منوعات وفنون

سياحة في قصيدة

الرشيد طه الأفندي:

كلمات مترعه بالحنين والشجون خطها قلم دكتور محمد بروي وتغنى بها في لحن حنين جدا شقيقه المبدع الراحل عيسى بروي.
القصيدة تدور حول سؤال من أحدهم أو خاطرة، الله أعلم، سؤال للشاعر وين ماشي؟؟ ويجيب الشاعر وكأنه ينتظر هذا السؤال لإفراغ مشاعره المكبوتة وحنينه الجارف إلى دياره والشعراء بطبعهم يحملون جينات الحنين واللهفة والشوق والأحاسيس المرهفة وينتظرون الفرص واللحظات بل يتحينون اللحظة لنثر الإبداع كلمات وغناء إلى جمهور المستمعين ونرى هنا كيف استغل شاعرنا الفرصة على سؤال أكثر من عادي وين ماشي؟ ليجيب عليه:
إلى مكان نفسي مكان الخير كلو غاشي
مكان فارقت أنفاسي
مكان زولي ومكان ناسي
أنظر كل هذا الشوق والحنين والمشاعر الدفاقة ولعل الغربة عن الديار والأهل جعلته يتدفق ويفرغ كل هذا الجمال والحنان ويجمع الخير كله في مكان فارق أنفاسه وهو يشعر بالكتمة بعيدا عن كل شيء جميل وليس (كتم) أنفاسه فقط بل مكان (زولو وشلته ومكان ناسو) الذين يفهمونه ويفهمهم ويجد راحته معهم .

هناك في دياره ومراتع صباه وذكرياته حديث مترع بالمشاعر الإنسانية والشوق والحنين الجارف وكثير جدا من الشوق والحنين والمشاعر الدفاقة.
اعتقد أن الشاعر الحبيب محمد بروي أفرغ كل ما في نفسه وارتاح وهو يردد مع المتنبي:

أنامُ ملءَ جفوني عن شواردها ويسهرُ الخلقُ جَرّاها ويختصمُ”

الحديث عن هذه القصيدة الرائعة ذو شجون وسهر وأرق الآن مع هذه الكلمات الرائعة روعة صاحبها دكتور محمد بروي التحية له أينما كان:
أنا قتلو وين ماشي
قال لي لمكان نفسي
مكان الخير كلو غاشي

مكان فارقت أنفاسي
مكان زولي ومكان ناسي
مكان تاج عزة فوق راسي
ومكان الريدة نبراسي
مكان لا قلنا لا قالوا ولا هماز ولا واشي

مكان يرجع لي إحساسي
حواس الناس من حواسي
مكان أنا فيهو رواسي
في بحر الحب والمراسي

ومكان عصفور ريد وقلبي ينقر فيهو ديناشي
ومكان معدومة المآسي
ترن للفرحة أجراسي
مكان الهم ليهو ناسي
ومكان نومي مكان نعاسي
وهوى المحبوب لي هوايا وحنانو غتايا وفراشي

مكان الطيبة الأساسي
ومكان الكرم الوراثي
مكان حنية وحناسي
مكان حريتي وخلاصي
مكان الدنيا تضحك لي وأحس إنو الزمن ماشي.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى