
الطيب المكابرابي:
لا أذكر بالضبط في أي وقت كتبت وقبل كم شهر كان ذلك ولكني أذكر تماما أني نبهت إلى السلبيات والآثار السيئة المتوقعة من النزوح الذي استقبلته الولاية خاصة وأن بعضه جاء نزوحا عشوائيا احتلت خلاله جماعات مواقع لم يأذن لها أحد بالدخول فيها ولكنها فرضت ذلك كأمر واقع فيما نصبت جماعات أخرى خياما وبنت مساكن حيث ارادت وبدون إذن من أية جهة فبات كل ذلك نوعا من أنواع العشوائيات وماادراك ما العشوائيات…
حذرنا آنذاك من انتقال عادات وممارسات وأفعال مع من أجبرتهم الحرب على الفرار تجاه الولايات الامنة وطالبنا بالمراقبة اللصيقة لسلوك بعض هؤلاء النازحين حتى لايتركوا من ورائهم قنابل موقوتة تنفجر في المجتمعات التي لم تكن تعرف تسعة طويلة ولا التشرد وتجول (الكلات) في الشوارع ولا الخطف جهارا نهارا ولا تناول وتداول علب وزجاجات السلسيون ولا الممارسات السالبة وفاحش القول في الطريق العام.
طالبنا بتحرك يضع كل هذا وغيره في الحسبان ويحصر كل السلبيات في نطاق لا يسمح لها بالتمدد والانتشار ولكن!!!
من يتجول اليوم في شوارع مدن نهر النيل يجد الاطفال الجوالة يسيرون في مجموعات وبطريقة غير نظامية يتمايلون ويتداولون قوارير وعلب السلسيون وعلى عينك ياتاجر جهارا نهارا…
أثناء التجوال هذا وبداخل الأسواق يستغل بعضهم أصحاب المحال والفريشة فيخطفون مايقع قريبا منهم من البضائع..
أصناف اخرى وأنواع من الممارسات بدأت تظهر في تصرفات جماعات تتسلح بأسلحة بيضاء تخطف دون خوف وتهدد من يلاحقها بماتحمله من سلاح وقد سدد هؤلاء طعنات لكثيرين ممن حاولوا القبض عليهم أو منعهم من ممارسة هذا السلوك.
لانستبعد حقيقة أن تبدأ مرحلة أخرى وهي النهب بالسلاح ومن داخل البيوت خاصة وأن السلاح بات منتشرا وكثيرا وموجود في أيادي من هم مقاومة أو مواطنون عاديون أو حركات مسلحة تتخذ من بعض المدن معسكرات ومقار لاندري اهي دائمة أم مؤقتة؟.
مابدا يظهر على السطح وذاق الناس بعض مره لا نستبعد أن يستفحل وان تستمر مجموعات الأطفال الجوالين هذه في التوسع لتعم كل الأحياء والأزقة ولاتنحصر كما هو الحال الآن في الأسواق وفي ذلك خطر يهدد كل الأسر التي تقطن هذه الأحياء نازحة كانت أم من أهل البلد.
عصابات الخطف والنهب بالتهديد بالسلاح الأبيض والتي مارس أحد منسوبيها السبت الماضي تهديدا وطعنا في سوق الدامر وفر هاربا لن تتوقف طالما أن الجناة يفرون دون أن يلقى عليهم القبض ولايوجد قريبا منهم مسلح من الشرطة يساعد الناس.
تطور الجريمة قرين دوما بتطور ملاحقتها وكذلك بعدم ملاحقتها والتراخي إزاء كشفها ومعاقبة المرتكبين ممايولد لدى آخرين هم الآن خارج دائرة الفعل إحساسا بالأمان حتى وإن ارتكبوا الجريمة.
ما حذرنا منه وقع ومانطالب به سيظل قائما بل ازداد، حيث أن المراقبة اللصيقة لكل الممارسات السالبة والغريبة مطلوبة حتى الآن ورصد الممارسين والقاء القبض عليهم ومعاقبتهم أمرا بات حتميا تطبيقا للقانون ثم إن تكثيف الوجود الشرطي المسلح والقريب من الناس بأت لازما وضروريا طالما تطور الأمر إلى درجة أن يحمل السارق سلاحا يهدد به ويسدد الطعنات في وضح النهار.
ننتظر من شرطة نهر النيل وبرغم مانعلمه ونشهده من مجهودات تجاه الحفاظ على أمن المواطنين أن تعمل وبخطط توازي إجرام هؤلاء وتحيط بكل هذه السلبيات والظواهر حتى لا يبقى منها أثر باق في مدن وأحياء الولاية إذا ماعاد النازحون يوما إلى مواطنهم الأصلية.
وكان الله في عون الجميع
الأربعاء 2 أبريل 2025