أسياس أفورقي.. هل هو آخر القادة الثوريين في القارة الأفريقية؟

أبراهام إسحاق بيين:
كما وعدناكم في المقال السابق بمواصلة الكتابة
عبر صحيفة (الساقية برس) الإلكترونية، ها نحن نعود ونكتب الآن عن ثورات الشعوب الأفريقية، ونقول في المبتدأ إن الرأي الثوري لايقبل القسمة على إثنين ومن يتفق مع هذا هو الثوري الحقيقي ومن يختلف معه يكون في معسكر الضد.
الأحزاب السياسية والحكومات تجربة بشرية قد تنجح وقد تفشل ولكن الشعوب والدول باقية للأبد، وأصحاب المناصب السياسية يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعوب بعد الوصول إلى كرسي السلطة.
خلال الخمسين سنة الماضية قتلت السلطات الإثيوبية الآلاف من الشباب والنساء والأطفال الإريتريين ودمرت مدينة أسمرا في حكم منقستو هالي مريام، وايضاً ماحدث في أسمرا في العام 1975 تكرر الآن في الخرطوم قتل الشباب والنساء والأطفال ونهب ممتلكات الدولة وممتلكات المواطنين وشرد وهجر الشعب السوداني .

على الرغم من أن شعب السودان استقبل جميع حركات التحرر الأفريقي بكل شجاعة وكرم وحسن ضيافة واستقبال، ما حصل للشعب السوداني لا يستحقه ولكن هي العمالة والحروب بالوكالة للأجنبي.
إذا كانت القوى السياسية السودانية متمسكة بالنهج الثوري في التغيير لصالح الشعب السوان لما حدث ما حدث في 15 أبريل.
وللأسف بعض القوي السياسية سقطت في أجندة الخارج التي تخدم مصالح الداعم الخارجي والتاريخ لا يرحم تلك القوي التي ارتهنت للخارج.
في القارة الأفريقية الشعوب متعطشة للحرية والعدالة والتنمية في ظل الظروف الصعبة
أما القوى السياسية حينما تصل للسلطة تخضع للأجندة الخارجية من أجل تحقيق مصالحها الضيقة ومن أجل الكرسي.
على الأحزاب السياسية مراجعة مشاريعها القديمة التي تخدم أجندة الخارج بمشاريع وطنية تخرج من الشعوب الأفريقية وإلا سوف تهذب الي مزبلة التاريخ
الآن تغيرت الشعوب الأفريقية من خلال ثورة الوسائط متمثلة في مواقع التواصل الإجتماعي وكسبت الشعوب الأفريقية الوعي التام بحقوقها وأصبحت قادرة على أن تنتزع السلطة من الدكتاتوريات كما حدث في السودان (ثورة ديسمبر المجيدة) نموذجا.

أنتجت أفريقيا مناضلين وثوريين حقيقيين قادوا ثورات التحرر، ولو لا أن دفعت قيادات التحرر الأفريقي ثمنا غاليا ما كان لنا أن نصل إلى هذا الوعي الثوري الذي نحن فيه اليوم، وعلينا الاستمرار في النهج الثوري لمواصلة انتزاع الحقوق في أفريقيا ومحاربة النخبة الفاسدة خدام الأوروبيين.
في القرن الحادي والعشرون يوجد في كل أسرة متعلم ضد العمالة وخيانة الأوطان، من هذا المنطلق على القوى السياسية صاحبة الأجندة الخارجية أن تكف عن العمالة والارتزاق وأن تسلك الطريق الثوري القويم، وإذا لم تفعل ذلك فشعلة الشعب الأفريقي الحر التواقة إلى الحرية والكرامة سوف تحرقها .
في هذه الفترة في أفريقيا تتشظى الأحزاب السياسية إلى عشرات بل مئات الأحزاب ليس ذلك من أجل مصلحة الشعوب وإنما لقسمة (المنهوب)، هذه الأحزاب تمول أنشطتها من المنظمات الغربية والحكومات العربية المشبوهة
ولكن إذا أنتجت الأحزاب مشاريع وطنية تحررية تخدم الشعوب الأفريقية لكان خيرا لها ولكانت الآن تتلف حولها الشعوب وتساندها في عمل دساتير وطنية تجلب السلام والوحدة والتعايش السلمي وتحقق أهدافها التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في القارة.

الدول التي تعمل بالوكالة للمستعمر في القارة الأفريقية تسرق سلام الشعب الأفريقي للصالح المستعمر الأوروبي ، ونقول لهم (فات الأوان) خاصة بعد وعي الشعوب الأفريقية التواقة للوحدة والحرية والسلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، فالشعب الأفريقي شعب متمرد على الاستعمار وتواق لصوت الثورة بطبيعته .
نعود ونقول الاستقلال في أفريقيا كان شكليا ليس حقيقيا كما تدعون وأورث وكلاءه من نخب السياسية والإدارات الأهلية السلطة في جميع الدول الأفريقية لخدمة أجندته، لأن الحل كان تفاوضيا وليس حلا جذريا ثوريا يهدم القديم ويقيم الجديد على انقاض القديم، وهذا الحل الثوري الجذري هو الذي يحقق السلام والحقوق والعدالة الاجتماعية والإنسانية في أفريقيا ولا يترك مجالا لقوى الاستعمار لإعادة إنتاج نفسها بالنخب السياسية الفاشلة التي تختار أقصر الطرق لتحقيق مكاسبها كما فعلت وتفعل بعض القوى السياسية السودانية مع دولة الإمارات، كما تفعل الآن في السودان عبر وكلاها من بعض النخب السياسية الفاسدة.
بعد خروج الاستعمار الأوروبي من أفريقيا غرس المستعمر قنابل موقوتة تتمثل في 1/العنصريّة
2/القبلية 3/ التطرف الديني، واستغل المستعمر هذه القنابل في تفشي الجهل والأمية والتناحر
العنصري القبلي الديني وترك الشعوب الأفريقية تغرق في هذه الصراعات لتسهيل السيطرة عليها
ونهب ثرواتها.
دولة الإمارات تأسست في ديسمبر 1971
والآن تقود حربا بالوكالة في أفريقيا ضد بلد
له حضارة ضاربة الجذور تفوق سبعة آلاف سنة،
السودان الذي ساهم في نهضة الإمارات منذ تأسيسها في 1971 له برنامح اسمه (دكان ود البصير) في الإذاعة السودانية وأيضا أغنية (القمر بوبا) لفنان أفريقيا محمد وردي أكبر من دولة الإمارات بخمسة وعشرين عاما، ولو لا بعض النخب السياسية الفاسدة لما استطاعت الإمارات التدخل في الشأن الأفريقي و الشأن السوداني وشن حرب على شعبه الطيب.
الدول الغربية منذ سبعين سنة، نفذت عمليات اغتيال وسط المناضلين الثوريين الأفارقة وقامت بسجن بعضهم وفرضت الهيمنة على الحكومات الأفريقية وتفرض التنحي على بعض الروساء الأفارقة وفي حالة لم يستجب الرئيس لمطالبها
تجبره على التنحي أو تقوم بالانقلاب عليه عبر أذرعها في الدولة المعنية، وهاهي الإمارات تستخدم الجهلاء والعملاء السياسيين في القرن الأفريقي وترتكب المجازر في حق شعوب القرن الأفريقي عبر المرتزقة.

ومن نماذج المناضلين الثوريين الأفارقة الذين دفعوا عمرهم في السجون من أجل تحقيق الحرية لشعوبهم:
1/ المناضل نلسون مانديلا، قضى بالسجن مدة 27 سنة من عمره من أجل العدالة والسلام والحرية والوحدة والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الجنوب أفريقي وضد التفرقة العنصرية.
2/ المناضل توماس سنكارا رئس بوركينا فاسو بعد توليه الحكم في الزمن القليل عمل على بناء ديمقراطية وعدالة ومساواة واهتم بحقوق المرأة وقاد تنمية حقيقية لصالح الشعب البوركيني، سرعان ما اكتشف الغرب توجه سنكارا الوطني
ورعاية مصالح شعبه فقام باغتياله، وتعيين الشخص الذي يخدم مصالحه، وبالفعل مكث ما يقارب ثلاثين عاما في خدمة المستعمر الغربي وأشعل الحروب في بعض الدول مثل الكنغو وبسببها تم نهب الثروات من ذهب وماس الخ .
3 / دكتور جون قرنق ديمابيور ،، حينما أراد دكتور جون قرن السلام والوحدة للشعب السوداني، تمت تصفيته بعد شهر من تصريحه بالوحدة والسلام. والسوال الذي لم أجد له إجابة: لماذا قتل جون قرنق ؟.

4/ المناضل أسياس أفورقي،، هذا المناضل الثوري الذي دفع عمره من أجل الوطن والشعب الإريتري.
أفورقي ثوري أمين وطني صادق مع الثوار ومع الثورة وكان أمينا مع شهداء الثورة الإريترية ولم يخن العهد معهم نال احترام شعبه وجميع الشعوب الأفريقية الثورية التواقة للحرية والعدالة والسلام.
وكما قال أسياس: إن الأطفال الإريتريين تحت الخمسة أعوام هم الإريتريين لأنهم لم يختلطوا بفكر المستعمر ونهلوا من مشروع التحرر الوطني (الثورة الإريترية) وهنا أيضا يبرز سؤال : هل هو آخر المناضلين الثوريين في القارة الأفريقية؟
أبراهام إسحاق بيين
(قودايف)
أسمرا
٢ مايو 2025



