في زمن غياب النعيم ودحمد.. عبدالحليم محمد نور علي.. لقمة الجعان ودرقة الرجال وملاذ الصرمان

كتب- عادل حسن:
عرف أهل السودان بان التاريخ الاسمر لبلادنا الصابرة كان تاريخا موسوما بضرعات الفراسة وقدح الضيفان وديوان السابلة والعابرة لرموز اجتماعية انطوت مع هرولة الازمان امثال النعيم ود حمد في الجزيرة والباسل بابكر ودسرار في العسيلات وكثر في مجتمعات السودان وباتت اغاني المدح ومسادير التوثيق هي الارث فقط بعد رحيلهم
ولكن في حالة نادرة مثل مطر الصحراء ظهر في زماننا المعاصر فارسا جحجاح فات الكبار والقدرو وهو العمدة الرفاعي المختوم نسب وشجرة الفارس عبدالحليم محمد نور علي في منطقة ازرق معقل اصالة الرفاعيين سلالة الدوحة النبوية
نعم في زمن تمزق الوطن وضيق اليد وصنك العيش بعد مرتزقة وزنادقة دقلو الغزاة وما جري لاهل السودان من تهجير وقتل وشظف العيش هنا ظهرت فراسة العمدة الرفاعي عبد الحليم محمد نور فكان هو درقة الرجال وسند الحال المائل ومقنع كاشفات الحراير المارقات في خلاء التهجير
نعم كان العمدة عبد الحليم ظل الهجير للمغادرين الديار من الاطفال والنساء والشيوخ وكان هو دافع المال عند الحوجة والحاجة لكل اهل المنطقة وكل السودانين كان هو صوت الحكمة وحس الثبات ونداء الفراسة لصد عدوان اوباش دقلو وكان هو صوت العقل والتخطيط لمواجهة المحنة والابتلاء كان هو الركيزة الثابتة مثل جبل احد فتكسرت عنده النصال كان زعيما وطنيا وقوميا خلف القوات المسلحة برجاله وماله وحكمته كان سند منيعا ضد العملاء والخونة وضعاف النفوس الذين باعوا اخلاقهم ومواقفهم بمقابل حفنة من المال السايب لمجرمين ال دقلو
ان العمدة عبد الحليم محمد نور فارس عرفته كل مجتمعات وقبائل السودان من خلال موقفه الشجاع كفارس عظيم الجسارة وميسور دفاق العطاء لم يبخل بماله لحظة الحوبة فكان هو معالج المريض وساند المحتاج وداعم الجياع في مرحلة قاسية من تاريخ السودان الحديث
رجل فارس مثل عمر الفاروق رجل معطاء مثل سحابات هارون الرشيد اينما هطلت ياتي خراجها للناس بلا مسمي قبيلة او تمييز جنس علي اخر
نعم بحمد الله وشكره تجاوز السودان اخطر المراحل في تاريخه الذي شهد الاغتيال والنزوح والتهجير والاجتياح واغتصاب الحراير المقنعات فقط بقيت مواقف الرجال وتضحية الرجال وفراسة الرجال وهذه الصفات العظيمة تجمعت واصبحت ملاذمة لشخصية العمدة عبدالحليم محمد نور علي في بلدة ومنطقة ازرق بالجزيرة التي قاومت وصمدت امام جحافل المرتزقة واللصوص من بلاطجة ال دقلو عندما اقتحموا ازرق والسريحة فكانت التضحيات والبسالة والفراسة من اهل ازرق والسريحة مثل تضحيات كرري وجسارة الصحابة في موقعة حنين
ان التاريخ السوداني يضيف الي مجلداته المعاصرة اعظم تضحيات الشرفاء والاشراف في منطقة ازرق والسريحة ويدون اسم العمدة الشريف عبدالحليم محمد نور كاعظم الرجال الصوارم والفراس النوارس كاضافة وضيئة لفراس السودان الحقيقين غير المزورين في التاريخ القديم الذي ورثه مرتزقة دقلو من اجدادهم عندما غزوا قديما دار صباح والبحر
اخيرا وليس اخرا فالتحيات العظيمات الي العمدة الماصل الاصيل عبد الحليم محمد نور في منطقتي ازرق والسريحة ونهديه نياشين الفراسة ودروع الرجالة وهو يتلفح بها كرمز شامخا لكل فارس قبيلة سوداني لم يبخل ولم يخون ولم يتبع ملل الغزاة المتدفقين من شتات الصحاري بلا جزور
العمدة عبد الحليم ايها الفارس الاغر سلاما لك ولكل اهلك ونسبك وحتي من جاورك
والله لو كان موقفك هذا في زمن الخلفاء الراشدين لاهدوك
فرسة بيضاء
وجارية
والف درهم
والسلام