صحة وبيئةمقالات

دور وزارة البيئة والاستدامة في تعزيز الدبلوماسية التنموية

د.أسامة سيدأحمد حسين:

تمثل وزارة البيئة والاستدامة في السودان حلقة وصل حيوية بين السياسات المحلية والأجندات الدولية للتنمية المستدامة، حيث يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الدبلوماسية التنموية عبر الآليات التالية:
1. تعزيز الشراكات الدولية:
الانضمام إلى الاتفاقيات البيئية العالمية مثل:
– اتفاقية باريس للمناخ (لتأمين تمويل مشاريع التكيف مع التغير المناخي).
– اتفاقية التنوع البيولوجي (لحماية المحميات الطبيعية وجذب الدعم الفني).
– اتفاقية بازل لمنع انتقال النفايات بين الدول.
– اتفاقية مينماتا للحد ثم المنع لاستخدام الزئبق في التعدين والصناعات.
– اتفاقية استوكهولوم للملوثات العضوية الثابتة.

– مبادرات إقليمية مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر (بالتعاون مع السعودية).
جذب التمويل الأخضر عبر:
– صندوق المناخ الأخضر (GCF) لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.
– البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لدعم مشاريع التكيف البيئي.
2. تعزيز التعاون الإقليمي:
مشاريع مشتركة مع دول الجوار مثل:
– إدارة الموارد المائية مع مصر وإثيوبيا (حوض النيل).
– حماية البحر الأحمر مع السعودية ومصر (مكافحة التلوث البحري).
– مشاريع الطاقة الشمسية مع دول الخليج.

إنشاء منصات للحوار البيئي مثل:
– منتدى السودان للاستثمار الأخضر (بمشاركة مستثمرين عرب ودوليين).
– مؤتمرات دولية حول التصحر وإدارة الموارد المائية.
3. تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية الخضراء:
– التسويق للفرص الاستثمارية في:
– الطاقة المتجددة (مشاريع طاقة شمسية ورياح).
– السياحة البيئية (تطوير المحميات مثل الدندر وسنقنيب).
– الزراعة المستدامة (مشاريع الري الذكي).

– إبرام اتفاقيات شراكة مع:
– القطاع الخاص الدولي (شركات الطاقة النظيفة مثل “أكوا باور”).
– منظمات المجتمع المدني (مثل WWF للحفاظ على التنوع البيولوجي).
4. تعزيز السياسات المحلية الداعمة للدبلوماسية التنموية:
✔ إصدار تشريعات محفزة مثل:
– قوانين الاستثمار الأخضر (إعفاءات ضريبية للمشاريع الصديقة للبيئة).
– معايير بيئية ملزمة للشركات العاملة في السودان.

إنشاء وحدات تنسيقية مثل:
– اللجنة الوطنية للتمويل المناخي (لتنسيق التمويل الدولي).
– مرصد وطني للتنمية المستدامة (لمتابعة التقدم في أهداف SDGs).
5. التحديات والحلول:
*ضعف التمويل المحلي*: يمكن التغلب عليه من خلال التعاون مع المنظمات الدولية لسد الفجوة التمويلية.
*قلة الوعي المجتمعي* : ويمكن الحل بإطلاق حملات توعوية بالشراكة مع الإعلام والمؤسسات التعليمية.
*البيروقراطية الحكومية* :ويمكن تفتيتها تدريحيا بتبسيط إجراءات الموافقة على المشاريع الخضراء.
6. خاتمة: رؤية مستقبلية:
يمكن لوزارة البيئة والاستدامة السودانية أن تكون رافدًا أساسيًا للدبلوماسية التنموية عبر:
1. تحويل التحديات البيئية إلى فرص استثمارية(مثل مشاريع الطاقة الشمسية في المناطق النائية).
2. تعزيز مكانة السودان كشريك رئيسي في الأجندة الخضراء الإقليمية.
3. جعل البيئة جزءًا من السياسة الخارجية السودانية لضمان تدفق الدعم الدولي.
خطوة مقترحة:
– إعداد استراتيجية وطنية للدبلوماسية الخضراء بالتنسيق بين وزارات (الخارجية، المالية، البيئة).
– إطلاق منصة إلكترونية لعرض الفرص الاستثمارية الخضراء أمام المستثمرين الدوليين.
بذلك تصبح الوزارة نواة للتنمية المستدامة وتعزز مكانة السودان في المحافل الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى