مقالات

من يجيب على أسئلة الشعوب الأفريقية؟

بقلم/ ابراهام إسحق بيين:

ما لم تخرج الحكومات والسياسيين الأفارقة من دستور المستعمر لن يجدوا حلولا ناجزة لمشاكل الشعوب الأفريقية، فالسياسيون هم من كان يعمل مع المستعمر على تغييب الشعوب لفائدة المستعمر  وقتل الثقافات الأفريقية وإدخال ثقافة المستعمر وسرقة ونهب ثروات بلادهم.

الاستعمار الأوروبي أراد بناء دستور يخفي مصالحه وسط تفاصيل هذا  الدستور الحاكم في البلد الذي يستعمره لخدمة مصالحه ويدعي أن الدستور الحاكم يحقق الحرية والديمقراطية كنظام صالح للحكم المدني وهو ليس كذلك كما
يدعي بل هو استعمار كامل بالوكالة مع ورثة المستعمر من نخب سياسية وعملاء لسرقة ثروات الشعوب.
والشاهد على ذلك ما حصل في غرب أفريقيا في الكونغو وبوركينا فاسو وفي شرق أفريقيا حيث وُعدت إثيوبيا بسلطة على بعض سواحل البحر الأحمر وأدخل إثيوبيا في حرب طويلة مع إريتريا والصومال وكينيا والسودان وأدخل منطقة القرن الإفريقي في صراع لم يحقق له أي مصالح .

حاليا كل الحكومات الأفريقية ترفع شعار الحرية الزائف للتشبث بالكرسي.

على الحكومات الأفريقية هدم كل ما بناه الاستعمار من حرية زائفة واستقلال كذوب
وأن تكتب الدساتير التي تتضمن تطلعات الشعوب الأفريقية في الحرية والعيش الكريم والعدل والمساواة في السلطة والثروة والعيش الكريم وتضع الدساتير ضد تطلعات المستعمر في نهبّ الثروات بالوكالة.
وعلى الأجيال الجديدة عدم الانسياق وراء القبلية والجهوية وإدخال الدين في السياسة، والوعي  الصراع على السلطة سيؤدي لتمكين المستعمر من السلطة بالأجندة الخارجية كما في غرب أفريقيا وشرق أفريقيا كما حدث مع السودان نموذجا .

الجزء الجنوبي الغربي من القارة الأفريقية به بعض السياسيين العملاء الذين يخدمون أجندة المستعمر حتى الآن، والشمال الأفريقي رغم تمسكه باللغة العربية والدين الإسلامي أيضابعض ساسته يخدمون أجندة المستعمر والعمالة الخارجية للأسف.
كل هذه الأسباب أدت إلى هجرة الشباب من أفريقيا إلى أوروبا رغم الصعوبات والمخاطر وهذا أيضا استعمار جديد بغسل أدمغة الشباب وتصوير أن الغرب هو الملجأ الوحيد وجنة الفردوس رغم مايحف ذلك من مكاره يتعرض لها الشاب الأفريقي.

على السياسيين والرؤساء الأفارقة أن ينتبهوا لهذا ويحفظوا ثروة أفريقيا المتمثلة في الشباب، وكذلك على الأحزاب السياسية أن تجيب على هذا السؤال: لماذا لم تحقق هذه الأحزاب مطالب الشعوب الأفريقية منذ ما يقارب المئة عام؟

والإجابة معلومة لدينا : هذه الأحزاب لم تحقق شيئا يذكر بل جلبت إلى الشعوب الأفريقية الموت والحروب والنزوح والدمار في سبيل إرضاء الغرب والمستعمر وتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
لا بد أن تراجع هذه الأحزاب مشاربعها ومشروعاتها الوطنية لخدمة الشعوب وتطويرها فيما يخدم الأمة الأفريقية.

أورث المستعمر القارة الأفريقية، الرجعية ومكن الإدارات الأهلية من مقاليد الحكم في بعض البلدان الأفريقية لخدمة أجندة وهزيمة مشاريع التحرر الأفريقي.

وعلي الأجيال الجديدة أن تكون واعية وتتبنى
مشروعا وطنيا يحقق ما فشل في أسلافها ويمكن تلخيص ملامح هذا المشروع في الآتي:

1/ أن تخلع الأجيال الجديدة عباءة الدين  والتطرف
2/ عدم الانحياز للقبيلة
3/ الاتجاه للتعليم ونبذ العنصرية والجهوية
وأن تتمسك بموارد شعوبها الأفريقية وهي تمثل 60‎%‎ من موارد العالم، وأن توظف كل هذه الموارد في نهضة الشعوب الأفريقية تطوير وتنمية المجتمعات المحلية والقدرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وتواكب التطورات العلمية والعسكرية لحماية الأمن القومي الأفريقي.

وعلى الأجيال الجديدة أن تفكر في اليوم
وأن تتناسي مرارات الماضي وأن تعمل على العدالة الانتقالية لكي لا تتكرر جرائم الماضي،
وعلي الأجيال الجديدة أن تنبي الوطنية في النشء ومنع تدخل القوى الخارجية التي لاتخدم مصالح الشعوب الأفريقية، وأن تعمل علي بناء سلطة الشعب وأن تكون الشعوب هي المرجعية في القرارات المصيرية التي تقوم بها الدول
وأن يُقطع الطريق أمام عملاء الخارج.
وكل هذه الأفكار تصب في الوحدة والوطنية وسلام الشعوب واستقلالها الحقيقي.

التجربة الأفريقية بعد خروج المستعمر من أفريقيا -وإن كان هذا الخروج شكليا- منذ ما يقارب القرن من الزمان، هذه التجربة إذا لم نتعلم منها سنظل غارقين في دوامة الحرب والدمار والفقر والجوع والجهل وندفع ثمنا غاليا ونهجر شعوبنا ونحكم على شبابنا بالإعدام وبالموت غرقا في المحيطات طلبا للنجاة المزعومة في جنة  أوروبا الوهمية.
من هنا أطالب السياسيين ببناء جيل جديد بفكر تحرري يحقق مطالب الشعوب الأفريقية.
وعلينا نحن كقدامى المناضلين أن نساعد الجيل الجديد أن يتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها نحن وأن يستفيد من تجاربنا وعدم تجريمنا.

في خلال القرن الماضي فقد الشعب الأفريقي  مئات الألاف من الأرواح في سبيل تحقيق التحرر الوطني وفي سبيل الحرية والعيش الكريم وعلينا لا نساعد الغرب في تفريغ القارة من شبابها.
ولنا لقاء في مقال قادم.. أيها الشعب الأفريقي .

ابراهام إسحق بيين
(قودايف)
أسمرا
أبريل ٢٠٢٥م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق