الدامر.. مدينة تموت من العطش
السيد والي ولاية نهر النيل بيدي التقدير والاحترام أرفع لكم هذا الطلب

بقلم/ محمد على حامد الراو:
الدامر مدينتي الجميلة مسقط رأسي أحبها كثيرا مدينة تقع وسط جزيرة تحيط بها المياه من كل الجهات ولأكون أكثر دقة فهي شبه جزيرة تحيط بها المياه العذبة من ثلاثة اتجاهات، فمن الناحية الغربية ترقد على يمين النيل النيل الخالد الذي يلفها في شكل منحى طويل من المقرن إلى وادي المكابراب، كما قال الشاعر الجميل الهادي آدم عن قريته الهلالية:
لفت يد النيل خصرا منك فارتعشت امواجه في هيام فهو صفاق ومن الشمال ينساب الاتبراوي بزجله الصارخ ويخط في جنوبها وادي المكابراب الخصيب وإن شئت قلت وصدقت من الشرق قناة الأمن الغذائي الدامر وقنوات مشروع المناصير الجديدة، فالمياه العذبة تحدق بهذه الدرة الجميلة من كل اتجاه ولكن بكل أسف هي كما قالت العرب قديما: كالعِيسِ في البيداءِ يقتُلُها الظمأ والمال فوق ظهورها محمول
مدينة تموت من العطش وبها أمهر واخلص المهندسين والملاحظين والعمال في مجال المياه
يقودهم ابننا المهندس أسامة فرج الله وأركان حربه من المهندسين والملاحظين والعمال
َونشهد انهم يقومون بمجهودات فوق المطلوب ليل نهار ولكنهم كما يقول المثل: العين بصيرة واللايد قصيرة والمشكلة من إسها وأساسها ترجع لعام 1969حيث كانت هذه المدينة مدينة إدارية صغيرة جدا تبدأ شرقا من قشلاق الشرطة وغربا بالنيل وشمالا بخور الفوركيت وجنوبا بمربع 8 ومشارف حي الشعديناب الشمالية الحي القديم درو فقط، وكانت بيوتنا الحالية مراعي يكثر بها السلم والطندب والارنب البري فاسست الشبكة لهذه الرقعة الصغيرة فقط بطريقة بدائية انابيبب الاسبستوس.
وفجأة انفتحت المدينة بحمد الله افقيا في سرعة عظيمة لتضم الدامر الكبرى من المقرن شمالا إلى وادي المكابراب جنوبا ومن النيل غربا إلى
مربعات التي فاقت اليومر الستين مربعا وعمران وعمارات وأبراج ووزارات و مشافي وجامعات ومدن طلابية وأسواق ومنطقة صناعية أكبر منطقة بالولاية.
ومع بداية التمرد وحرب الكرامة فتحت الدامر حضنها لآلاف الأسر الوافدة من الخرطوم والجزيرة وشرق النيل وسنار والنيل الأزرق فزاد الضغط على طلب الماء والشبكة هي نفس الشبكة مع إضافات بدائية ولتيق ورقيع ربما أضر أكثر مما نفع.
وعندما أقيمت المحطة الإيرانية الحديثة بالعكد لم تصاحبها شبكة بالمدينة في مستواها فأصبحت المحطة قلب بدون شرايين ولا اوردة ولا حتى شعيرات وأقيمت ابيار جوفية أحسن عدمها فكثر الحمل على المحطة القديمة وتعطلت طلمبة القاضي وهي تضخ ضخ مباشر من النيل Direct pumping from the Nile
مع انه ملان طمي وطين، لكنه عندنا أطيب من الآبار الجوفية المالحة الملوثة، لأنه بكل أسف فإن الخزان الجوفي اليوم
مهدد بتلوث الصرف الصحي بالسايفونات التي تصل إلى الحوض الجوفي.
اليوم سيدي الوالي نحمد الله وبفضل الله ثم من بعده بقواتنا المسلحة الباسلة وكل القوات المساندة ومتابعاتكم لها بتنا ننعم بحمد الله بتيار كهربائي مستقر نسبيا تحرسه الحماية الالاهية و القوات المسلحة ومعلوم أن الماء هو سر الحياة وشريانها ويمكن للإنسان أن يعيش ويتعايش بدون كهرباء
وبدون اكل لأيام
لكنه لا غنىً له عن الماء قال تعالي:
(وجعلنا من الماء كل شيئ حيا)
الآن الآن
تعيش معظم أحياء عاصمة الولاية مدينة الدامر في ازمة ماء بانعدام الماء، تماما والبعض (سرسار) وبعضها لا يعرف الماء الا بعد منتصف الليل وبالسحاب كما قال المتنبي
وزائرتي كان بها حياء فليست تزور الا في الظلام.
اليوم عادت إلى شوارع المدينة الجميلة البراميل التي تجرها الحمير والأبار السطحية في البيوت
لأن الماء هو الحياة
ونحن نعلم أن أقوى توجيهات السيد رئيس مجلس السيادة
القائد العام للقوات المسلحة سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان
لكل السادة الولاة هي الاهتمام بقضايا الناس في معاشهم وأمنهم وشربهم وصحتهم
فالماء نعمة امتن الله بها على عبادة
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى
(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
أن من أعظم النعم التي سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة نعمة الماء البارد
سعادة السيد الوالي:
إن دعمكم لشبكة مياه الدامر بالمعينات المطلوبة فنيا هو دعم لكل بيت لكل اسرة لكل كبد رطب فيه حياة دعم لاستمرار الإنتاج والعمل والاستقرار النفسي
نأمل أن لا يتاخر ذلك
فالعطش لاينتظركم