أخبار وتقاريرمنوعات وفنون

الموت يغيب الشاعر والفنان النوبي مكي علي إدريس

غيب الموت الفنان والشاعر والملحن النوبي المعروف الأستاذ مكي علي إدريس، بمستشفى الشرطة بدنقلا بالولاية الشمالية، شاعر الأغنية النوبية الشهيرة (عديلة وووو ولو اورين فجلي)
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة النوبية الموافق 7/7 والذي كان يهتم بإحيائه في كل عام.

وتناقلت الأسافير نبأ وفاة الشاعر ناعية له ومشيرة إلى دوره المهم في نشر الأغنية النوبية.

ونعت المنظمة النوبية للثقافة وإحياء التراث والتنمية، الفقيد موردة بعضا من سيرته الذاتية وكتبت المنظمة على صفحتها في موقع التواصل مايلي:

إنا لله وإنا إليه راجعون.

نعي بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره، رحيل رمز الفن الشعبي النوبي، الشاعر والملحن والفنان العظيم مكي علي إدريس.

وُلِد مكي علي إدريس في مدينة عبري، حاضرة السكوت في شمال السودان، لأب من دنقلا وأم من السكوت، لينشأ في بيئة تثري روحه النوبية العميقة.

لم يكن مكي شاعراً وملحناً فحسب، بل أيضًا باحثًا موسيقيًا ولغويًا، أظهر تميّزًا بكتابة الشعر باللغتين النوبية والعربية، وتعمّق في تاريخ وتراث حضارة النوبة . درس في كلية الموسيقى بجامعة السودان، وامتد عطاؤه في التربية والبحث بين 1971 و1992 .

تميّز بأسلوب ثوري وإنساني؛ فكان ثاني شاعر نوبي ينظم شعر المقاومة بعد محمد وردي، ومن أشهر أعماله أغنية «كجبار» التي أصبحت رمزًا لمناهضة سد كجبار . كما ترك بصمة شهيرة بأغنيته الخالدة “عديلة”، التي تجاوزت حدود النوبة إلى عموم السودان وحتى العالم .

وإلى جانب قيادته للفن والموسيقى، كان مكي علي إدريس إنسانًا متواضعًا، لم يكُن يغالي في مُجاملات الشهرة، فكان يحتفي بالفنانين الشباب، ويتشجّعهم على حمل رسالته النوبية الأصيلة .

ترك أرشيفًا ثريًا من الشعر، والتلحين، والبحث، والتراث، وكتبًا وموسوعات في اللغة والثقافة النوبية. وقد دُعيت مبادرات لإنشاء مركز ثقافي يحمل اسمه لدعم البحث في التاريخ واللغة النوبية .
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
فلنستذكر مكي علي إدريس – الفنان، الباحث، الإنسان – على طريقته: بِكلمات خالدة عزاؤها في فنّه الثوري العميق، وفي صوته الذي لا يزال يُجسّد
روح النوبة وأحلامها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى