حكاوي من مجتمعات البادية.. الصادق ودآمنة مجهول النسل ورباعية وزنين

كتب/ عادل حسن:
بعيدا عن عكر السياسة ومحرقة الحياة ندلف لشكل ثقافي واجتماعي من حكايات مجتمعات البادية وتعايش اهل البادية مع حياتهم بلا موانع وبدون حواجز تكفهم عن الحرج في وصف الاشياء ومسمياتها لدرجة تصنيف الناس
وهنا نسرد حكاية الصادق ود امنة الشهير بالصادق ودالحلال رغم ان الصادق ودامنة هذا ولد وحضر للحياة نتيجة لثمرة الخطيئة يعني بدون اب شرعي
وكانت امه جارية جميلة تصنع الخمور البلدية لعرب البادية ويتجمعون في منزلها عادة وهي تغني لهم بصوتها الحنون في ليالي البادية القمرية
نعم في كنف والدته امنة وهذا المناخ الاجتماعي عاش الصادق ود الحلال حتي صار رجلا وهو مجهول النسب من ناحية الاب ولكنه كان خدوما واجتماعيا مما اكسبه بعض قبول اعراب البادية وكان الصادق ودالحلال علي طول فارع وبشرة داكنة السواد ويمتلك ناصية الشعر والبلاغة في نظم الرباعيات ومجارات اعراب البادية مما سبب له حرج التشهير من عرب البادية بحساب انه ابن جارية سوداء كيف له بثقافة اهل المسادير من عربان البادية
الذين تباروا وتجادعوا بالمسادير البليغة في احدي جميلات البادية واسمها
وزنين
وزنين هذه جارية حسناء صاعقة الجمال وتسكن في منزل معزول عند اطراف خيام البادية وكل عزاز عرب البادية وسادة القبائل يتوددون الي وزنين الجميلة ويقدمون لها الهدايا من ابكار الابل وجدعان الابقار ولكنها لم تميل لاحدهم وظلت وزنين علي هذا التمنع والصدود
وهنا تباري شعراء البادية في مدحها ووصفها وكان الصادق ود الحلال يستمع للمسادير دون ان يقول له احد
شن قولك
ولكن عندما توقف اهل المسادر
قال لهم الصادق ودامنة اسمعوا قولي
انا وقصبة مدارك السيل
في ونسة وضح
لامن انقسم الليل
لا بخلت علي
لا جادت بالحيل
وهنا عم مجلس الاعراب الصمت
فقال لهم عمدة المجلس
علي الطلاق العبد غلبنا تب
وهنا ضحك الصادق ود امنة بصوت مرتفع معلقا بدون حرج اه الليلة انا سيدكم بحساب بان من يفوز في مجالس المسادير يصفونه بسيد المجلس
ولكن عمدة المجلس عبد الله الشليق قال للصادق ودالحلال
والله انت الليلة سيدنا لكن اعرف
ما كل البلمع دهب
ويستمر سمر البادية ومجالسها الليلية المقمرة وفي ملم جامع لعرب البادية في منزل امنة والدة الصادق بينما هي تسرع في تجهيز جرادل البوقنية والعسلية اناخ احد الاعراب بعيره بعيدا وجلس مع قومه وقال لهم
عندي خبرا كعب
هناك سافل من فريق وزنين شيخ حلة فوق مات والعكليب ضارب
فقالت له الجارية امنة والدة الصادق
يا شيخ العرب
صنقر وشيل قرعتك واعطن فيها شنبك والنحدثك انا
لو مات فكي
شن لينا في
ولو مات مراسي
فراقو علينا قاسي
وفي المرة القادمة نكب عن ثقافة الانداية و ابناء تربية الانداية



