
علي أحمد عباس:
أفادت الأنباء من خلال فديوهات سجلت بالقرب من مستشفى الخرطوم أظهرت أن بعض قوات الدعم السريع اقتحمت مبنى مستشفى الذرة للإستيلاء على ما ظنوه نحاس موجود في أجهزة خاصة تستخدم في العلاج وهي في الحقيقة مواد مشعة تستخدم في علاج الأورام وقد دمروا الأجهزة مما أدى إلى تسرب المواد المشعة بتركيز عال جدا الوضع الذي أدى إلى وفاتهم على الفور. وتكمن خطورة الأمر أن الإشعاع الذي تسرب من الأجهزة المدمرة لا يزال منتشرا في محيط مستشفى الذرة الشئ الذي بات يشكل خطورة على كل من يمر بوسط الخرطوم.
ولقد أشارت التقارير إلى وفاة عدد من الجنود الذين دخلوا مستشفى الذرة لتصوير الحدث بعد انسحاب الدعم السريع.
إزاء هذا الوضع الخطير لا بد للمواطنين الحذر من الذهاب إلى وسط الخرطوم خاصة في محيط مستشفى الخرطوم ومستشفى الذرة وما حولهما لحين تحديد مدى انتشار الإشعاع بواسطة الجهات المختصة.
إن هذا الحادث الخطير يؤكد ما أشرنا إليه في مقال سابق حول خطورة دعوة المواطنين بالداخل والمهاجرين للعودة إلى الديار قبل أن تتم جملة من الإجراءات الاحترازية التي تدرأ المخاطر الأمنية والبيئية والصحية من المواطنين العائدين. لكن بكل أسف لم يحدث ذلك قط وبدلا منه شرعت السلطات الرسمية وغيرها من الجهات الشعبية في الترويج للعودة بعد أن صوروا للناس بكافة الوسائل أن الوضع آمن ومهيأ للعودة، لذلك وبرغم إيماننا التام بضرورة وحتمية العودة إلى حضن الوطن إلا أن الدعوة للعودة دونما تهيئة الأسباب بمثابة دفع الناس إلى التهلكة والعياذ بالله.