تتواجد فيها فى صباح يوم 15 ابريل 2023م ، كان القصر الجمهورى يمثل غصة ، وكان مجرد الحديث عن تحريره يثير فى النفس الما وحزنا عميقا، إذ أنه يمثل عنوان الدولة و رمز سيادتها، و كان استمرار احتلاله من المليشيا يستغل سياسيآ و عسكريآ ، كما انه كان بمثابة دليل للقوى الاقليمية و الدولية على خريطة ميزان القوى على الارض و ربما الى وقت قريب كانت الامارات الراعية للمليشيا تعتبره احد اهم مرتكزات بقاء المليشيا فى المشهد السياسى و استمرار مشروعها لاحتلال السودان و السيطرة على موارده و ثرواته و تهجير انسانه و توطين المرتزقة و عرب الشتات فيه، و محو تاريخه و هويته و حضارته.
أوهام المليشيا تراجعت من حلم الانقضاض على السلطة والاستيلاء عليها بالقوة المسلحة ، الى دولة العطاوة التي لا تعرف حدودها أو شعوبها ، ومن الإدارة المدنية فى مناطق سيطرة الدعم السريع إلى الحكومة الموازية ، و اختيار القصر مكانا للاعلان عنها ، إلى خسارة القصر ولذلك فإن تحرير القصر يتجاوز كونه الانتصار فى معركة عسكرية إلى هزيمة سياسية مدوية الى آخر مشاريع مليشيا الدعم السريع ومن خلفها الإمارات وهو سيناريو الحكومة الموازية.
طيلة عامين لم يطلق أحد على مكتب البرهان فى بورتسودان قصرا، وهو أقل مساحة ورفاهية من مكاتب بعض رجال الأعمال فى بورتسودان ، لقد أدار البرهان المعركة و الدولة من مكتب صغير مساحته ربما لا تتعدى عشرون مترا مربعا ، و كان المزاج العام السوداني غير راغب فى تسمية بورتسودان بالعاصمة المؤقتة ، و كان هذا يعكس إصرارا و عزما أكيدا على استرداد العاصمة (الأصل) ، واسترداد القصر و استرداد بيوتنا ومدارسنا و مستشفياتنا و ملاعبنا.

هذا هو التحرير الثانى .. يضع الرئيس البرهان فى مرتبة القادة الأكثر شعبية و تأثيرا فى تاريخ السودان.
قبل نشر المقال تم تحرير بنك السودان و جامعة النيلين و برج الفاتح و جزيرة توتى .. الخ ، الزحف المقدس يستمر .. الله أكبر.
22 مارس 2025م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق