رياضة

كتبت فصلا جديدا من المجد..«صقور الجديان» تعيد إحياء الكرة السودانية وتخترق صمت المسافات

محمد السني: 24 أغسطس 2025م

في ليلة مليئة بالتوتر والإثارة، كتب أبطال المنتخب السوداني لكرة القدم «صقور الجديان» فصلًا جديدًا من المجد على ملاعب بطولة أمم أفريقيا للمحليين «الشان»، بعد أن أوقعوا بمحاربي الصحراء الجزائرية في فخ التعادل الإيجابي، ليفوزوا بركلات الترجيح (4-2) ويتأهلون إلى نصف النهائي في مشوار غير متوقع يثير إعجاب القارة السمراء.

لم تكن المباراة، التي جرت على أرضية ملعب
(أمان الدولي في زنجبار)، عرضًا كرويًا مفتوحًا، بل كانت معركة استراتيجية، سيطر فيها الطرفان على الخطين الدفاعيين، محولين وسط الملعب إلى ساحة صراع على كل كرة، التكتيك وحسم اللحظات كانا هما البطلين، وليس الأقدام الذهبية أو الأهداف المبهرة.

نجح الجهاز الفني لصقور الجديان في صياغة خطة محكمة كبلت حركة المنتخب الجزائري، الذي بدا مرتبكًا أمام الصلابة الدفاعية السودانية والضغط العالي، حراس المرمى كانوا أبطالاً صامتين في الوقت الأصلي، لينتقل الجميع إلى رهبة ركلات الترجيح، حيث يصبح العقل والقلب هما اللاعب الإضافي.

وفي مسرح العُصاب، حافظ المنتخب السوداني على أعصاب من حديد، تحول حارس المرمى، البطل « محمد النور أبو جا» إلى سد منيع، ليتصدى لإحدى الركلات الجزائرية الحاسمة، بينما نفذ زملاؤه ركلاتهم بدقة قاتلة، محولين كل ركلة إلى رصاصة في شباك الحُلم.

هذا التأهل ليس مجرد نتيجة في بطولة، بل هو رسالة قوية، رسالة من فريق قادم على جناح التحدي، ليذكر الجميع بأن كرة القدم لا تكتبها الأسماء اللامعة وحدها، بل تكتبها الإرادة التي لا تلين، والروح الجماعية، والتخطيط المتقن.
إنه إحياء للكرة السودانية التي طالما أنجبت مواهب خالصة، وتذكير بأن «صغور الجديان» لا يزال صوتها يخترف المسافات.
الآن يتجهز المنتخب السوداني لمواجهة منتخب مدغشقر يوم الثلاثاء 26 أغسطس الجاري وهو يحمل معه زخم انتصار تاريخي وثقة عالية بأن الحلم بإضافة لقب «الشان» إلى خزائن الكرة السودانية لم يعد مستحيلاً، القارة تشهد ولادة بطل جديد قديم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى