الوفاء للمخلصين.. فكرة تكريم أهل سواكن لحاتم الجوخ

كتب- عادل حسن:
في عهد قديم وزمان مهرول من أزمان السودان الجميل عندما كان المواطنين واهل السودان يكرمون حاكم المنطقة او مسؤول المنطقة الذي يدير موقعه الحكومي الخدمي المتعلق بالجمهور بتفاني وانضبات ومساواة بين الناس دون ان يتجاوز هذا المسؤول الحاجز القانوني المنظم لعلاقة العمل مابين هذا المسؤول او الحاكم وتحديدا كان ذلك في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري
حيث كان مدير المديرية او محافظ المديرية او رئيس الوحدة العسكرية الخدمية يقوم بخدم الجمهور في يسر واريحية مع الانضباط الكامل بقوانين العمل المنظم لذلك وفي ذلك الكتير من اهل السودان يطلقون اسماء هؤلاء المسؤولين علي مواليدهم الجدد ذلك احتراما وتقديرا وتخليدا لاسم ذاك الحاكم او الضابط العظيم
فمثلا شاع اسم جعفر محمد علي بخيت علي عدد من المواليد الجدد وهو كان وزير الحكم المحلي في عهد حكومة مايو وكذلك خالد حسن عباس عندما وكان وزيرا للدفاع في حكومة مايو وابو القاسم هاشم علي سبيل المثال
وكانت ايضا تقام لهم مناسبات التكريم مكافاة لهم علي نجاحاتهم الخدمية في تقديم الخدم للمواطنين بتجرد وعفة
ولكن بعد تلك الحقبة الوضيئة التي تميزت بها حكومة مايو باخلاص وتضحيات المسؤولين من اجل خدمة المواطن للاسف لم تتكرر هذه الجماليات الوطنية وغابت طويلا عن دواوين الدولة والحكومات المتعاقبة وصارت بعدها اللعنات والغضبات من الجمهور تجاه معظم مسؤولين الدولة من المدنين والعسكرين وانتشر الترهل الاداري والواسطة الظالمة والمحاباة اللعينة ولكن من وسط كل هذا الدلاهم المظلمة انفج ضياء العميد حاتم عمر محمد علي الجوخ مدير جمارك ميناء الامير عثمان دقنة في سواكن واعاد ترتيب التاريخ الوسيم لزمان كان فيه راضون عن الحاكم والمدير والمسؤول والقائد كل الناس راضون ويحبونه ويجلونه ويحترمونه
نعم العميد حاتم يتعامل مع الجمهور باخلاق الانبياء وصبر الصحابة الاجلاء وعطاء النخيل
رجل قيل عنه انه يؤدي عمله للجمهور تحت كل الظروف انقطاع التيار الكهربائ غياب الماء رغم حرارة الطقس والنهارات الغائظة الحرور في ساحل البحر الاحمر ويقدم النصح ويضع الحلول للاشكاليات التي تعطل سير دولاب العمل وهو يحضر مبكرا وينصرف متاخرا ويقدم الخدمة للمواطنين حتي وهو داخل سيارته المتواضعة عند اخر اليوم والعودة لاسرته ولا يعطرد احد ولا يصد احد ثم يغادر بسيارته المتواضعة البسيطة التي تتبع لشرطة الجمارك
فالعمبد حاتم الجوخ رجل تقي وزاهد ومتواضع ولذلك احبه كل اهل السودان العائدين والعابرين بميناء سواكن واحبوه ايضا اهل سواكن فردا فردا لانه اخلص في عمله لانه اتقن عمله لانه عدل في عمله لانه ساوا بين الجميع تحت مظلة قانون الجمارك بدون غلظة او تجبر
نعم نجح العميد حاتم الجوخ في ادارة ملف الجمارك دون الذين سبقوه بالجلوس علي كرسي الجمارك الذي يشبه الجلوس علي كرسي خلع الضرس
حاتم الجوخ نجح لانه لم يتعامل علي طريق التخدير للمواطن وايضا لم يستخدم الجرعة الزايدة لاحباط المواطنين
كان رجلا سلسا في غير لين ومنضبتا في غير فظاظة
فالعميد حاتم الجوخ عرف كيف يدرس نفسيات واطباع المواطنين وبساطتهم مما سهل انسياب دولاب العمل الجمركي في هيئة جمارك او شرطة جمارك ميناء سواكن دون تعقيدات وهذا هو سر الخيط السحري الذي ربط ما بين العميد الجوخ والجمهور
فالرجل لم يكسر قانون الجمارك ولم بجعله مرفوضا من المتلقين للخدمة الجمركية اي علي طريقة الصادق ودامنة ود الحلال الذي قال
قصبة مدارك السيل
انا وهي في ونسة وضك
لما انقسم الليل
لا بخلت عليا
لا جادت بلحيل
نعم العميد الجوخ لم يغضب الجمهور ولم بخالف قانون العمل
فكانت هذه الحصافة والحكمة التي جعلت عرب سواكن وشيوخ عرب سواكن وعمد سواكن والقادمون الي سواكن يطرحون فكرة تكريم العميد حاتم الجوخ تكريم اجتماعي وشعبي بعيدا عن وظيفته او مركزه كرجل عظيم بحترم الناس واهل سواكن صغار وكبار
وفي ذلك هذا التكريم يكون من خصال اهل الشرق الشرفاء الكرماء واهل سواكن العظماء الذين يحترمون كل من عاش بينه ومن عمل في خدمتهم ومن أتى إليهم.