صحافة المواطن

خاطرة.. ما باليدِ حيلة

آمنة الهادي- أسماء محمد:

لأنهُ ما باليدِ حيلة
ولأننا لا نملك العدة والعتاد لنقاتل سوى بالكتابة،
نكتب…
كي لا تتحول أسماء الأطفال إلى غبار
في أرشيف بارد
وكي لا يصدأ وجع الأمهات خلف أبواب البيوت
التي لم تعد بيوتا.

لأن الليل هناك أطول من عمر القمر،
ولأنهم ينامون على وسائد من خوف ويستيقظون على مائدةٍ من غياب،
ولأن ألعابهم بلا ألوان إلّا لون الطين الممزوج بالرماد،
ولأنهم
رغم كل ذلك،
ما زالوا يعرفون كيف يبتسمون
ابتسامة تشق قلب اللغة نصفين.

لأنهم لا يعلمون عن رفاهيةِ اللعب تحت المطر،
ولأن المطر الوحيد الذي ينهمر،
كان من الدماء والدموع.

ولأنهم لم يتذوقوا طعم حلوى الأمان،
ولدوا في محِنة
فُطموا في جوع
ترعرعوا في حرب
وماتوا بشجاعة.

والخوف؟
لم يتعلموه؛ ألفوه.

ولأنهم ما عرفوا حضنا إلا وهو يرتجف،
ولا سقفا إلا وهو يتساقط ببطءٍ كشيخوخة مُتعجلة،
كبروا وأكتافهم محشوة بسنابل الرعب،
وعيونهم تحفظ خريطة السماء أكثر مما تحفظ طريق المدرسة.

نكتب…
لئلّا يختزلوا أرواحهم في خانةٍ باهتةٍ على جدولٍ بارد،
ولئلّا يتحولوا إلى أرقامٍ تتناوب عليها أصابع الإحصاء،
كأنهم لم يكونوا ضحكاتٍ تمشي على الأرض.
ونكتب
كي يقرأ الجيل القادم؛
_ إن قُدّر له أن ينجو من هذا الحصاد _
الحقيقةَ من نزف حروفنا،
لا من كتبٍ تُصاغ على مقاس الكذبة،
وتُلمع حواف الجريمة حتى تبدو كدرسٍ في التاريخ.

#الفاشر_تموت_جوعًا
#أنقذوا_انسان_الفاشر
#انقذواغزة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى