مقالات

رسالة مفتوحة في بريد البروف خالد كودي صاحب سِماية ميثاق التأسيس التي دارت أحداثها في نيروبي العاصمة الكينية

برير إسماعيل:

في البدء لا بد من التأكيد على إنَّ الدغمسة السياسية و عدم تحمل د. حمدوك للمسؤولية لا يعالجان بالمزيد من الدغمسة و من عدم تسمية الأمور بمسمياتها يا بروف خالد كودي أحد مبرري قيام تحالف الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال بقيادة الحلو الإجرامي مع مليشيا الجنجويد الكيزانية الصناعة و الدقلوية القيادة و الأماراتية الدعم اللوجستي و السياسي و الديبلوماسي.

الغريب في الأمر هو أن يرفض البروف خالد كودي دغمسة د.حمدوك في الوقت الذي أجاد فيه هو نفسه الدغمسة حيث زاغ من ذكر سوءات الجنجويدي المجرم و المرتزق حليفه الجديد حميدتي كما يزوغ الثعلب و كما أنه تناسى عن قصد بأن مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو من الأجسام الكيزانية التي لازالت مسيطرة على مقاليد الأمور في السودان و تناسى بأن زعيم هذه المليشيا الإجرامية نفسه أي ( التأسيسي ) المحتال حميدتي كان نائباً للسيادي بوضع اليد أي بلا إحم و لا دستور و كان رئيساً للجنة الطواريء الإقتصادية و بلا عٍلم و لا معرفة و لا مرجعية وفي المجمل بالرغم من أن الجنجويدي المجرم حميدتي كان على كل شيء قدير في الفترة التي نقلت فيها حكومات د. حمدوك السودان إلى الرفيق الأسفل لم يتخذ هذا المجرم حميدتي أي تدابير سياسية لصالح الثورة لأنه ليس جزءً منها و لم يشن حرباً على (جيش الكيزان) الذي إكتشفه فجأة بعد إندلاع حرب 15 أبريل 2013م لتسليم المطلوبين للجنائية الدولية وهو الأمر الذي حمَّل فيه البروف خالد كودي د. حمدوك المسؤولية عندما تشوبر الأخير و تحدث من باب الونسات في خطابه الأخير المعنون ب: (نداء السودان )عن العدالة.

في هذا المقال الذي إنتقد فيه البروف خالد كودي د. حمدوك بسبب تضييعه لحقوق الثوار و الثائرات إبان توليه للسلطة بطريقة صُّورية لم يفتح الله على بروف خالد كودي بكلمة واحدة ليتحدث فيها عن جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها حليف اليوم المجرم حميدتي قبل و بعد إندلاع حرب 15 أبريل 2023م حيث كانت آخر جرائم حميدتي الجرائم التي إرتكبتها مليشيا الجنجويد في معسكر زمزم و عموماً فإن خلاصة الحديث عن العدالة في السودان تقتضي أن يتحدث البروف خالد كودي عن كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها جميع الأطراف المتحاربة بواقع مسؤولية كل طرف عن الجريمة التي إرتكبها منعاً للدغمسة السياسية.

إنَّ القضية المركزية التي تهم البروف خالد كودي في مخاطبته لدكتور حمدوك هي تجاهل الأخير المتعمد خوفاً من إشانة السمعة السياسية المنتهية أصلاً لتحالف الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال بقيادة الحلو مع مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و لو أن د. حمدوك كان قد ذكر تحالف ميثاق التأسيس الإجرامي بخير و قال للناس الموجودة في داخل البلاد و خارجها إن تحالف تأسيس لا يأتيه الباطل من بين يديه وهو كل شيء قدير لما كتب البروف خالد كودي سطرا واحدا عن سوءات د. حمدوك السياسية التي لا تُحصى و لا تُعد.

حكاية البروف خالد كودي مع تحالف ميثاق التأسيس الجنجويدي الإجرامي ذكرتني واقعة إجتماعية حقيقية حدثت في السودان و تقول الواقعة الآتي:

كان هناك مواطن سوداني يُدعى علي ود علي حسن وهو من فقراء القرية التي شهدت حدوث الواقعة الإجتماعية و قد كان ود علي حسن فقيراً معدماً و معلوم أن الفقر المدقع في السودان مرجعه إختلال موازيين العدالة في كل شيء الأمر الذي تسببه فيه النخب السياسية السودانية التي ظلت ممسكة بمقاليد السلطة في السودان منذ عام الرمادة السوداني.

لقد أنجبت زوجة علي ود حسن له طفلاً أطلق عليه إسم حسن تيمناً بوالده الأفقر منه و عمل ود حسن سماية متواضعة جدا في القرية بسبب الفقر و لكنه جلس أمام باب البيت عند المكان الذي تدخل به نساء القرية للمباركة و حضور السماية و كان الهدف من جلوسه بالقرب من الباب ليضمن مساهمة النساء المالية في هذه السماية و لكي يتأكد من أن كل النساء اللائي جئن إلى مكان السماية ساهمن ماليا كان يسألهن الواحدة تلو الأخرى مرددا مقولة مختصرة: أسمعيني يا فلانة قابلتي فاطمة و فاطمة طبعاً هي أم المولود الجديد.
حاليا البروف خالد كودي لديه سماية ميثاق التأسيس الفقيرة التي تحتاج لدعم من المقيمين في البلاد و من عابري السبيل و من سوداني الشتات و لذلك ظلَّ يسأل كل شخص يمر من أمامه عن سماية ميثاق تحالف التأسيس : أسمعني يا فلان هل قابلت ناس ميثاق تحالف التأسيس ؟! لقد قرأت قبل أيام معدودات هجوم البروف خالد كودي الكاسح على مؤتمر أيوا وهو مؤتمر نظمته قوى سياسية و مدنية سودانية مساهمة منها في الشأن الوطني السوداني و كان البروف خالد كودي يردد نفس النغمة السياسية التي ذكرها لدكتور حمدوك : سأل البروف خالد كودي القائمين على أمر مؤتمر أيوا: لماذا تجاهلتم يا ناس مؤتمر أيوا تحالف تأسيس؟ و قد ردَّ عليه الأستاذ مهدي داؤود الخليفة رداً مفصلاً و مفحماً فنَّد عبره كل الحجج الواهية التي ذكرها بروف خالد كودي صاحب سماية تحالف تأسيس التي كانت في نيروبي.

فيا بروف خالد كودي إذا لم تكن لديكم إمكانيات من جميع النواحي لإقامة سماية ميثاق التأسيس في نيروبي فلماذا الإقدام عليها من الأساس؟ أنتم في الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال بقيادة الحلو عولتم على بندقية مليشيا الجنجويد الإجرامية و على إمكانيات هذه المليشيا المادية وعلى علاقاتها الديبلوماسية مع المجرمين في الوقت الذي ضحيتُم فيه بمعظم مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة السودانية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد و لذلك يجب عليكم أن تتحملوا مسؤولية هذه السماية السياسية في نيروبي.

من المفارقات العجيبة أن الفقر الذي ظلت تواجهه سماية ميثاق التأسيس في نيروبي لا علاقة له بفقر الإمكانيات المادية لأن الفقر الذي تعاني منه سماية ميثاق تأسيس في نيروبي هو الفقر السياسي و الأخلاقي الخالي من القيم و المباديء الذي تسبب فيه الحليف الجنجويدي المجرم والمرتزق والمغتصب ولص الموارد حميدتي.

-الثورة السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد و مخطيء من راهن على هزيمة الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية و السلام و العدالة صاحبة الإرادة الجماهيرية الغلًّابة.

16 أبريل 2025م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق