مقالات

الأحزاب السياسية وأثرها في تأخر مسيرة السودان التنموية

Sudanese politic parties and their impact of delaying sudan development

بقلم/ المهيرية:

The role of politic parties
لماذا الاحزاب السياسية ؟

بكل العالم تكون هناك مجموعات متباينة الرؤى تلبي تنوع المجتمع وثقافته الموروثة أو المكتسبة وتسمى أحزاب وهي تعكس نوعا من التجانس بالرؤى والبرامج التي تدفع بالمجتمع نحو التنمية والترويح من جانب ومن جانب آخر التجانس بالرؤى عند طرح القضايا الوطنية.

إذا تلمسنا بعض التجارب الأوروبية كبريطانيا مثلا التي تحكمها أربعة أحزاب فقط منذ قرون نجد أن الحزب يمثل الرأي العام العمالي مثلا أو الرأي العام للطبقة الوسطي أو طبقة المثقفين تتنافس الأحزاب ولكن لا تختلف نحو ديمقراطية الرأي وهم يحكمون بتواتر.

التجارب العربية مثلتها أحزاب ذات مرجعيات دينية بالأغلب العام لذا لم تنجح حتى بالعالم العربي الذي تحول إلى حلبات نقاش وصراع مابين القديم والتجديد مثل الوهابية أو السنة أو الشيعة أو حماس أو حزب الله أو أو وهي تشكل أرضيات خاصة بالمجتمع العربي أن تحول الأمر إلى بحر حقيقي من أجل التنمية.

التجربة السودانية بدأت مسيرتها بالحزبين الكبيرين والحزب الشيوعي وكانت واضحة المعالم التنموية وكانت توازي الصراع العلمي بالجمعيات العلمية والروابط الإقليمية بالجامعة، وكان المجتمع متصلا فيما بينه.

تم اختراق التجربة الحزبية وتحويل الأحزاب إلى أحزاب عقائدية ومن ثم إلى أحزاب دينية وبدأت الانشقاقات، فخرجت أحزاب جديدة وأحزاب دينية أخرى لم تكن موجودة بالساحة السودانية وكل ذلك لأسباب هي:

١- محاولة تقويض الأنظمة الحزبية المجتمعية وخلق بدائل

٢- محاولة تحويل الأجندات واللوائح الحزبية إلى صراع مع الآخر والغاؤه بدلا عن المساهمة بخط التنمية ونشر العدالة الاجتماعية وتحول المجتمع إلى مجتمع منتج وعامل

٣- إدخال الدين كمصارع قوي بالتغيير الاجتماعي وإحباط عملية التنمية المحلية ووجود عناصر غريبة دعمت ذلك على مدى، وتحول المجتمع الي مجتمع متكاسل ومنتظر فقط

٤. بعهد الانحدار أو المؤتمر الوطني تم تسجيل أكثر من ٢٣ حزبا بمسجل الأحزاب السودانية وهو مخالف للقواعد العالمية والمحلية بإنشاء الأحزاب حيث أن ذلك يحول المجتمع إلى مجتمع مهووس بما اسميته انا شخصيا بالانعتاق عن الأرض.

لابد من العودة للقانون ووجود قضاة لإنفاذ قوانين الأحزاب ودمج الرؤى المتقاربة بجسم واحد، بشرط العودة إلى الأجندات الوطنية والعمل عليها برؤى مختلفة أو متشابهة لطريق واحد وهو وجود مجتمع سليم ومعافاة ومعبر عن رأيه من خلال انتماؤه.

يعتبر التأثير والأثر على المجتمع كبير جدا خاصة مع الاحزاب التي لديها استلاب ثقافي من دول او مجتمعات اخري مما ادي الي تغيير البنية المجتمعية الي مجتمع هش وسهل التأثر.

الأثر الآخر بسلب الديمقراطية معناها بوجود الآخر وحق الحفاظ على المدنية والنظام المحلي إذ أن سعي وإصرار الأحزاب على القيادة ومحاولة الإصرار على أفضليتهم دون إعطاء المجتمع حقه بالاختيار شكل عوائق بالتنمية وصراع ونفسية مجتمعية كل تجاه الآخر بفواصل ليست أصل سوداني، لذا ندعو السودانيين ليس لإلغاء الأحزاب أو التقسيم المجتمعي وإنما لمناقشة الدور الحقيقي وتقليص ودمج الأحزاب ذات الرؤى المتشابهة والبقاء على الأرض والكتابة والقراءة وتفعيل الرأي المجتمعي نحو الجديد بالتنمية العالمية أو المحلية وأثره الإيجابي والسلبي لأن مهمة الأحزاب الأساسية هي سلامة الشعوب وحماية ثقافتها المحلية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى