كسلا- محمد سيف- زاهر منصور:
أكد وإلي ولاية كسلا اللواء الركن (م) الصادق محمد الأزرق، أن القوات المسلحة ومعاونيها في ركابهم؛ ولم يضعوا السلاح وأن الحرب لم تنتهي ومعركة البناء والتعمير قد بدأت فعلياً منذ تحرير ولاية الخرطوم.
وقال الأزرق خلال مخاطبته حفل تدشين حجر الأساس لمبنى المسجل التجاري والملكية الفكرية بولاية كسلا، بحضور رئيس النيابة العامة بولاية كسلا مولانا إبراهيم محمود، ورئيس النيابات المتخصصة مولانا عمر أبو الحسن، ونائب رئيس الإدارة القانونية بالولاية، مولانا مصطفى محمد عثمان، إن هذه الخطوة تعتبر واحدة من ضروب الإنجازات في ظل معركة الكرامة التي يخوضها الشعب السوداني ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية، ومضى للقول: (بعد هذه الحرب ننشد إن نعيش في سودان يختلف عن سودان ماقبل 15 ابريل 2023م في تطور وازدهار وتنمية وإعمار)، وتوقع الازرق أن يشهد سودان مابعد الحرب ثورة تنموية في مختلف الولايات؛ وأن لا تكون هناك مركزية في الخدمات، ودعا إلى الاستفادة من الحرب بمعالجة التشوهات والمشكلات التي كانت في السابق.
وأضاف (بمجهودات وحرص أبناء الشعب السوداني على وحدة وتطوير الدولة وتضافر الجهود ستمضي دولتنا لبر الأمان)، وأعرب عن أمنياته بأن تتوفق القوات المسلحة ومعاونيها في تطهير كل شبر دنسته المليشيا؛ حتى يتم التفرغ لعمليات البناء والتعمير، وزاد بالقول (بسواعدنا نبني بلدنا).
وامتدح الأزرق المجهودات التي قامت بها وزارة العدل في هذا الصدد وقال إن المبنى سيرى النور قريباً بقيادة وزارة العدل وتعاون ولاية كسلا، وأكد أن افتتاحه سيسهم في تقليل الجهد وتقصير الظل الإداري وتوفير الوقت للمستفيدين.
في السياق أوضحت وكيل وزارة العدل، مولانا هويدا على عوض الكريم، أن إقامة صرح مبنى إدارة التسجيلات التجارية بولاية كسلا من شأنه أن ينعش النشاط الاقتصادي في الولاية، وشكرت والي الولاية على الاستجابة السريعة بتخصيص قطعة أرض المبنى في موقع مميز، وثمنت دور رئيس الإدارة القانونية بالولاية على اهتمامه بكل مامن شانه ترسيخ العدالة لإنسان الولاية والبلاد كافة، وأشارت إلى أن التسجيلات التجارية والفكرية لم تعد قاصرة على بلد أو محلية إنما تطورت بواسطة المنظمة العالمية للملكية للفكرية (الوايبو) والمنظمة الإفريقية للملكية الفكرية (الأريبو) التي ترعى التسجيلات التجارية في كل أنحاء العالم من خلال نظام ومعايير مختلفة، وأوضحت أن السودان يتطلع إلى أن يكون فاعلاً في المنظومة العالمية من خلال ترتيب كل الأوضاع الداخلية، وأوصت مواطني كسلا بالعمل على استكمال كل الكيانات التجارية بما يملكون من مقدرات مالية وكفاءأت للنهوض باقتصاد الولاية، وناشدت حكومة الولاية باحكام التنسيق مع المواطنين وتطبيق قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص باعتباره من أفضل القوانين لدفع الاقتصاد وتنمية الدول.
من جهته أكد رئيس الإدارة القانونية بولاية كسلا، مولانا عبد الاله زين العابدين، اعتزامهم إحداث التطور المطلوب لمواكبة تطورات ما بعد الحرب، وقال نريد أن نعمل على إقامة دولة القانون، وأكد أن وزارة العدل وفق الدساتير التي مرت على البلاد تعتبر الجهة المعنية بسيادة حكم القانون وإقامة دولة القانون بالبلاد، وتعهد بأن تشهد الفترة المقبلة إنطلاق تشييد مقر التسجيلات التجارية وبناء برج العدل بالولاية، وأوضح أن إدارته قامت خلال الفترة الماضية بإستضافة عدد من الإدارات التابعة لوزارة العدل من بينها مجلس تنظيم مهن الإنتاج الزراعي والحيواني وإدارة معاشات المستشارين ووكلاء النيابة في السودان وغيرها من إدارات الوزارة، ووصف ما تم من عمل اليوم بأنه أحد أهم إنجازات وزارة العدل،ممتدحا الجهود التي قامت بها مديرة التسجيلات التجارية بالولاية المستشار العام الدكتورة خيرية احمد.
الى ذلك أكدت المستشار العام، رئيس التسجيلات التجارية، د. خيرية أحمد محمد، أن إدارة اتسجيلات التجارية تمثل أهم الكيانات التجارية التي تؤثر على الاقتصاد وأدت أدوار كبيرة في فترة مابعد الحرب، حيث قامت بآداء مهام المسجل العام لكل السودان وعملت على توفيق أوضاع كل شركات ولاية الخرطوم وإدخالها في الشبكة ثم ولاية الجزيرة وولاية سنار، وأوضحت أن ولاية كسلا سجلت لأول مرة في العام 2024م أكثر من (130)شركة في الولاية غير الشركات التي تم توفيق أوضاعها وانعكس إدائها على التطور التجاري الذي حدث في الولاية وفي تفعيل ايرادات إدارات الاستثمار والضرائب والزكاة ومحلية كسلا، وأضافت (أن إدارة التسجيلات عملت على إجازت أكثر من (2000) أسم عمل بولاية كسلا خلال الفترة مابين أواخر العام 2023م وحتى 2024م ولازالت تواصل في أداء أعمالها.
وشكرت د. خيرية وزارة التخطيط والبنى التحتية بحكومة الولاية على التصديق بقطعة إقامة مقر التسجيلات التجارية، وأثنت على دور الشرطة التي رفدتهم بمزيد من القوات التي تسهم على تنفيذ قانون الأعمال التجارية، وشكرت وكيل الوزارة على منحها تفويض تكميل إجراءآت الملكية الفكرية بولاية كسلا، وأوضحت أن هذه الكيانات ستسهم في استقرار العمل التجاري بالولاية بدلاً من الذهاب لولاية الخرطوم كما كان يحدث في السابق مما يؤدي لإنعاش العمل الاقتصادي والتوكيلات التجارية التي تتيح للمؤسسات من خارج البلاد أن تعمل فروع داخل السودان فيما يتعلق بالتبادل التجاري مع الشركات الأخرى، وأكدت خيرية أن إدارة التسجيلات نجحت حتى الآن في توفيق أوضاع كل الكيانات التجارية التي لجأت إليها في الولاية، وأمنت على أن مرحلة مابعد الحرب ستشهد نشاطاً اقتصادياً وتجارياً كبيراً مما يستدعي تهيئة المقر الجديد الذي تم توقيع عقد تشييده ليبدأ العمل غداً ويكتمل خلال خمسة أشهر بمساعدة القائمين على وزارة العدل وحكومة ولاية كسلا.
