
الطيب المكابرابي:
منذ يومين أو يزيد وقبل معركة القصر قاصمة الظهر تناولت المواقع الاخبارية خبرا يعلن بداية السلطات في ولاية الخرطوم إزالة العشوائيات وبخاصة منطقة العزبة بالخرطوم بحري ومايجاورها من أماكن سكن غير نظامي وغير لائق بالبشر ولا بمدينة هي ضلع مهم من أضلاع العاصمة المثلثة، العشوائيات التي تساهلت ازاءها السلطات يوما ما وفتحت لساكنيها الأبواب مشرعة لبناء مساكن متراكمة فوق بعضها وبمواد غير ثابتة بل بعضها بيوت من الصفيح هي ذات العشوائيات التي انتجت أجيالا واطفالا ثم شبابا غالب سماتهم هي العشوائية والفوضى وانعدام المسؤولية تجاه أسرة أو مجتمع أو بيت بسبب الجهل فيهم وانتهاجهم إثر ذلك نهج الحقد الطبقي الذي ظهر جليا في الحرب الدائرة الآن.
غض الطرف عن مثل هذه العشوائيات بسبب الخوف من منظمات تدعي أنها حقوقية ومتابعة لأحوال أمثال هؤلاء هو الذي أورد بلادنا في كل ارجائها موارد الهلاك حيث مارس هؤلاء العشوائيون حقدا طبقيا كانت بعض نتائجه اغتصاب حرائر وقتل شرفاء وسرقة ونهب مالم يمتلكوه في بيوتهم وقراهم وإذلال بالسلاح لمن يرونهم افضل منهم من اي جنس ولون..
مواجهة مثل هذه المشاكل وهي كثيرة لاتنحصر في العشوائيات وحدها هو الحل لكل مشاكل هذه البلاد وهو الحصن ضد حدوث مثل ماحدث الان..
في القوانين يوجد ما يمنع اقامة مثل هذه العشوائيات وفي القانون مايمنع محاولة البعض استغلال الجنس أو اللون أو الديانة سلما لاحداث الفوضى وتخطي القوانين وفي القانون كذلك مايمنح الدولة حق بسط سلطانها وقوتها على كل من يحاول تجاوز تقاليد وأعراف المجتمعات..
بتطبيق القانون فقط وتقوية اجهزة الشرطة والعدالة تتطور الشعوب وتختفي نبرات من يحدثونك عن التمييز ومن يحاولون أخذ القانون باليد وحيازة ماتملكه الدولة بوضع اليد..
ماننتظره الا تتراجع ولاية الخرطوم عن خط بداته بازالة العشوائيات في بحري ليشمل ذلك كل مواقع وبؤر الهشاشة والمهددات الأمنية في كل بقاع العاصمة والا يتوقف هذا الفعل في الخرطوم وحدها بل يشمل كل ولايات السودان حتى نضمن لاجيالنا القادمة امنا لا تهدده جماعات تشعر بالتهميش رغم اختلاطها بالاخرين ونضمن للكل سكنا صحيا تتوفر فيه وحوله الخدمات والتعليم الذي يحارب الحقد والكره والفقر والجريمة وكل الظواهر السالبة.
وكان الله في عون الجميع
الاحد 23 مارس 2025