منوعات وفنون

من تحت وسادة الأيام.. لماذا رفضت البلابل الدخول إلى الإذاعة؟

لسة مستنين تجينا
ناسي طالبنك زيارة

كتب عادل حسن:
اه اه
سنوات هرولت بمواسم الامطار الغزيرة للابتسام والاحزان وانا اركض في دروب التذكارات التي انقضت بها اعوام طويلة قبل ان يصبح البعير عنصرا هاما في صحراء روحي بعد رحيل وبعاد انبل واجمل الا صدقاء والاحباب
انها فكرة موجعة اذا ظل كل شيء علي حاله دون تغير وهكذا الايام
اللحظة اخطو علي عتبة الفرح البريءالمعافي الي دنيا المنفين والمهاجرين وانا اتلمظهم من لذعة الجمر الي حلاوة التمر
ايضا اللحظة يستقبلني النسيان حاملا ممحاته يمسح بها عن قلبي كدماته في الغربة ثم يقودني الي مرقد شاطيء الشجن ويمنحني صدقة شاسعة وسط ليل الضياع المالح ولكن لم تنزلق عن قبضتي السيدة ذاكرتي واعود بها الي يم الزمان وذاك النهار الكسول نصف الشاتي من نهارات الخرطوم وعودة البلابل الي وطن القماري
حينها دلفت الي منزل امال وهادية وحياة بلابل طلسم الخارقات مثل تسلل دمعة الريدة الاولي وشقاوة الطاشرات الهجوعة
فامضيت وقتا مزهيا وزاهيا معهن وذاك الحوار الصحفي الذي له مذاق قرصة العنب بعد ثلاثة ايام
يومها اصدر الزمان عني عفوا عاما وغفر لي كل احزان ومشاق مكابدة الحوارات الصحفية
كانت مائدة الحوار مثل شطآن اسطورية اللطافة تشتري بطاقة حضورك وتدفع الثمن ابتسامة تتفلت من هنا وهناك من بين تلاطم الحوار فالنهار تمدد وتمرد حتي طرده الغروب الذي فاحت منه رائحة اناناس شربات المساء وختام الزيارة الصحفية.


لحظتها كان صوت الهاتف عندي يزغرد باشفاق والمتحدث استاذي وصديقي الصحفي والشاعر فضل الله محمد رئيس تحرير صحيفة الخرطوم يستعجل احضار أوراق الحوار الاستثناء بضيوفه وعند بوابة الخروج وانا ممتليء بالشقاوة المليحة والشجن والدلع وهي مثقلات سطور الحوار انتزعت وعدا من امال طلسم بأن تكون هناك سهرة إذاعية في معجناتها ومشهياتها تحمل طيف الحبيب الذي عبس به الزمن الغليظ وعالجه بالنسيان دون أن يتلصص على خاطره التاريخ ثم تاريخ وزراعة شتولات المنقة وسيرة رجعنالك عديلة وزين وفرح القبيلة بمعني سهرة تحكمها ملكة الابتسام فاشترطت امال بان اكرر الزيارة لهن من غير خشخشة اوراق او كاميرات ووافقت على زيارة الجمعة في اركويت
وفي موعد التسجيل باذاعة اف ام 104 حضرت بنات طلسم عند الموعد وحظي المعيسير منعي باكرا فوجدن غيابي ينتظرهن، وعندما طلب مدير الاذاعة منهن الدخول والترحاب والاحتفاء بهن قبل وصول عادل رفضن النزول من السيارة ودخول الإذاعة وغادرن مسرعات مثل سحابات الضحي وهنا تلقيت اتصالا من الاستاذة فتحية ابراهيم مدير البرامج وهي تخبرني بلسان الحسرة لما حدث من ضياع سانحة لن تتكرر لحظتها سقط فكي الأسفل عن شفة لم تجد كلمة واحد ترد بها
فقررت الاتصال على امال طلسم وكان ردها ودودا مسماحا
يا عادل حضرنا لك بلهفة ثم الحقتها بضحكة
لسة مستنين تجينا
ناسي طالبنك زيارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى